بات اسم «طريق الموت» يرمز إلى طريق القمري السريع بمنطقة جازان، حيث يشير عديد من الأهالي المتألمين من حوادث ووفيات ذلك الطريق، أن المسؤول الأول والأخير عن كل ما يحدث به، هي بلدية محافظة ضمد، - على حد زعمهم - ، من خلال إيضاحهم ضرورة المسارعة من قبلها لوضع مطبات لتخفيف السرعة من جانب الشباب والسائقين المتهورين, ولسان حالهم يقول: «دائما ما نكتب عن فلذات الأكباد من مستخدمي طريق القمري السريع تحت عنوان «غاب بلا رجعة، وطالما قطع ذلك الطريق آمالنا»، مؤكدين أنهم لا يعرفون له اسما غير «طريق الموت»، حتى المسؤولون يعلمون ذلك، على حد قول العديد من الأهالي. من يتحسس الآلام؟ وتحدث شيخ أهالي القمري الشيخ عيسى إبراهيم مصلح أولا، وقال: «يعلم الجميع أن طريق القمري من الطرق التي تتصف بالخطورة البالغة على مرتاديه، حتى أصبح بحق يطلق عليه طريق الموت، نظرا لوقوع الحوادث المميتة عليه يوميا، ولا ندري لماذا لم تتحرك الجهات المختصة من أجل معالجة وضعه، رغم الشكاوى التي قدمت لهم والمطالبة بعمل مطبات تخفف من مسلسل الحوادث». وأضاف الشيخ مصلح: «الطريق بحاجة إلى لفتة سريعة من بلدية ضمد، من خلال تكوين لجنة للوقوف على هذا الطريق على الطبيعة، ومشاهدة مدى الكثافة المرورية عليه، من أجل إيجاد حل جذري له بالعمل سريعا بعمل مطبات وجسر معلق للمشاة يحفظ أرواح العابرين من المتسوقين». وزاد بالقول: «اليوم تسود حالة من القلق والتخوف بين أهالي القمري وزوارها، من حال الطريق التي تسببت في مئات الحوادث وانقلاب المركبات، وأسفرت عن العديد من حالات الوفاة والإصابات. ورغم مئات الشكاوى التي تصل إلى المسؤولين؛ فلا يزال مسلسل الحوادث مستمرا كل يوم على هذا الطريق الذي يهدد عابريه ومستخدميه بخطر الموت، لكن من يتحسس آلام أهل الضحايا؟». الداخل مفقود والخارج مولود من جانبه، يقول المواطن عبدالرحمن يحي جراد، إن الطريق يشهد دائما حوادث مميتة، نتيجة للسرعة، ولوقوعه بين محلات تجارية مزدحمة بالمتسوقين. وأضاف واصفا النتيجة الحتمية لولوج الطريق: «الداخل إلى هذا الطريق يعتبر مفقودا والخارج منه مولودا». مشيرا إلى أن الحوادث تكاد تحدث بصفة يومية، وأنه تمت مطالبة بلدية ضمد أكثر من مرة لحل مشكلة الحوادث المتكررة لإيقاف نزيف الدماء على الطريق والحد من موت الأنفس البريئة بعمل مطبات صناعية لتهدئة المتهورين وحفظ أرواح العابرين، لكنه أكد أنه لم يجدوا آذانا صاغية في بلدية ضمد. خوف يومي وأكد خليل شافعي من سكان القمري، أنهم باتوا يستشعرون الخوف يوميا أثناء عبور الطريق، وتساءل: «إذا هذا حالنا ونحن شباب، فما بالكم بالعجزة والأطفال. حيث يضطرون لعبور الطريق لوجود المحلات التجارية بين جانبيه». وأضاف: «للحقيقة سلوك هذه الطريق أشبه بالمغامرة، نظرا لوقوع سلسلة من الحوادث المميتة عليه. حيث تؤكد الإحصائيات أنها بالعشرات، ولعل آخر هذه الحوادث وقع قبل أيام قليلة راح ضحيته أحد المقيمين تحت عجلات أحد المتهورين». كما ذكر عبده محمد شافعي أن الطريق أصبح مزدحما بالسيارات؛ لأنه يخدم العديد من القرى بالإضافة إلى ضمد والقمري، وتقع على جانبيه محلات تجارية تعج بالمتسوقين. وأضاف: «هذا الطريق بوضعه الحالي، شهد العديد من الحوادث المرورية الشنيعة، التي وقعت خلال هذا العام والأعوام الماضية، وراح ضحيتها العديد من الضحايا إلى جانب عدد وافر من الإصابات والخسائر».