قال سياسيون أردنيون إن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز شدت أنظار العالم إلى اجتماعات قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية التي انطلقت أعمالها في الرياض أمس بحضور 34 دولة عربية ولاتينية. وأكدوا أن الرياض منحت هذه القمة زخما سياسيا لافتا لم تحققه من قبل لأنها جعلت محورها قضايا المنطقة السياسية الساخنة رغم مضمونها الاقتصادي، لافتين الى أن مناقشة هذه القمة لتطورات الاوضاع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة والممارسات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات الاسلامية وأزمة اللاجئين والملف السوري ومحاربة الإرهاب والأزمة الليبية وقضايا مركزية أخرى أوجد توازنا سياسيا لهذه القضايا. وأجمعوا على أن انعقاد القمة العربية ودول أمريكا الجنوبية في العاصمة الرياض يأتي منسجما مع الدور الكبير الذي تلعبه السياسة السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مشيرين الى أن هذا الدور الذي أصبح أساسيا ومحوريا في رسم سياسات المنطقة والهادف إلى تعزيز الأمن والاستقرار وتعزيز القوة الذاتية العربية. وقال عضو مجلس النواب الأردني أحمد الهميسات إن المملكة العربية السعودية تسعى لأن يأخذ العرب مكانهم في التغييرات الدولية وموازين القوى بعد أن تغيرت التكتلات الإقليمية والدولية وباتت تأخذ شكلا جديدا. وأوضح أن التكتلات الجديدة لا تحكمها الارتباطات الأيديولوجية ولكن المصالح الاقتصادية والحاجة إلى صياغة تحالفات سياسية، لافتا إلى أن الرياض تعمل على أن يكون للأمة العربية مكان وسط المعادلات السياسية والاقتصادية الجديدة في العالم، مشيرا الى أن القمة العربية اللاتينية بدأت تشكل نواة التكتل الجديد الذي سيجد طريقه في المعادلة الدولية الجديدة. ولفت إلى أن انعقاد هذه القمة على أرض المملكة العربية السعودية يمنحها قوة إضافية، فالرياض كرست ثقلها السياسي والاقتصادي لتشكل رافعة للتكتل العربي اللاتيني. بدوره قال النائب خير أبو صعيليك إن قمة الرياض العربية اللاتينية دشنت مرحلة جديدة من علاقات الدول العربية بدول أمريكا الجنوبية وكرست أوضاعا سياسية جديدة تشكل دفعة قوية للمواقف العربية في المحافل الدولية. واعتبر أن التكتل العربي اللاتيني من شأنه أن يخلق واقعا جديدا في التعامل مع ملفات المنطقة خصوصا أن الدول اللاتينية تقف إلى جانب الحقوق العربية خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الدعم الثابت لدول أمريكا الجنوبية لصالح القضية الفلسطينية أخذ أشكالا متعددة كوقف العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني والتنديد الجماعي بعدوان هذا الكيان على الشعب الفلسطيي وتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني، كما دعمت تلك الدول بشكل قوي انضمام فلسطين إلى منظمة اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم وصوتت لصالح حصولها على صفة عضو غير مراقب بمنظمة الأممالمتحدة إضافة إلى موقف هذه الدول المساند لدولة الإمارات العربية، في مطالبتنا باسترداد جزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران. وقال النائب وصفي الزيود إن إعلان الرياض ارتقى بالعلاقة بين الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية إلى مستوى جديد بما يعزز التعاون بين الجانبين حول مختلف المجالات خاصة الاقتصادية واللوجستية منها. وقال إن قمة الرياض وضعت العلاقات العربية اللاتينية على الطريق الصحيح لافتا إلى أنها ستخلق منظومة متكاملة من التعاون السياسي والاقتصادي بما يتيح لها أن تشكل قوة في الساحة الدولية.