لا تزال مشاهد الحوادث المميتة والشنيعة التي راح ضحيتها أعداد كبيرة من أهالي منطقة الباحة، خصوصا المندق وزوارها والمصطافين، عالقة في أذهان أهالي هؤلاء الضحايا وأسرهم، خصوصا أن الكثير منهم فارق الحياة، أو أصيب بإعاقات، على الطريق السياحي ذي المسار الواحد، الرابط بين مدينة الباحة ومحافظة المندق أو ما يسمى «بالطريق السياحي»، الذي أطلق عليه مؤخرا اسم «طريق الموت». وإزاء ذلك طالب عدد من المواطنين وسالكي هذا الطريق السياحي عبر «عكاظ» الجهات المسؤولة بالإسراع والتدخل لإيقاف نزيف الدماء الذي لا يكاد يمر يوم إلا ويشهد هذا الطريق حوادث مؤسفة.وقال المواطن ضيف الله الزهراني، الذي فقد أحد أبنائه في حادث مروري، إن هذا الطريق أصبح هاجساً مقلقاً لكل من يسلكه. وأضاف أن من يسلك هذا الطريق مفقود، ومن يعود سالما إلى أهله هو مولود من جديد. وطالب الجهات المختصة ممثلة بوزارة الطرق والشؤون البلدية والقروية بسرعة التعاون وإيجاد الحلول المناسبة لهذا الطريق الذي راح ضحيته الكثير من البشر وما زال نزف الدماء مستمراً.من جانبه قال حمدان الخزمري من قرية بالخزمر: إن هذا الطريق المشؤوم تسبب في وفاة العديد من ابناء وأهالي المحافظة، مشيرا إلى أن مسافة هذا الطريق لا تتجاوز 35 كيلو متر من الباحة إلى محافظة المندق. وطالب وزارة النقل ووزارة الشؤون البلدية والقروية بضرورة العمل على ازدواجيته، حيث إن أغلب أماكن التوسعة على جانبي الطريق سهلة وقابلة للشق. وأوضح أن الوقت الذي تكثر فيه الحوادث في إجازة الصيف وفي فصل الشتاء خصوصا بسبب الضباب الذي يحد من مدى الرؤية. من جهته قال ناصر الزهراني الذي فقد أحد أصدقائه دهسا على هذا الطريق وتحديدا أمام المركز الصحي في بني حسن بالصغرة، إن الطريق يشهد كثافة مرورية خلال موسم الصيف، وكذلك في الشتاء خصوصا مع انعدام الرؤية عند قدوم الضباب، ما يشكل هاجسا وخطرا على عابري الطريق. وطالب الجهات الأمنية بتكثيف الدوريات الأمنية للمراقبة على هذا الطريق والحد من سرعة المتهورين، للتقليل من الحوادث المميتة التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء، كما طالب بالعمل على ازدواج الطريق ووضع إشارات ضوئية أمام مدخل مركز صحي بني حسن كونه يعد مصدر خطر. وتساءل نايف الغامدي: هل عجزت وزارتا النقل والبلدية عن إيجاد الحلول المناسبة لمثل هذه الطرق التي أفقدت الناس أعز ما يملكون من أسرهم؟ وطالب الجهات المسؤولة بوقف نزف الدماء على هذا الطريق الذي تقع عليه محلات تجارية ومبان سكنية ومجموعة كبيرة جدا من القرى والمدارس الأمر الذي يزيد من كثافة مرتاديه. وطالب الغامدي المسؤولين بمساواة هذا الطريق بطرق المحافظات الأخرى التي تربطها بمدينة الباحة كطريق العقيق الباحة وطريق بلجرشي الباحة وطريق القرى الباحة، مشددا على ضرورة النظر في أمر هذا الطريق الذي يعتبر مجزرة حقيقية لمرتاديه. أهم الطرق ذكر المواطن شنان الزهراني أن هذا الطريق يعتبر من أهم الطرق في منطقة الباحة كونه يربط عددا من القرى ويخدم سكانها، لذلك أصبحت ازدواجيته هاجس السكان نظرا لكثرة ازدحامه بالسيارات وكثرة حوادثه خصوصا وقت الضباب الكثيف.