- إذا كنت على قناعة أنك تستطيع أن تفعل فكن على ثقة أنك ستفعل وتبلغ ما تأمل فعله وبلوغه ، وفي المقابل فإنه يتعذر تحقق مطامحك إذا تعذرت القناعة بالإمكان الشخصي. هذه معادلة ذهنية منطقية وهي فوق ذلك واقعية إلى حد كبير ، أي أن في وسعنا أن نجعلها في صيغة رياضية بهذا الشكل: مطمح + قناعة بالإمكان + فعل = بلوغ المراد والمحصلة إذن هي ناتج اختلاط العناصر أو ناتج اجتماع الأسباب أو الأدوات. ونحن في كثير من الأحيان لا نبحث في السبب بالقدر الكافي. إن انشغالنا بتعثر أغراضنا ومطامحنا يؤخر أو يعطل فكرة (المقايسات) في أذهاننا ، وفكرة المقايسات هذه تعني القدرة على مقارنة النتيجة بطبيعة الظرف الذي سبقها وأن ننظر في التلازم بين النتائج باعتبارها مسببات والفعل الذي سبقها باعتباره سببا أو شرطا أو وسيلة ، ومن هذه المقايسات أو المقارنات يمكن أن نعدل أو نستدرك. إن تعديلنا في صناعة الأسباب يفضي إلى تعديل في النتائج بالضرورة ، ونحن لن نرفض فكرة التماثل بين ما هو معنوي وما هو محسوس في صناعة الأثر ، إنما كيف نحول الإمكان إلى واقع؟ ربما نحن بحاجة إلى إدراك الوسيلة أو الطريق الأقرب لبلوغ مطامحنا ، غير أن الواقع الذي نأمل هو الذي يقتضي وسائله المفضية إليه. - الآن في وسعنا الإلحاح على الفكرة التالية : أنت تستطيع أن تكون ما تريد وأن تبلغ ما تريد بشرطين : قناعتك بإمكانك الشخصي ورغبتك في الواقع الذي تأمل أن يكون أو الصفة التي تريد أن تكون عليها ، ومن الرغبة أو الإرادة أن تتحلى بقليل من الصبر والكياسة (للأسف أنا لا أفعل هذا!) - إذا كانت المطامح صفات فهي صناعة معنوية ، وعلينا أن نعوِّد أنفسنا على تطلب الصفة بإلحاح ، وفي الحديث الشريف : (إنما الصبر بالتصبر وإنما العلم بالتعلم) أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، والفكرة التي ينطوي عليها الحديث الشريف توطين النفس على الصفة. إنه فعل معنوي وفعل محسوس .. أن تصبر يعني ألا تكون غضوبا ، وحين لا تغضب لا تقع مأسورا لردود الأفعال ، ولا تتطلب الانتقام من الآخرين ولا معاملتهم بالمثل ، لأن صفة الصبر فيك قيدت النزعة السلبية في السلوك. يمكن أن يكون أحدنا صبوراً بقليل دؤوباً من تصنع الصبر وتوطين النفس عليه ، وقس على هذا المعنويات جميعها. - إذا كانت المطامح أغراضا فالعقل أن ننظر في الإمكان ، ما الذي يمكن أن نكون؟ إننا بهذا نتخلص من مشكلة التنافر أو عدم التناسب. ما هي فكرة توسيد الأمر إلى غير أهله التي وردت في حديث شريف آخر؟ إنها هي عدم التوافق بين الشخص والمكان ، بين الإمكان واقتضاء المسؤولية التي أتحملها أنا أو أنت. للأسف الناس في العادة لا يكترثون للنظر في طبيعة إمكانهم. - أنا لا أحسن شيئا مما ذكرت أعلاه!