سطر طفل لم يتجاوز الحادية عشرة من العمر أجمل معاني الوفاء وأروع عنوان للبر حيث التقيناه في مشعر عرفة أمس أمام مسجد نمرة وهو يدفع والده المقعد على كرسي متحرك بين جموع الحجيج، ورغم حرارة الجو والزحام الذي شهده مشعر عرفة أمس إلا أن الطفل محمد أصر على أن يتنقل بأبيه بين المشاعر كنوع من رد الجميل له - حسب قوله. الأب الذي بدا فخورا بابنه تحدث ل «عكاظ» عندما علم ابني برغبتي في أداء الفريضة أصر على دفعي بهذا الكرسي طوال رحلة الحج في المشاعر والتنقل بي من مشعر إلى آخر، في البداية رفضت نظرا للمشقة وحجم التعب والإرهاق الذي قد يصيبه في المشاعر، ووافقت أخيرا أمام إصراره ورغبته الملحة. ينتقل الحديث للابن محمد ويقول: «التعب يهون عندما يكون في خدمة والدي، وأنا أشعر بارتياح كبير أن وفقني الله لهذه المهمة»، وزاد «عندما أكبر ويصبح لدي أبناء أتمنى أن يبروني كما بررت أبي». وعن كيفية الفكرة أو الرغبة التي طرأت له قال «سمعت برغبة والدي في الحج فقررت حينها أن أحمل عنه مشقة التنقل بين المشاعر مرافقا له، وكان والدي يرغب في استئجار من يحج به لكنه أمام إصراري عليه وإلحاحي برغبتي في الأجر وافق على مرافقتي له، أسأل الله أن يشفيه في هذه الأيام المباركة».