سمحت مصر لأكبر دبلوماسية في الاتحاد الاوروبي بمقابلة الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي يوم الاثنين ونقلتها جوا بعد حلول الظلام الى منشأة سرية يحتجز فيها مرسي لكن استبعدت اي دور له في انهاء الاضطراب الذي يعصف بالبلاد. واصبحت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي اول شخصية اجنبية تقابل مرسي منذ عزله الجيش يوم الثالث من يوليو تموز بعد احتجاجات حاشدة على سياساته. واحتجز مرسي منذ ذلك الحين وبدأت السلطات القضائية تحقيقا معه بتهم تشمل القتل. واثار مصيره وقمع دموي من قوات الامن لمؤيديه قلقا عالميا بشأن محاولة محتملة لسحق جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي لها مرسي والتي برزت بعد عقود من الملاحقة من السلطات لتفوز بالسلطة في اول الانتخابات بعد انتفاضة عام 2011 التي اطاحت بحسني مبارك. ولم تكشف اشتون الكثير عما قالت انه كان محادثة "ودية وصريحة جدا" لساعتين مع الرئيس المعزول. وقال مساعد انهما اجريا محادثات "معمقة". واضافت اشتون التي برزت كواحدة من الشخصيات القليلة التي يقبلها الجانبان كوسيط في صراع نبذت فيه الولاياتالمتحدة باعتبارها قوة تدخل "حاولت التأكد من وصول معلومات مطمئنة عنه لعائلته". وقالت اشتون التي نقلتها هليكوبتر عسكرية الى مكان اللقاء ان مرسي يشاهد التلفزيون ويطالع الصحف وانه على علم بالوضع في البلاد. ونفت معرفتها بمكان وجوده وقالت "لا اعرف اين يوجد لكنني رأيت التسهيلات لديه." وامضت اشتون يوم الاثنين تتنقل بين حكام مصر وزعماء الاخوان المسلمين لعقد اجتماعات في محاولة لتجنب اراقة مزيد من الدماء في البلاد. وفي اشارة محتملة على حدوث تقدم قال متحدث باسم اشتون ان المبعوث الاوروبي برنادينو ليون سيصل الى القاهرة يوم الاربعاء "لمواصلة العمل". وقتل نحو 300 شخص في العنف المندلع منذ أن عزل الجيش مرسي منهم 80 من مؤيديه قتلوا بالرصاص فجر السبت بالقاهرة حين شاركوا في مسيرة خرجت من مقر اعتصام يقومون به منذ اكثر من شهر عند مسجد في شمال شرق القاهرة. وتتعهد جماعة الاخوان بالاحتجاج حتى اعادة تنصيب مرسي. وقالت ان مؤيديه سيقومون بمسيرات مجددا مساء يوم الثلاثاء رغم انها لم تنفذ تعهداتها مرتين هذا الاسبوع بالقيام بمسيرات الى منشآت امنية حساسة في القاهرة. وقالت السفارة الامريكية انها ستغلق مبكرا الثلاثاء تحسبا لخروج مسيرات في الحي الدبلوماسي بالقاهرة. وجعلت الازمة واشنطن تسير على خط دقيق فيما يتعلق بمصر التي تقدم لها 1.3 مليار دولار سنويا من المساعدات العسكرية ويمثل استقرارها اهمية حاسمة للسلام في الشرق الاوسط. واكدت اشتون الحاجة الى عملية "لا اقصائية" لانهاء المواجهة وهي عملية ستضم بالضرورة جماعة الاخوان المسلمين. لكن الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش في مصر اوضحت ان مرسي لن يكون جزءا من تلك العملية. وردا على سؤال ان كان مرسي يمكن ان يكون جزءا من عملية مستقبلية للتفاوض والمصالحة قال نائب الرئيس المؤقت محمد البرادعي في مؤتمر صحفي مشترك مع اشتون "لا". واضاف "أعتقد أن هناك خريطة طريق جديدة. السيد مرسي فشل لكن جماعة الإخوان المسلمين تبقى جزءا من العملية السياسية ونود أن يبقوا جزءا من العملية السياسية." وقال ان انهاء العنف الذي تلقي الحكومة باللوم عنه على خصومها سيسمح بانهاء احتجاجات اعتصام الاخوان المسلمين وايجاد مساحة للحوار. وأضاف البرادعي مشيرا إلى الاعتصامات المؤيدة لمرسي "عندما نحتوي العنف وهذا يحدث سوف يكون هناك مجال لطريق سلمي لإنهاء المظاهرات في أجزاء مختلفة من البلاد وندخل في حوار جاد." وتتهم الاخوان المسلمين قوات الامن باثارة العنف لتبرير قمع الاسلاميين. وتثور تكهنات في وسائل الاعلام حول سبب سماح حكام مصر المدعومين من الجيش لاشتون بلقاء الرئيس المعزول الذي لم يسمح له بالاتصال بأحد منذ نحو شهر. ونفت آشتون انها حملت عرضا لمرسي "بالخروج الامن" اذا تخلى عن مطالبته بالرئاسة كأول رئيس لمصر يأتي عبر انتخابات حرة. واشار كثير من الناس الى ان مثل هذا الترتيب قد يكون جزءا من صفقة تسمح للاخوان بمغادرة الشوارع والانضمام الى "خارطة طريق" مدعومة من الجيش للعودة الى الحكم المدني. وتتضمن خارطة الطريق اجراء انتخابات برلمانية خلال ستة اشهر تليها انتخابات رئاسية. وتتهم جماعة الاخوان الجيش بتنفيذ انقلاب وتقول انها لا علاقة لها بالعملية الانتقالية. ويقول الجيش انه تحرك بعد خروج الملايين في احتجاجات حاشدة على سياسات مرسي الشهر الماضي. وكانت مقابلة مرسي شرطا لعرض اشتون زيارة مصر حيث التقت ايضا بقائد الجيش الفريق اول عبد الفتاح السيسي وغيره من الزعماء في رحلتها الثانية للبلاد خلال 12 يوما. وقالت اشتون "قلت له (مرسي) أيضا خلال حوارنا الذي دام ساعتين إني لن أمثل وجهة نظره نظرا لأن الظروف تحول دون أن يصحح ما أقوله إذا عرضته بشكل خاطيء." ومنذ سقوط مبارك في انتفاضة ضمن الربيع العربي قبل اكثر من عامين انزلقت مصر الى حالة من الاضطراب زادت المخاوف بين الحلفاء في الغرب وفي اسرائيل التي ابرمت مصر معها اتفاقية سلام عام 1979 . وتقول السلطات المصرية ان مرسي قيد التحقيق في اتهامات بينها القتل تتعلق بهروبه من سجن عام 2011 اثناء الانتفاضة ضد مبارك. وتقول جماعة الاخوان ان الاتهامات ومنها التآمر مع حركة حماس الفلسطينية سخيفة ولفقت لتبرير احتجازه. ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم الثلاثاء إلى الافراج عن مرسي. ووجهت واشنطن وعواصم غربية أخرى دعوات مشابهة