الغيث يحيي الأمل في النفوس، ونعمة تستحق الشكر، فهو بالرغم من منافعه العديدة وفوائده الجمة، فإنه يجب الحذر كل الحذر من أضراره وأخطاره، كالغرق والهدم وفقدان أغلى الناس علينا وأعز ممتلكاتنا وثرواتنا. نحن نؤمن بالقضاء والقدر، ولكننا نبحث عن أسباب النجاة وهما لا يتضادان. فإذا أبصرت مياهًا متجمعة، غدرانًا كانت أو مستنقعات فلا تجعل فرحتك تنسيك غدرها ومكرها فهي ليست سببًا لتطور الحياة وبقائها فقط، بل أيضًا سببًا لإنهاء الحياة وفنائها. ولا تعتقد يومًا أن خطر السيول ينتهي بتوقف تدفقها وجريانها، بل يستمر ويأخذ صورًا عديدة كلها تنبئ بالموت، فلا تحط يومًا رحالك بجوارها ولا تسمح لأبنائك بالاقتراب منها أو الخوض في مائها فهي لا تروي عطشًا، بل تهلك أرواحًا بريئة. تلك هي حفر الموت “صائدة الأرواح”، خلاياها نائمة طوال العام، ومع موسم الأمطار تعود لتفتح فمها لتتلقف وتبتلع كل من يجرؤ على الاقتراب منها أو سبر أغوارها. والواقع يقول إن هذه المصائد تسبب فيها الانسان، ليطالب الجهات المعنية بإزالتها وإنهاء أخطارها، وحتى إن أزيلت يظل خطر المستنقعات قائمًا لأن السيول تُوجِد مع كل مرة تسيل فيها مصائد جديدة لا يستطيع أحد التنبوء بمكانها أو عمقها، ولا سبيل للخلاص منها بعد الله الا الوقاية والوعي والحيطة والحذر. حفر الموت ومصائد الأرواح خسائرها فادحة وضحاياها كثر وفي الوقت نفسه يمكن إنهاء خطر العديد منها بالردم والتسوية، كما يمكن التقليل من نسبة المخاطر بالرقابة والتوعية والمحاسبة المسؤولية يشترك في تحملها الجميع، كل يفعل ويطبق ما يخصه ويقع ضمن نطاق مسؤوليته. والإحصائيات تشير إلى تزايد أعداد الضحايا، وفي الاسابيع الماضية انضم إلى القائمة سبعة ضحايا جدد، ففي المدينةالمنورة ابتلعت إحدى الحفر المائية في جبال سدارة شابًا في الثامنة عشرة من عمره، وفي محايل ابتلعت حفرة مقيمًا، وفي الظبية والجمعة بمحافظة خليص ابتلع منخفضًا في بطن الوادي (مجدي وحاتم)، ولحق بهم (عماد) في وادي ستارة، علاوة على طفلة في الخامسة بمركز العيص في محافظة ينبع، ثم جاءت فتاة البئر الارتوازية في الطائف والتي استنفرت الجهات المعنية كافة، ولا تزال فصول معاناتها مستمرة. مواطنون تحدثوا ل “المدينة” أبدوا استياءهم وتذمرهم مما يحدث، وقالوا: “مصائد الموت المائية تخطفت فلذات أكبادنا وازهقت أرواحنا”، وطالبوا الجهات المعنية بإنهاء مخاطرها بردمها ومحاسبة المتسبين فيها وعدم التهاون معهم، واقترحوا مضاعفة الغرامات. ونصح أكاديميون اولياء الامور بتفهم الحالات النفسية والانفعالية لابنائهم عند مشاهدة الماء، فيما نصحوا الشباب بالتعقل. وبالمقابل أجمع المسؤولون على تهاون بعض الشركات، مؤكدين أن هناك أنظمة تنص على تغريم المتهاونين. آبار الموت وعن مشكلة الموت غرقًا في المستنقعات والآبار المكشوفة وكيفية القضاء عليها والخلاص من ويلاتها، يقول المشرف على شعبة التطوير في لجنة تنمية الأبواء عبدالعزيز السيد: هناك نوعان من الآبار الخطرة بالنسبة لحوادث الغرق، آبار ما زال استخدامها ساري المفعول كالزراعية والاستثمارية وآبار السبيل وخلافها والتي تزداد خطورتها مع ازدياد عمقها وبعدها عن المناطق المأهولة وفرق الإنقاذ، وهذه النوعية من الآبار لا بدَّ من رفعها عن مستوى سطح الأرض وتغطيتها كحل وقائي نهائي للحماية من السقوط فيها وبخاصة الأطفال الذين لا يعرفون أنها من مكامن الخطر المُتربصة بالبشر. وتتمثل النوعية الثانية في الآبار المهجورة التي تمَّ الاستغناء عنها إما لجفافها أو عدم صلاحية مياهها للاستخدام الآدمي وهذه لا بد من ردمها فورًا دون تريث طالما أنها لم تعد مستخدمة لسبب أو لآخر، وهنا يأتي دور الدفاع المدني الذي يرفع شعار (السلامة أولًا) والجهات المساندة له لتطبيق إجراءات السلامة الوقائية. أما فيما يخص تجمعات المياه في غير الآبار والحفر كالينابيع وبحيرات العقوم والغدران في بطوان وحواف الاودية، فهذه ليس أمام الدفاع المدني سوى توعية المُجتمع بخطورة السباحة فيها عبر وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية إضافة إلى تفعيل دور المدارس في توعية الطلاب وقبل ذلك كله رقابة أولياء الأمور فهي مهمة جدًا فإن تعاونا أبعدنا الخطر عن أنفسنا وعمن هم في مسؤوليتنا. الحفر المخفية وأشار العقاري أحمد إبراهيم أبو هندي إلى أن السيول تتسبب في تغيير ملامح سطح الأرض فتعمل على ايجاد حفر عملاقة في بطون الأودية لم تكن معروفة في السابق لأحد مما يجعلها مصيدة حقيقية للأرواح، لذا يجب أن نتنبه لذلك ولا نخوض في المياه حتى ولو كانت تبدو لنا ضحلة فربما تحوي بداخلها حفرة عميقة، ومن ذلك الحفر العميقة التي تكونها السيول عند انكسار السدود الترابية (العقوم في المزارع) والتي كثيرًا ما تتخطف أرواح المزارعين وأبنائهم. وأكد أهمية كبح جماح النفس وضبطها عند الشعور بفرحة المطر ومشاهدة السيول والمياه، فكم من لحظات فرح حولتها تلك السيول والمستنقعات إلى حزن شديد وفراق أليم. المستنقعات و“المكشوفة” منصور مصلح القريقري يقول: لا يكاد يمر موسم من مواسم الامطار الا وذهب عدد من أبنائنا وإخواننا ضحية له بسبب المستنقعات والآبار المكشوفة المنتشرة في مختلف أنحاء المملكة. والخطر لا يقتصر على هذه الحفر والمستنقعات بل هناك الآبار المهجورة والارتوازية التي دوخت رجال الدفاع المدني ووترت أعصاب ذوي الضحايا، ولا ينتهي عام إلا ونسمع بضحية لها، ففي العام الماضي سقط بها طفلان في منطقة المدينةالمنورة، وفي هذه الأيام ما تناقلته الأخبار عن الفتاة التي سقطت في بئر ارتوازية شمال محافظة الطائف علاوة على الغرقى الثلاثة في وادي ستارة والظبية والجمعة وفي جبل سدارة بالمدينة. ونحن نطالب المسؤولين بالتحرك السريع لردم حفر المستنقعات والآبار المهجورة وتغطية الارتوازية حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث المؤلمة. ونتمنى أن يكون ما حصل في مناطق مملكتنا من أحداث دافعًا قويًا للمسؤولين للتحرك ومحاسبة كل من تسبب في ايجاد المستنقعات وكل من سكت على وجودها. التخلص منه غير مكلف وأضاف عبدالله محمد أن عمليات التخلص من المستنقعات والآبار المكشوفة غير مكلفة ولا تحتاج لجهود جبارة وكوادر فنية مدربة، بل يكفي جرافة بلدوزر لردمها وتسويتها. وتساءل إلى متى تبقى تلك الحفر جاثمة وافواهها مفتوحة تصطاد أرواح الابرياء؟ ولماذا لا تطبق الأنظمة التي تنص على ردمها وتغريم من يتسبب في وجودها؟ مشيرًا إلى انتشارها في طريق مكةالمدينة القديم منذ حوالى خمسين عامًا، كما توجد على طريق مكةالمدينة السريع أعداد آخرى بعضها منذ 30 عامًا، دون رقيب أو حسيب. المصائد المائية واشترك كل من صالح نجم الحربي عضو المجلس البلدي بالجموم، وأحمد عاقل الحربي (جغرافي) في عرض صور واشكال المصائد المائية وأعطيا لها وصفا يساعد في التعرف عليها وعلى مكمن خطرها ووسيلة النجاة منها فذكرا منها البحيرات الطبيعية المؤقتة: وهي عبارة عن تجمعات لمياه السيول في مناطق منخفضة عما سواها وتنقسم إلى قسمين طبيعية وبشرية فالطبيعية هي التي تتكون نتيجة لنحت السيول ونحرها لبطون الاودية وتركها لمنخفض يمتد طوليًا ويختلف عمقه من مكان إلى آخر ويطلق عليها في العامية اسم “غدير” وهي تشكل خطورة كونها محاطة بطبقة من الطمي الموحلة التي تعمل على سرعة تزلق القدم التي تلامسها كما أن باطنها به رواسب من الطمي تعمل كفخ يقبض على أقدام كل من يسقط فيه، أما النوع الآخر فيمكن تسميته “البحيرات البشرية المؤقتة” وهي تتماثل في شكلها ومضمونها الا أنها تفوقها في العمق والخطورة ولها جدران شديدة الانحدار وتكونت بعد حفرها بالجرافات ونقل تربتها بالشاحنات وتكثر تلك البحيرات على امتداد الطرق وبالقرب منها كما هو في طريق مكةالمدينة السريع والقديم وابتلعت إحداها طفلين الاسبوع الماضي. وهناك نوع من المصائد المائية موجود في أعالي الجبال حيث مصب الشلالات والتي تنحت طبقة الصخور رأسيًا، وتحدث فيها هوة عمقها يصل إلى ثلاثة أمتار وتختزن في جوفها الماء لعدة أشهر وآخر ضحاياها شاب ال18 عامًا في جبال سدارة بمنطقة المدينةالمنورة وتسمى قلته وجمعها قلات. ونوع ثالث يتمثل في التجويفات عند أقدام الجبال ومنعطفات الأودية المتثنية وتتكون نتيجة لقوة نحت الماء في جانب الوادي وترسيبه في الجانب الآخر ويكون أكثر عمقًا مما حوله ويصطاد الأرواح حين يعتقد الخائض فيه أنه متماثل العمق كما هو في الموقع الذي غرق فيه عماد بسيل وادي ستارة. ورابع يتمثل في الحيازات الارضية المحاطة بسدود ترابية عقوم من أجل حفظ الماء وهذه يصل عمق مائها إلى أكثر من مترين أحيانا وهي بحيرات مؤقتة لها خطورتها. الآبار المهجورة والارتوازية أما الآبار المهجورة فيوجد عدد منها في الطرق القديمة وبالقرب من التجمعات السكانية وبعضها جاف وآخر به مياه وعدد آخر منها في المزارع المتدهورة نتيجة الجفاف وخطورتها كامنة في تخفيها وافواهها المفتوحة ويلزم المتنزهين التنبه لها وتحذير أبنائهم منها. والوجه الآخر الخطر من الآبار هو النوع الارتوازي حيث يوجد عدد كبير من الآبار الارتوازية التجريبية التي يقوم أصحابها بحفرها دون وضع أنابيب بلاستيكية او حديدية بداخلها لعدم وجود كمية مياه كافية فيغادرها الحفار ويتركها صاحبها دون دفنها أو دفنها بمواد صلبة تصاب بالخلخلة عند تشبع جوف الارض بالمياه، وبالتالي تبتلع من يمر اعلاها، ويجب ردمها تمامًا بتربة متماسكة وقوية. وهناك آخرون يجرون عدة تجارب في المزرعة الواحدة ويهملون ردمها وتغطيتها فتنمو على فوهتها النباتات والشجيرات لتتشبع التربة المردومة بها بالمياه ثم تنهار إلى اسفل تاركة مكانها حفرة عميقة تبتلع من يمر اعلاها. وهناك آبار ارتوازية تركتها شركات ومؤسسات بعد أن انتهت منها، وآبار حوائطها قريبة من مستوى سطح الأرض تسمح بالسقوط فيها. وأضاف الحربي أنه يوجد عدد من البرك المبنية على امتداد طرق الحجاج كما هو في العدل بمحافظة الطائف والتي ذهب ضحيتها الكثيرون وكذلك الحفر الموجودة على امتداد دبل العيون والمياه المتدفقة من العيون المهملة كما هو في وادي الحكاك برابغ حيث تحولت إلى مستنقعات خطيرة. ----------------------- العميد جدواي يحذر من “مصائد الموت الخفية” أوضح العميد عبدالله جداوي مدير إدارة الدفاع المدني بمحافظة جدة أن المستنقعات والآبار المكشوفة لها مخاطر متعددة على رأسها خطر السقوط المباشر فيها، ومما يزيد من مخاطر هذه المستنقعات أنها قد تحوي مواقع مجروفة سابقًا ذات عمق بعيد أو آبار مهجورة أو آبار صغيرة القطر (ارتوازية) وتكون مغطاة أو مغمورة بمياه داكنة خصوصًا بعد السيول فتكون مصائد بالغة الخطورة عندما يجتازها المارة بل الأسواء من ذلك أنها قد تبتلع من يمر فوقها دون أن يلاحظهم أحد. وتكثر مثل هذه الحوادث عادة اثناء موسم الامطار فمعظم المناطق تغطى بالمياه الداكنة التي لا تسمح لمن يجتازها بملاحظة عمقها أو ما قد تحويه من مصائد أخرى مثل فوهات التصريف او اغطية الخزانات أو حفر لاغراض المشروعات وخلافها، اما الآبار وخصوصًا الآبار ذات القطر الضيق او المعروفة بالآبار الارتوازية فانها باتت تمثل تهديدًا لا يمكن الاستهانة به خصوصًا اذا كانت مغطاة او مملؤة بالمياه لما لها من خطورة مباشرة كمصائد يصعب ملاحظتها او الصعوبة البالغة في عمليات الانقاذ فيها وذلك لأعماقها المتزايدة وضيق اقطارها مما يقلل فرص النجاة فيها او اختناق الشخص في وقت وجيز بالاضافة إلى صعوبة التواصل مع من قد يسقط فيها لا سمح الله. وأضاف: أن المستنقعات عمومًا والآبار المكشوفة والحفر لا يقتصر خطرها على التأثير المباشر على سلامة الافراد (وهذا أمر بالغ الاهمية)، ولكن لها آثار بيئة متعددة لا يستهان بها اطلاقًا ولعل من اهمها التأثير المباشر في صحة البيئة، وكونها وسط الاحياء لها أضرار بصحة الفرد والمجتمع وتساهم في انتشار الحشرات والأمراض الوبائية والروائح الكريهة وتسيء لصورة وجمال المواقع التي تنتشر فيها، وهنالك آثار أخرى لهذه المستنقعات قد لا يدركها البعض تتمثل في الأضرار بالخدمات العامة والبنى التحتية والشوارع واساسات المباني والمرافق عمومًا من خلال تأثير ارتفاع منسوبها على الخرسانية المسلحة وتأثيرها في زيادة عامل الرطوبة وليونة التربة وتأثير تركيز الاملاح الذي يتزايد مع الوقت بسبب التبخر، وعموما فان المستنقعات عامل مؤرق ومؤثر من جوانب عدة، واعتقد أن الجميع افرادًا وجهات يدركون ذلك ويسعون للتخلص منها. ولذلك فانني اهيب بالمواطنين والمقيمين بأن يحترسوا اشد الاحتراس من المواقع المغمورة بالمياه الداكنة او الآسنة لما قد تحويه من مخاطر اقلها قد يكون الأمراض التي تنتج عن المرور بها. ----------------------- العميد أربعين: مسح وقائي لتفادي أي أخطار محتملة العميد جميل أربعين مدير إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة تحدث عن مدى خطر تجمعات مياه الأمطار والسيول والآبار المكشوفة بقوله: هناك تجمعات لمياه الأمطار غالبًا ما تكون خارج النطاق العمراني وتتشكل بفعل طبيعة وطبوغرافية الأراضي او ناتجة عن تجمعات المياه في المعاشق او الأماكن المنخفضة في مجاري الأودية وتكمن خطورتها على المتنزهين الذين يقصدون هذه المواقع بغرض النزهة وترك الأطفال دون رقابة لممارسة السباحة واللهو. وأكد ضرورة تجنب مثل هذه المواقع لما تشكله من خطورة خاصة لاحتوائها على مواد طبيعية لزجه تؤدي للغرق لا سمح الله، مشيرا إلى أن هناك تجمعات للمياه تحدث نتيجة لهبوطات أرضية بالشوارع بسبب سوء تنفيذ من قبل بعض المقاولين وعدم اتباع الأصول الفنية في تنفيذ بعض المشروعات ذات العلاقة بالبنية التحتية بالعاصمة المقدسة وفي بعض الحالات نتيجة وجود أعمال حفر لأراضٍ بغرض بناء وتترك هذه الحفر دون حواجز او بحواجز غير مطابقة لمواصفات السلامة فتصبح مصدر خطر على الأهالي. وكشف عن خطة لتنفيذ تدابير الدفاع المدني في مواجهة طوارئ الأمطار والسيول بالعاصمة المقدسة، تشمل تحديد المهام والواجبات الخاصة بالجهات ذات العلاقة لاتخاذ التدابير اللازمة في الحد او التقليل من آثارها السلبية ولإعداد خططها التنفيذية الخاصة بالمواجهة والأعمال الوقائية كأعمال الرش وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه. وأضاف: أما يخص الآبار فهي نوعان، ارتوازية ممنوعة داخل النطاق العمراني، ومطوية (عادية)، وفي كلتا الحالتين (المستنقعات والآبار) هناك إجراءات متبعة للعمل على معالجة مخاطرها، فدوريات المسح الوقائي ومن خلال عملها كمربعات تقسم العاصمة المقدسة وتقوم بعملية الرصد للملاحظات واستدعاء الجهات المعنية لمعالجة الملاحظات، فمواقع تجمعات المياه والمستنقعات يتم إشعار جهة الاختصاص لتلافي خطورتها وإلزام المقاولين بالتقيد بوضع التدابير اللازمة لحماية أعمال الحفر بمتطلبات الوقاية وفي نفس الوقت تقوم دوريات المسح الوقائي بإيقاع العقوبات على المتسببين في مخالفات خطرة تعرض الآخرين للخطر وفق لائحة المخالفات لنظام ولوائح الدفاع المدني وشكلت لجنة من عدة جهات ذات العلاقة وتم الوقوف على ما يزيد على (15) موقعًا أغلبها خارج النطاق العمراني ويتم التعامل معها بعمل سياج حديدي او سور مع وضع لوحة تحذيرية على الموقع وفي حال عدم معرفة مالكها يتم التعامل معها حسب التعليمات المنظمة لذلك ومنها ردم البئر ومعالجة وضعها مع تطبيق العقوبات اللازمة على المخالفين. وفيما يتعلق بتجمعات مياه الأمطار والسيول قال: هي تجمعات مؤقتة (أثناء هطول الأمطار) تؤدي إلى ارتفاع مناسيب المياه في الشوارع والمناطق المنخفضة، وتتركز خطورتها في تجاهل بعض قائدي المركبات ثقة بمركباتهم في عبور هذه التجمعات، والنتيجة تعطل واحتجاز قائد المركبة. ----------------------- الرائد العمري: التجمعات المائية أخطر من السيل المتحدث الاعلامي بادارة الدفاع المدني بجدة الرائد عبدالله العمري حذر المواطنين والمقيمين، وخصوصًا هواة البر وعشاق الطبيعة من مغبة فرحة الغيث التي تسوقهم نحو المياه الراكدة (المستنقعات) التي تخلفها السيول والامطار والمنتشرة بمحاذاة الطرق وفي الاودية والشعاب، لافتا إلى أن خطورة السيل لا تنتهي بتوقف تدفقه بل تظل قائمة مع بقاء المستنقعات، وخطورتها أشد من خطورة السيل كونها تأتي في فترة ارتخاء الحيطة والحذر عند البعض، علاوة على أن ركودها وعدم حركتها ربما يوهم الكثيرين بأمنها وسلامتها، إلا أن حوادثها تؤكد خطورتها لا سيما وأن عمق البعض منها يصل إلى عدة أمتار وجوانبها شديدة الانحدار وإن كانت انسيابية نحو القاع فتظل خطورتها قائمة خصوصًا أنها مغطاة بالطمي الذي يتسبب في انزلاق وتوحل من يقترب منها. ----------------------- النقيب الغامدي: تحدي الشباب قد يقود للغرق النقيب محمد سعد الغامدي مدير شعبة العلاقات والاعلام بالدفاع المدني في محافظة رابغ أكد أن التحدي بين الشباب تسبب في الكثير من حالات الغرق، ونصح أولياء الأمور والشباب باختيار مواقع مناسبة لنزهتهم بعيدًا عن تلك المستنقعات. وأكد أهمية اخذ ولي الأمر لنظرة واسعة حول المكان الذي يريد النزول بأسرته فيه للتأكد ما إذا كان هناك مستنقعات قريبة أو لا، وعلينا أن ندرك أن الأطفال مولعون بالاكتشاف وحب المغامرة وبمجرد توقف السيارة التي تقلهم ونزولهم منها يتجهون في كل الاتجاهات بحثًا عن الجديد ورغبة في معرفة ما حولهم مما يجعلهم عرضة للسقوط في تلك المستنقعات، وعلى المتنزهين الشباب الابتعاد عن المغامرة والمجازفة او التحدي مع الآخرين على خوض أعماق تلك المستنقعات حتى ولو كانوا قادرين ومجيدين للسباحة لأن كميات الطمي المتشبعة بالمياه داخل تلك الحفر تفوق قوة السباح وتعمل على الإمساك بأقدام كل من يلامسها. ----------------------- العقيد العمري: المستنقعات خطر والتخلص منها سهل ويؤكد العقيد ضيف الله العمري أن المستنقعات خطر داهم اذا لم يتم المسارعة إلى التخلص منها، وذلك لما ينطوي عليه اهمال إزالتها من مخاطر بيئية وصحية تمس الأرواح والممتلكات. وبين أن من أهم العناصر في عملية معالجة المستنقعات هي التعرف على المصدر فالتي يكون سببها الامطار والسيول تختلف آلية معالجتها عن تلك التي سببتها مياه جوفية او صرف صحي، فالنوع الاول تكون معالجته اقل تكلفة ووقتًا، أما الاخرى فتزيد معها التكلفة والوقت لوجود مسبب يحتاج لمعالجة اساسية مع وجوب اتخاذ اجراءات ومتطلبات السلامة كافة التي تشارك فيها عدة جهات لضمان سلامة المواطنين من أضرارها سواء بوضع الحواجز او اللوحات واللمبات التحذيرية او رش المبيدات ريثما تتم تلك المعالجة مع اهمية الدراسة والتخطيط الهندسي القائم على الاسس السليمة والتي تضمن الحلول الجذرية لتلك المشكلة المؤرقة للجميع هذا ومن واجبات المواطنين الحذر من تلك المستنقعات وتوعية ابنائهم وذويهم من مخاطرها. ----------------------- رئيس بلدية رابغ: 10 آلاف غرامة إهمال ردم الحفر المهنس محمد علي فقيه رئيس بلدية محافظة رابغ قال: نعلم تمامًا أن هناك بعض المخالفات التي يقوم بها بعض المواطنين والشركات والمقاولين، منها البدء بمشروع سواء أتمه المقاول او لم يتمه يغادر الموقع دون ردم الحفريات خصوصًا داخل الكتل السكانية وعلى جوانب الطرق الرابطة بين المدن والتي بدورها تشكل خطورة على أرواح المواطنين لا سيما صغار السن الذين يلعبون حولها وتكون اشد خطورة عند هطول الامطار وامتلائها بمياه السيول فلا يلاحظ سعتها ولا يعرف عمقها مما يفاقم خطورتها ويضاعف أضرارها. وبين أن الوزارة وضعت لائحة تحدد العقوبة في مثل هذه الحالات حيث جاء في المادة 5/4 (يعاقب من قام بالحفر ولم يقم بردم تلك الحفر واعادتها على ما كانت عليه بعد الانتهاء من العمل بغرامة بحد ادنى 5000 ريال وحد اعلى 10000 ريال، على أن يتم بردم الحفر واعادتها كما هي على نفقة المخالف). ----------------------- أكاديمي يحذر: المستنقعات تستهوي الكبار والصغار وتثير فضولهم الدكتورعايش بن عطية البشري، المدرب التربوي بجامعة أم القرى قال: مشاهد هطول الأمطار وجريان السيول وتجمع المياه (المستنقعات) مغريات ترفيهية تستهوي الكبار والصغار لمتابعة أحداثها ومعايشة أجوائها، تعمُ الجميع فرحة غامرة، مصحوبة بحب للتحدي وولع بالمغامرة والسير في مجاري الأودية، سواء مشيًا على الأقدام أو ركوبًا للسيارات والوقوف بجوار المستنقعات والخوض في أعماقها، والأطفال بالذات يدفعهم حبهم للاكتشاف وولعهم بالتجريب ومتعتهم بالماء نحو هذه التجمعات للهو فيها، وللأسف موجات الفرح التي تنتاب الأطفال أثناء ذلك تقودهم للغرق، وتوقعهم في الهلاك لا سيما وأن الأعماق مجهولة، ومقدار الطمي فيها “الفخ الخفي” غير معروف، وغدر الماء غير مأمون، فالأطراف الثلاثة مجهولة تمامًا، يقابلها حب مغامرة وطيش وجهل وتحد، علاوة على نقص وربما انعدام الخبرة بأبسط مهارات السباحة، أو معرفة أساسيات الإنقاذ، فتكون النتيجة كوارث مؤلمة، وحوادث غرق متكررة ضحيتها فلذات أكبادنا. لذا يجب على أولياء الأمور ادراك الحالة النفسية والانفعالية التي تنتاب الأطفال عند مشاهدة المياه والعمل على توجيهها بما يضمن لهم السلامة ويحقق المتعة وتلافي ما قد يترتب عليها من آثار سلبية. وأضاف: عند التأمل في أسباب هذه الكوارث، لا نغفل دور الأسرة (الراعي الأول) مع وجوب التنبيه والتحذير المتكرر خاصة عند هطول الأمطار، كما للمدرسة دورها المهم أيضا باعتبارها محضنًا تربوياَ مقننًا، ولتوجيهات المربين والمعلمين نصيب كبير في إثارة الاهتمام بهذا الجانب والحذر منه عند الطلاب. وأتمنى أن يكون للخطباء دور يتمثل في وجوب شكر النعم (الأبناء، الأمطار) والمحافظة على الأرواح، باعتبارهم أمانة في أعناقنا. وللدفاع المدني طرف في القضية، يشمل القيام بدوره الوقائي من حيث التنسيق مع بقية الجهات ذات الصلة من أجل ردم المستنقعات وتغطية الآبار وردم المهجور منها وتطبيق أقصى العقوبات على من يخالف التوجيهات، زد على ذلك دوره التوعوي بالتوجيه المستمر وبخاصة في المواسم، ولا يمنع أبدًا من معاقبة من يخالف التوجيهات. ----------------------- الجهني: تغطية الآبار ودفن المهجورة مدير فرع المياه برابغ مرزوق الجهني أكد أنهم يقومون بجولات ميدانية دورية بالتنسيق والتعاون مع إدارة الدفاع المدني لمسح المنطقة الواقعة في نطاق مسؤولية الفرع بالمحافظة وحصر جميع الآبار المهجورة والعمل على إزالتها، فيما يتم التأكيد على ملاك الآبار العامرة وإلزام أصحابها بتغطيتها بعد تبصيرهم بما قد ينجم عن اهمالهم من مخاطر على الأرواح وما يلحقهم من مسؤوليات وتؤخذ عليهم تعهدات بذلك ويعطون مهلة محددة لتنفيذ المطلوب. وأكد أهمية تغطية الارتوازية أو دفنها اذا لم يستفد منها وكذلك العامرة والمهجورة.