نوه عدد من الخبراء السياسيين والاقتصاديين بأهمية القمة العربية اللاتينية بالرياض، مشيرين ل «عكاظ» الى أنه من المتوقع أن تؤسس لتعاون وثيق بين الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية وتعزيز التنسيق بينها حيال القضايا الدولية. وأكد الدكتور عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن التبادل التجاري بين أمريكا اللاتينية، والشرق الأوسط يزداد أسرع من أي منطقة أخرى، مشيرا إلى وجود فرص واعدة لزيادة حجم الاستثمارات المشتركة والتبادل التجاري بين المنطقتين الذي يبلغ حاليا 40.6 مليار دولار. ومن جانبه أوضح المحلل محيي الدين سعيد، أن المنتدى الرابع لرجال الأعمال في الدول العربية ونظرائهم في دول أمريكا الجنوبية، الذي عقد بالرياض، صادف الذكرى العاشرة لقمة بلدان أمريكا الجنوبية والدول العربية «أسبا». كما أكد خبيران فلسطينيان أن القمة العربية اللاتينية التي انطلقت أمس في الرياض دعمت القضية الفلسطينية ومرجعيات عملية السلام، مشيرين إلى دور المملكة الهام على الصعيد الدولي، في ظل ظروف شائكة تمر بها المنطقة العربية والإقليم، والساحة الدولية. وقال الدكتور محمد أبو سمرة الخبير السياسي، ورئيس مركز بيت المقدس للدراسات: إن القمة اكتسب طابعا خاصا نظرا لما تمثله المملكة من ثقل دولي وعربي ودور فاعل في معالجة أزمات المنطقة العربية, بالإضافة إلى أن القمة تتناول قضايا دولية من بينها الارهاب وكيفية مواجهته، وقضايا التسلح النووي والبيئة والمناخ، وهي قضايا تحظى بتفاهم مشترك بين الجانبين. عصام أبو خليل الكاتب والمحلل السياسي، مدير المركز السعودي للثقافة والتراث بغزة، قال: لاشك أن القمة العربية اللاتينية في المملكة يمثل أهمية خاصة نظرا لدورها الفعال والمؤثر في الساحة الدولية، كما أن حضور هذا العدد الكبير من زعماء الدول المشاركة في القمة من الجانبين الأمريكي والعربي، وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يعطي القمة طابعا هاما. وأوضح خبراء اقتصاديون ل «عكاظ»، أن قمة الدول العربية واللاتينية، تتناولت ملفات الاقتصاد والمال والتجارة سياسات التشغيل ومكافحة البطالة، مبينين أن القمة تواصلت مع نتائج القمم السابقة خاصة فيما يتعلق بتشكيل مناطق منزوعة السلاح والعمل بالطاقة النووية للاستخدام السلمي؛ ما يسهل وصول الطاقة إلى مناطق نائية في دول أمريكا اللاتينية وتطوير التبادل التجاري في ظل سياسات تقوم على تسهيلات معينة، لا سيما في ملف الأستثمار؛ ما يشكل استراتيجية تعاون تتفرع من بنود تهم كل جانب. ولفت الخبير الاقتصادي البروفيسور ديتليف نولته، إلى أن هناك أهمية كبيرة للقمة العربية اللاتينية وعقدها بالمملكة، منوها إلى أن دول أمريكا اللاتينية في أمس الحاجة إلى الخروج من عنق الزجاجة، واختراق منتديات جديدة تضمن لها سياسات التشغيل ومكافحة البطالة، والاستفادة من ثروات البلاد عبر خبراء اختصاصيين يمكن للجانب العربي أن يقدمهم حتى تتحقق استفادة للجانبين. وأوضح الخبير في الشؤون الاستراتيجية الأوروبية هاينريش شوماخر، أن القمة أهتمت بالملفات السياسية أيضا لارتباطها المباشر بسياسات التنمية المستديمة والاستفادة من الطاقة النووية في الاستخدام السلمي، لافتا إلى ملف الأزمة السورية ودور إيران في الخليج العربي، وإدانة الإرهاب بجميع أشكاله والتركيز على الفرص المتاحة لدعم التشاور المشترك، والاستفادة من حلول ومبادرات مطروحة، فضلا عن ملفات الثقافة والتبادل العلمي بين الجانبين. من جهته، نوه الخبير الاقتصادي الأردني مازن أرشيد بدور المملكة العربية السعودية الاقتصادي على المستوى الإقليمي والدولي، معتبرا أن استضافة المملكة للقمة العربية اللاتينية في الرياض يؤكد على هذا الدور المحوري في تفعيل القطاعات الاقتصادية العربية. وأكد أرشيد ل «عكاظ» أن دور المملكة ظهر في العديد من القمم الدولية والإقليمية وإجماع الدول على أهمية استضافة المملكة لهذه القمة يؤكد على دورها البارز، مبينا أن حيوية الدور السعودي اقتصاديا سينعكس بكل تأكيد على الجانب السياسي العربي. وأشار الخبير الأردني إلى أن هذه القمة ستساعد في أن يكون هناك تنويع بالاهتمام لدى الدول العربية خاصة أن للعامل العربي علاقات متميزة مع دول شرق آسيا مثل تايوان والصين وأوروبا، وانعقاد هذه القمة في الرياض سيساهم أيضا في بناء علاقات هامة مع دول أمريكا اللاتينية علما أن معظمها أصبح من الدول المتقدمة عالميا على المستوى الاقتصادي والإنمائي.