شدد إعلاميون عرب ل"سبق"، على محورية وأهمية دور السعودية الدولي في إنجاح القمة العربية اللاتينية؛ مثمّنين التسهيلات والإمكانيات المتميزة التي قدّمتها المملكة لهم كإعلاميين، ساهمت في إنجاح مهمتهم الإعلامية في تغطية أعمال القمة؛ مشددين على أن تقارب "القمة العربية اللاتينية" قد يقلب موازين العالم. وتفصيلاً، أكد الإعلامي "قاسم مختار" من صحيفة "السفير" اللبنانية، أن القمة أسهمت في كل أنواع التبادل والتعاون الثقافي والعلمي والحضاري والبيئي؛ مشيراً إلى أن السعودية جامعة لكل الأحداث المهمة لها حضور وثقل دولي؛ لافتاً إلى أن هناك مشاريع تتبناها القمة قيد التحضير، ومنها: إقامة مصرف استثماري مشترك، وشركة نقل طيران موحدة؛ مما يبشر بإطلاق آفاق واعدة للتبادل التجاري والاستثماري بين المنطقتين.
وأضاف: "أهمية القمة تأتي من وجود أعداد كبيرة من الجاليات العربية بأمريكا اللاتينية، ومنهم من تبوأ مراكز ومناصب مسؤولة في تلك الدول"؛ مؤكداً أن أي حالة استقرار وتنمية متنامية بين الدول سينعكس على الدور السياسي بشكل إيجابي ومتطور، ومشيراً إلى أن تنامي العلاقات بين دول المنطقتين العربية واللاتينية سيُفيد دولنا العربية؛ لا سيما في وجود تطور صناعي تشهده دول أمريكا الجنوبية مثل البرازيل التي تتفوق بصناعات حربية واقتصادية.
وعن تحوّل القمة إلى حلف وتحالف بين المنطقتين أوضح "قاسم"، أن هذا الأمر يقرره أصحاب الشأن من القادة بحسب مسار الأوضاع الإقليمية والدولية؛ منوهاً بأن حالة الاضطراب في الدول العربية تدفعها لإيجاد تحالفات تدعم توجهها السياسي؛ مضيفاً أن القمة منتدى كبير يتناول نقاشات واسعة تهم دول وشعوب المنطقتين العربية واللاتينية.
وعن قضية العرب الأولى (فلسطين)، أكد أنها أخذت حيزاً كبيراً في جدول أعمال القمة؛ مما يؤكد أهميتها وثقلها لمنع جرائم القتل اليومية التي يرتكبها العدو الصهيوني تجاه الشعب الفلسطينيين، بالإضافة إلى الأحداث الجارية في اليمن وسوريا وليبيا والعراق.
وأعرب "قاسم"، عن شكره للمملكة على ما وجده الإعلاميون من تسهيلات لتغطية أعمال القمة من خلال المراكز الإعلامية وتوفير وسائل النقل والتواصل، وقال: "يجب أن نفي السعودية حقها على ما قدّمته من كل الإمكانات اللازمة لتسهيل مهمتنا الإعلامية؛ والدليل على ذلك إنجازنا أعمالنا وإرسال موادنا الصحفية عن القمة أولاً بأول دون تأخير".
وبخصوص ملف الإرهاب، لفت إلى أن القمة شددت على كيفية مكافحة وتجفيف منابع الإرهاب وقطع وسائل الدعم المالي واللوجستي للمنظمات الإرهابية، ودعت لحلول سلمية للأزمات الحاصلة بسوريا والعراق واليمن التي تستنزف القدرات والطاقات.
وأشاد مدير المكتب الإقليمي لوكالة أنباء "الأناضول" في شرق إفريقيا محمد توكل، بنجاح التغطية الإعلامية للقمة؛ مشيراً إلى أن دول أمريكا الجنوبية تقف في مدرج واحد مع العرب ضد الاستعمار والاعتداءات الإسرائيلية؛ فهناك قواسم مشتركة تجمعنا كعرب مع دول أمريكا الجنوبية.
ونوّه "توكل" بأن القمة لفتت أنظار الإعلاميين؛ كونها تُعقد في ظل ظروف دولية بالغة التعقيد؛ ومنها استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى، ورفض كل القرارات الدولية؛ مشيراً إلى أن دول أمريكا الجنوبية سبقت كثيراً من الدول في الأممالمتحدة في مناصرة القضية الفلسطينية؛ لافتاً -بحسب وصفه- إلى أنه باتحاد البترول والبن يمكن أن تنقلب الموازيين في العالم.
وحول أهمية تجاوز المعالجة الإعلامية للمواقف السياسية إلى التركيز على الأبعاد الحضارية والثقافية لبلدان أمريكا الجنوبية، أكد مدير المكتب الإقليمي لوكالة أنباء "الأناضول"، أن دول أمريكا اللاتينية تتمتع بثروات نفطية ومعادن وزراعة ضخمة؛ مشيراً إلى أن مجموع سكان الدول العربية وأمريكا الجنوبية يربو على 700 مليون نسمة؛ فهي قوة اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية؛ فتأثيرها قوي ومؤثر على الاقتصاد العالمي.
ولفت إلى أن القمة تأتي بقيادة السعودية؛ حيث موقعها الريادي والمؤثر على المستوى الإقليمي والعربي؛ منوهاً بأن القمة ستُلقي بظلالها على علاقات دول أمريكا الجنوبية بإيران، وقد تعيد إيقاع العلاقات بينهما؛ وبالتالي هذه القمة ستضع نواة جديدة للعلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية؛ مشيراً إلى أن تأطير التكامل بين دول وشعوب المنطقتين في ظل العولمة يسهم في تشكيل قوة اقتصادية وسياسية قد تفاجئ العالم.
وتابع: "يمكن للدول العربية مساعدة نظيرتها اللاتينية بإلغاء ديونها؛ باعتبارها دولاً مؤثرة وداعمة ومانحة في صندوق النقد الدولي"، وعن رأيه حول إمكانيات التغطية الإعلامية لفعاليات القمة قال مدير المكتب الإقليمي لوكالة أنباء "الأناضول" أعتقد أنها جيدة؛ داعياً في الوقت ذاته إلى تكثيف المؤتمرات الصحفية مستقبلاً، ومنح الصحفيين والإعلاميين مساحات أكبر في التواصل مع المسؤولين من وزراء وقادة ليتميزوا بالحوارات والتغطيات الصحفية".
واختتم "توكل" مرحّباً بالبيان الختامي للقمة العربية اللاتينية الرابعة التي اختتمت أعمالها أمس بالرياض، وما تضمنه "إعلان الرياض"؛ باعتباره إعلاناً غير مسبوق في شموليته وصدوره بدون أي تحفظ عليه.