انتهت في الرياض أمس، ورشة عمل سياسية بعنوان: «العلاقات بين الدول العربية ودول أميركا الجنوبية» نظمها معهد الدراسات الديبلوماسية التابع لوزارة الخارجية، بمشاركة نخبة من السياسيين والديبلوماسيين والخبراء والمهتمين من دول أميركا الجنوبية وعدد من الدول العربية، ونائب وكيل وزارة الخارجية المكلف للشؤون المتعددة السفير فهد الراجح. ورحب المدير العام لمعهد الدراسات الديبلوماسية الدكتور عبدالكريم بن حمود الدخيِّل بالمشاركين من الجانبين العربي وأميركا الجنوبية، متمنياً أن يتمخض عن الورشة توصيات مهمة ترفع إلى القمة العربية الأميركية الجنوبية (ASPA) المزمع عقدها بالمملكة نهاية هذا العام. وقال إن هذه الورشة تأتي ضمن التحضير للقمة الرابعة بين الدول العربية ودول أميركا الجنوبية (ASPA)، مشيراً إلى أن أول قمم (ASPA) عقدت في البرازيل في شهر أيار (مايو) عام 2005، ثم القمة الثانية في قطر في آذار (مارس) عام 2009، والثالثة عقدت في البيرو في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2012، والآن نحن بصدد التحضير للقمة الرابعة ل«ASPA» التي ستعقد في المملكة العربية السعودية نهاية العام الحالي. وأضاف الدخيِّل أن الورشة عملت على جمع عدد من المفكرين والمختصين والباحثين السياسيين المهتمين بالعلاقات العربية مع دول أميركا اللاتينية، للخروج برؤى وتوصيات يمكن أن تساعد في بلورة أفكار توضع أمام القمة المقبلة. من جانبه رأى نائب وزير خارجية البيرو السفير إدواردو مارتيني أن هناك إرثاً تاريخياً مشتركاً بين الجانبين العربي واللاتيني، كما أن جوانب اللقاء الثقافية تعتبر مصدراً للتعاون وتنمية العلاقات بين الجانبين. وأشار مارتيني إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الجانبين تعد أقل من المطلوب، مقارنة بعلاقات دول أميركا اللاتينية بالمجموعات الدولية الأخرى، لافتاً إلى أن آلاف اللاتينيين يتطلعون إلى العمل في مجلس التعاون الخليجي. وأضاف أن افتتاح سفارات سعودية في عدد من دول أميركا اللاتينية، وكذا افتتاح سفارات للبيرو في كل من المملكة والكويت وقطر، من شأنه أن يسهم في تطوير العلاقات بين المجموعتين. من جانبه أوضح السفير فهد الراجح أن العرب سعداء بالدعم اللاتيني للحقوق العربية، كما أن هناك عملاً مشتركاً في قضايا متعددة، منها إصلاح مجلس الأمن الدولي وقضايا التنمية. وأشار نائب مدير المعهد الديبلوماسي في تشيلي الدكتور باتريسيو باول إلى أن تاريخ العلاقات بين الجانبين العربي واللاتيني يعود إلى الوجود العربي في الأندلس، فمنذ ذلك التاريخ بدأ التواصل العربي مع أميركا اللاتينية. وقال إن إسهامات اللاتينيين العرب لا يمكن تجاهلها؛ فعشرات الملايين من سكان دول أميركا اللاتينية أصولهم عربية، كما أن عدداً من رؤساء دول وحكومات عدد من دول أميركا اللاتينية أصولهم عربية. وعدد المشاركون من دول أميركا الجنوبية عدداً من الملتقيات بين الجانبين، منها دعم دولهم للقضية الفلسطينية وقيام دولتها، ومحاربة الإرهاب وتأييد مقترح العرب بإنشاء مركز دولي لتوحيد الجهد الدولي لمحاربة الإرهاب، وإصلاح النظام المالي العالمي، وإصلاح مجلس الأمن الدولي.