أعلن متحدث باسم الثوار الليبيين في بنغازي، أمس، تمديد المهلة التي حددها الثوار للموالين للعقيد معمر القذافي للاستسلام في سرت وترتيب تسليم المدينة سلميا قبل بدء عمليات عسكرية شاملة، أسبوعا آخر. وقال محمد الزواوي «أعطيناهم أسبوعا إضافيا»، مشيرا إلى أن المهلة كانت تشمل أيضا المناطق في جنوب ووسط البلاد. وتبدأ مهلة الأسبوع الجديد اليوم، بحسب المصدر ذاته. وتابع «نحن نفضل أن نجبرهم على الاستسلام من خلال قطع تزويدهم بالماء والكهرباء». وقالت إذاعة هيئة الإذاعة البريطانية إن مشاورات مكثفة مع شيوخ قبائل سرت بهدف تجنب سفك الدماء انهارت دون اتفاق، غير أنه تم إمهالهم أسبوعا آخر لمحاولة إقناع جميع من في البلدة بالاستسلام. ونقلت الإذاعة عن مسؤول كبير بالمجلس الوطني قوله إن شيوخ القبائل يدركون فيما يبدو أنه لا معنى للتشبث بموقفهم. وأضاف أن المشكلة هي أنهم لم يتمكنوا من إقناع القوات الموالية للقذافي بهذا بعد. وكان رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل حدد مهلة تنتهي اليوم، لأنصار القذافي في آخر معاقلهم وبينها سرت، للاستسلام. ويقول الثوار إن المفاوضات لا تزال جارية مع زعماء قبائل هذه المدن في محاولة لجعلها تستسلم دون قتال. من جهة أخرى، دعا القذافي أنصاره، أمس، إلى «الاستمرار في المقاومة» وذلك في تسجيل صوتي جديد بثه تلفزيون الرأي في دمشق. وقال «حتى لو لم تسمعوا صوتي استمروا في المقاومة»، مشيرا إلى وجود «خلافات بين حلف العدوان وعملائه» في إشارة إلى حلف شمال الأطلسي والثوار الليبيين. وعلى صعيد آخر، نقلت القوات الجوية البريطانية 40 طنا من الأوراق النقدية المطبوعة حديثا، ويحمل الكثير منها صورة القذافي، إلى ليبيا لمساعدة حكامها الجدد على سداد رواتب الموظفين الحكوميين ولتملأ بنوكها ماكينات صرف النقود. والمبلغ هو 280 مليون دينار ليبي، أي نحو 234 مليون دولار، وهو جزء من شحنة قيمتها نحو 1.5 مليار دولار كان القذافي طلبها من إحدى شركات الطباعة البريطانية، لكن تم إيقافها في مارس الماضي، بعد الحملة التي شنها على المحتجين. والآن بعد أن أطاحت قوات المجلس بالقذافي، تفرج بريطانيا عن الأموال لتخفيف أزمة السيولة. وأكدت مصادر أنه سيتم تسليم بقية المبلغ «قريبا». وهبطت الطائرة التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني وهي من طراز «سي-17» تحت جنح الظلام ببنغازي، وسط إجراءات أمنية مشددة، وبدأ تفريغ حمولتها من الأموال. ورفع الاتحاد الأوروبي عقوباته عن 28 كيانا اقتصاديا ليبيا بينها موانئ وبنوك وذلك للمساعدة على نهوض الاقتصاد مجددا وتوفير موارد للحكومة الانتقالية والشعب الليبي، بحسب ما أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين أشتون. وأعلنت روسيا ورومانيا اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي بوصفه السلطة الشرعية الوحيدة في ليبيا. وجاء الاعتراف الروسي في وقت شاركت فيه موسكو، التي دأبت على انتقاد عمليات حلف شمال الأطلسي في ليبيا، في مؤتمر حول ليبيا دعا إليه الرئيس الفرنسي ساركوزي عقد بباريس، أمس، حيث واجه ممثلو الثوار الليبيين أسئلة صعبة بشأن خططهم لتشكيل حكومة جديدة. وشارك ممثلون عن 60 دولة، بينهم ممثلون لدول حلف شمال الأطلسي والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، في المؤتمر لمناقشة التحول الديمقراطي في ليبيا، وناقشوا خطط المجلس الانتقالي لتحقيق الأمن والاستقرار ومواجهة الأزمة الإنسانية المتنامية. وقال المسؤول إن قدرة المجلس على إعادة توزيع المياه والطعام والطاقة والوقود إلى الشعب الليبي، تمثل «اختبارا حقيقيا في هذه الأيام ذلك أنها تظهر قدرة المجلس على تأكيد مدى مصداقيته». كما تأتي في وقت بدأت فيه الدول تفرج عن الأموال الليبية المجمدة وتحويلها إلى المجلس الوطني الانتقالي، وكان آخرها، الأموال التي سلمتها بريطانيا إلى المصرف المركزي الليبي في بنغازي .