تشكل المستنقعات المتكونة من مياه الأمطار مصيدة للأطفال الذين يجهلون مخاطرها، وهاجسا في الوقت نفسه للآباء وأولياء الأمور، وذلك عندما تقوم بعض شركات المقاولات بالحفر في إطار تنفيذ مشاريعها، ثم تترك الحفر مكشوفة لتتجمع فيها مياه الأمطار وتغمرها مشكلة أكبر الخطر على حياة الأطفال العابرين بالجوار، مطالبين الجهات المعنية بإلزام هذه الشركات بردمها حفاظا على الأرواح. وكانت عدة أرواح بريئة في العديد من المناطق قد ذهبت ضحية المستنقعات المائية التي تقوم شركات المقاولات (مقاولو الطرق والكسارات) بحفرها لاستخراج الأتربة حتى تصبح حفرا عميقة وتركها بعد نهاية المشروع لتصبح مكانا تتجمع فيه مياه الأمطار ومصيدة للأبرياء، والشاهد على ذلك رحيل 6 فتيات غرقا الأسبوع قبل الماضي في مستنقع في محافظة رماح شرق العاصمة ورحيل شابين شقيقين في محافظة ظلم شرقي الطائف. «عكاظ» رصدت معاناة عدد من المواطنين من هذه الحفريات مبدين تخوفهم من الحوادث والكوارث التي تنتج عنها، حيث أشار المواطن ضيف الله الحربي الى أن هذه الحفريات أصبحت تشكل خطرا كبيرا، مضيفا: لقد أصبحنا مهددين بالخطر نتيجة الحفر التي تقوم الشركات بحفرها وتركها بعد الانتهاء من المشروع فتصبح مقرا لتجمع مياه الأمطار حتى تصبح بحيرة تتربص بالمارة والمتنزهين. أما المواطن نايف البدراني فيقول: نطالب الجهات المختصة بوضع حد لهذا الاستهتار الذي تقوم به شركات المقاولات من خلال ترك حفرياتها دون ردمها بعد الانتهاء من أعمالها. مضيفا أن الجهات الرقابية غائبة والمواطنون مهددون، ففي كل يوم نسمع بسقوط ضحية في تلك الحفريات المليئة بمياه الأمطار. إلى ذلك تبرأت مديرية الدفاع المدني في منطقة المدينةالمنورة على لسان متحدثها الرسمي العقيد خالد بن مبارك الجهني من مسؤولية الحفريات التي تخلفها أعمال المشاريع أثناء رفع الأتربة لتتجمع فيها مياه الأمطار وتصبح مستنقعات مائية ومصيدة للمواطنين، مبينا أن هذه الحفريات تقع تحت مسؤولية الجهات ذات العلاقة بالمشاريع كوزارة النقل والأمانات باعتبارها الجهات التي من المفترض أن تلزم المقاولين بردم هذه الحفريات.