نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم الإثنين، تحليلاً أعده محرر شؤون الشرق الأوسط بالصحيفة، إيان بلاك، والذي أكد فيه أن جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، دخلت اليوم في صراع من أجل البقاء. ويقول بلاك، كما جاء على موقع هيئة الإذاعة البرطانية "بي بي سي": إنه في حرب الدعاية المستعرة في مصر، ترسم وسائل الإعلام الرسمية الإخوان المسلمين على أنها منظمة إرهابية تعكف على ممارسة العنف، وذلك منذ "الإطاحة" بالرئيس محمد مرسي الشهر الماضي.
ويضيف بلاك: إن الإخوان المسلمين، التي أسست منذ أكثر من ثمانين عاماً، واستهلت الظاهرة الحديثة المعروفة باسم الإسلام السياسي، كان ينظر إليها كأحد أكبر الرابحين في انتفاضات الربيع العربي، ولكنها تواجه الآن صراعاً من أجل البقاء على أرض مولدها.
ويقول بلاك: إن الحكومة المصرية المدعومة من الجيش قالت: إنها مستعدة لقبول الإسلاميين الذين ينبذون العنف كشركاء في الحوار. ويضيف أن مصر في حاجة ماسة لهذا الحوار وسط مخاوف من الحرب الأهلية إثر مقتل 800 شخص في الأسبوع الماضي فقط، معظمهم بأيدي أجهزة أمن الدولة.
ويرى بلاك أن هذا العرض بالحوار مع الإسلاميين حال نبذ العنف يبدو متناقضاً مع "محاولات مكثفة" للقضاء على حركة الإخوان المسلمين عن طريق تجريمها واعتقال قادتها والكثير من نشطائها، بينما تصور نفسها على أنها سلمية وتلتزم بالأساليب الديمقراطية.
ويقول بلاك: إن المحللين والدبلوماسيين المصريين والأجانب يرون أن الرسائل الملتبسة ناجمة عن أن الوزراء المدنيين في الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش يتعرضون لضغوط من الصقور الأمنيين الذين كانوا يعملون إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك والذين أعيدوا للخدمة إثر عزل مرسي.
ويقول بلاك إن وسائل الإعلام الرسمية المصرية تخلط عن "عمد" في تقاريرها بين الإخوان والجماعات الجهادية.
ويواصل بلاك أن الإخوان المسلمين نبذوا بصورة فعلية ماضيهم الإرهابي في السبعينيات إبان حكم الرئيس أنور السادات الذي أراد دعمها ضد أعدائه اليساريين. ويضيف أن الجماعة حصلت على التأييد الشعبي عن طريق الخدمات الاجتماعية والتعليمية التي سدت بها الثغرات في النظام الحكومي المتداعي.
ويختتم بلاك التحليل قائلا: إنه لا توجد الكثير من الحقائق اليقينية في الوضع شديد التقلب في مصر، ولكن الخبراء يقولون: إن الأزمة المتعمقة وسياسة الاستبعاد قد تؤدي بالإخوان إلى هجر السياسة، مع عودة بعضهم للدعوة الدينية والعمل الاجتماعي.
ويضيف أن بعض الخبراء يرون أن جماعة الإخوان قد تظل في المعترك السياسي ولكن "دون قواعد سلمية".