بنغازي (ليبيا) - باريس - لندن - بروكسل - وكالات: تكثفت أمس الخميس إشارات الاعتراف بالسلطات الجديدة في طرابلس التي تنتظر أعمالاً ملموسة من المجموعة الدولية التي اختتمت اجتماعها في باريس أمس الخميس بالإفراج عن 15 مليار دولار من الأموال الليبية المجمدة. وفي الذكرى الثانية والأربعين لتولي العقيد معمر القذافي الحكم في ليبيا وبعد ستة اشهر على استضافته في 19 مارس المؤتمر الذي أطلق العملية العسكرية على نظام العقيد معمر القذافي دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ممثلي حوالي ستين بلدا إلى الاجتماع على أمل ترجمة النصر العسكري للثوار الليبيين على الصعيد السياسي. واعلن ساركوزي في ختام مؤتمر باريس حول مستقبل ليبيا أمس أن المشاركين في المؤتمر قرروا بالإجماع إنهاء تجميد الأموال الليبية لصالح السلطات الليبية الجديدة. وقال ساركوزي خلال مؤتمر صحافي إن الأموال التي اختلسها القذافي وأعوانه ينبغي أن تعود إلى الليبيين. لقد التزمنا جميعنا بإنهاء تجميد أموال ليبيا الأمس لتمويل التنمية في ليبيا اليوم . ويأتي ذلك الموقف متزامناً مع موقف الاتحاد الأوروبي الذي وافق أمس على رفع جزئي لعقوباته المفروضة على ليبيا حيث قرر وقف تجميد أصول 28 شركة وهيئة ليبية في خطوة قالت كاترين أشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد إنها تهدف إلى مساعدة الاقتصاد الليبي للعودة إلى العمل مجدداً. ويعدل هذا القرار الذي اتخذته الدول ال 27 الأعضاء في الاتحاد قراراً سابقا اتخذ في 28 فبراير بفرض حظر على السفر وتجميد الأصول مع وجود استثناءات لأغراض إنسانية. وقال دبلوماسيون أوروبيون إنه سيتم حذف 28 شركة أو هيئة من قائمة العقوبات من بينها ست شركات تعمل بالموانئ والعديد من البنوك فضلا عن عدد من شركات النفط والغاز. وقبيل ساعات من انضمامها إلى مؤتمر أصدقاء ليبيا في باريس أعلنت روسيا في بيان لها أمس أن اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي بوصفه السلطة الفعلية في ليبيا . ميدانياً أكد ساركوزي والأمين العام للحلف الأطلسي اندرز فوغ راسموسن الخميس في باريس مواصلة ضربات الحلف الأطلسي طالما بقي معمر القذافي يمثل تهديداً لشعبه. وقال ساركوزي في المؤتمر الختامي (اتفقنا على مواصلة ضربات الحلف الأطلسي طالما بقي القذافي وأنصاره يمثلون تهديدا لليبيا). ويأتي تأكيد ساركوزي متزامناً مع إثارات سياسية أطلقها الثلاثي في ليبيا أول أمس وأمس متمثلاً في الساعدي وسيف الإسلام ليظهر القذافي أمس متوعداً بمواصلة القتال وهو الأمر الذي قد يعزز مزيداً من المخاوف بتجدد قتال ضار. وفي رابع تسجيل صوتي له بعد سقوط طرابلس دعا معمر القذافي المتواري عن الأنظار أنصاره إلى إشعال ليبيا وتعهد بأن أنصاره لن يستسلموا وقال إن من يعادونه منقسمون على أنفسهم. واضاف القذافي في رسالته (إذا اشتعلت ليبيا فمن يقدر أن يحكمها؟ فلتشتعل). وقال القذافي إن القبائل في بني وليد وسرت مسلحة ولا يمكن إخضاعها. وتساءل القذافي قائلا (كيف نسلم نفسنا مرة أخرى؟.. إحنا نسوان نسلم أنفسنا لأزواجنا ولا إيه؟). وفي هذه الأثناء أكد متحدث باسم الثوار الليبيين في بنغازي أمس لوكالة فرانس برس أن المهلة التي حددها الثوار للموالين للقذافي للاستسلام قبل السبت تحت طائلة بدء عمليات عسكرية مددت أسبوعاً .