ربط وزراء العمل العرب ممثلين عن أصحاب الأعمال والمنظمات العمالية في الدورة ال38 لمؤتمر العمل العربي بين الثورات الشعبية وحالة الحراك السياسي في المنطقة وبين تفاقم أزمة البطالة لدى الشباب العربي وتناقص فرص التوظيف، ودعا رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه وزير القوى العاملة والهجرة أحمد البرعي أمام المؤتمر إلى دعم التعاون الاقتصادي بين الدول العربية لإقامة تكتل اقتصادي عربي يسمح بتنقل الأيدي العاملة، وقال: «يجب إنشاء جهاز عربي على مستوى رفيع يعهد إليه بمهمة التنمية البشرية من أجل التكامل الاقتصادي وأن يكون هذا الجهاز ملحقا مباشرة بالقمة العربية». وأوضح شرف أن الجهاز المقترح يختص بدراسة كيفية حل مشكلات البطالة عن طريق حرية تنقل الأيدي العاملة بين الدول العربية وإزالة كل النظم والعوائق التي تقف حائلا دون التكامل في هذا المجال خاصة النظم والقوانين التي تحول دون تحقيق هذا التكامل وتتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان التي أكدت عليها المواثيق الإسلامية والعربية والدولية وتتنافى مع الاتفاقيات الدولية والعربية التي صادقت عليها الدول العربية. أما نائب رئيس مجلس الوزراء وزير العدل ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل الكويتي الدكتور محمد العفاسي فدعا منظمة العمل العربية بالمضي قدما على تنفيذ القرارات والتوصيات التي تخرج عنها لتحقيق الحياة الكريمة والعيش الرغيد للمواطن العربي. وقال: «هناك تقاعس من المنظمة في متابعة تنفيذ مختلف القرارات والتوصيات السابقة التي تصب في صالح المواطن العربي» وأوضح أن ما تشهده عدد من الدول العربية من ثورات وحراك شعبي جاء نتيجة الشعور بالإحباط، بالإضافة إلى عدم تنفيذ مختلف القرارات الصادرة عن المنظمات العربية المختلفة للحد من مشكلاتهم ومعاناتهم. وبين أن الكويت تقدمت بإنشاء صندوق لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لرفع مستوى المعيشة والحد من ظاهرة البطالة في الدول العربية خلال قمة الكويت الاقتصادية في يناير 2009، وتكفلت بنسبة 25 % من رأسمال هذا الصندوق البالغ ملياري دولار إلا أن «هذا الصندوق وبعد ثلاثة أعوام لم يتم الانتهاء منه» داعيا كل المنظمات العربية وفي مقدمتها منظمة العمل العربي إلى الإسراع في تفعيل كل القرارات والتوصيات المعنية بالارتقاء بمستوى معيشة المواطن العربي في مختلف الدول العربية. وخلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر العمل العربي في دورته ال38 طرح وزير العمل السعودي عادل فقيه الرؤية السعودية لتلقيص معدلات البطالة في البلدان العربية عبر الدعوة للتوسع في المشاريع الصغيرة والمتوسطة كثيفة العمالة باعتبار أن هذه المشاريع هي قاطرة التنمية خلال الفترة المقبلة وتطرق للتجربة السعودية في التوظيف ومحاصرة البطالة، فيما أكد أحمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل العربية أن العقد العربي للتشغيل لم يحقق أهدافه بسبب استمرار تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية والأحداث التي تشهدها المنطقة العربية، مشيرا إلى أن المنظمة أطلقت العديد من التحذيرات خلال منتدياتها ومؤتمراتها السابقة حول البطالة وضرورة وضع أولويات التشغيل ضمن برامج التنمية باعتبار أنها من أسباب تفجر الثورات العربية. وطالب لقمان بزيادة الاهتمام بوزارات العمل في البلدان العربية وبتعديل مضامين التنمية لإحداث توازن بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي ومراجعة التشريعات العمالية والنقابية والحفاظ على فرص المساهمة الاقتصادية للمرأة وتطوير القطاع غير المنظم. ومنح وزراء العمل العرب خلال الجلسة الافتتاحية المهندس عادل فقيه وزير العمل رئاسة اللجنة العضوية بمنظمة العمل العربية كما تم اختيار وزير العمل المصري نائبا لرئيس مؤتمر العمل العربي في دورته ال38 التي تعقد حاليا في مقر الجامعة العربية برئاسة وزير العمل بسلطنة عمان الشيخ عبدالله البكري وحضور رئيس مجلس إدارة المنظمة في دورتها الحالية وزير العمل البحريني جميل حميدان .