مع أول ايام عيد الاضحى المبارك، بدأ السباق للحصول على لحوم الهدي، بعيدا عن أعين الرقابة، وغالبا ما ينشط في مثل الأيام سماسرة بيع اللحوم من العمالة الوافدة في توزيع هذه اللحوم على المطاعم والمحال التجارية بالرغم من عدم خضوعها للكشف البيطري للتأكد من سلامتها ومدى صلاحيتها للاستخدام الآدمي. «عكاظ» نفذت جولة على حلقة الاغنام بحي الكعكية الذي يشاهد كثافة عالية من الباعة والمشترين على حد سواء، ويشهد الذبح العشوائية في الهواء الطلق وعلى قارعة الطريق بعيدا عن اعين الجهة الرقابية، حيث ينتشر عدد كبير من الجزارين معظمهم من الجنسية الافريقية، ويساعدهم على ذلك الكثير من حجاج الداخل الذين يلجأون الى شراء اضحياتهم من هذه الحلقة تحديدا وذبحها بأنفسهم او بمساعدة هؤلاء الجزارين الذين لا يحملون شهادات صحية تؤكد سلامتهم وخلوهم من الامراض. عقبها يأتي دور سماسرة اللحوم الذين يبادرون إلى حمل اللحوم في أكياس بلاستيكية أو الخيش بعد سلخ جلدها داخل منازل بعيدا عن أعين الرقابة. «عكاظ» راقبت احد السماسرة أثناء تحركه وحمله الذبيحة حتى وصوله حي النكاسة، ومن ثم التجمع في منطقة يصعب على الكثير سلوك طريقها، كما رصدت عدسة «عكاظ» عددا من العمالة وهم يحملون اللحوم على ظهورهم وبعضهم يستخدم عمال النظافة من أجل إيصالها إلى أعلى منطقة في حي النكاسة، وتشمل هذه الذبائح الأغنام، الأبقار وحتى الجمال، فيما يمتنع الكثير من أهالي مكةالمكرمة عن شراء اللحوم بعد عيد الأضحى المبارك وحتى ثلاثة اشهر لخشيتهم من الأمراض المعدية التي تنتقل عبر هذه اللحوم، ويبحث معظمهم عن البدائل. وهنا أوضح سعيد الهاشمي من سكان مكة، أن البعض يلجأ إلى الذبح العشوائي بعيدا عن مسلخ الامانة لارتفاع تكلفة الذبح ولتفادي الزحام الشديد، خاصة وأن مسالخ الأمانة تستقبل أعدادا كبيرة من الذبائح يفوق طاقتها التشغيلية، أما سعد علي الشريف فطالب بإيجاد آلية تنظم عملية الذبح، خاصة وأن بعض الحجاج يفضلون الذبح بأنفسهم وتقسيم اللحوم بأنفسهم، وهناك من يذبح الأغنام ويتركها خلفه فتأتي العمالة الوافدة لحملها بعيدا ومن ثم بيعها بهيئتها الراهنة، وطالب بتكثيف الرقابة على مواقع الذبح لوضع حد لهذه التجاوزات. إلى ذلك، أكد ل «عكاظ» أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار، توظيف فرق ميدانية للحد من الظاهرة وعدم وصول هذه اللحوم للمطاعم، وقال «تم الكشف عن عدد من المخالفين عبر اللجان الميدانية ولن نسمح بمثل هذه التجاوزات مطلقا».