يواجه بعض الأزواج إحراجاً في تسمية الأبناء على آبائهم أو أجدادهم، وربما كان الاسم غريباً ولا يصلح لهذا الزمن، إلاّ أنه بضغط مباشر قد يضطر الابن إلى الموافقة، وبالتالي قد يعاني المولود بين أقرانه مستقبلاً باسم ربما كان غريباً أو ذا نُطق صعب!. وعلى الرغم أن تسمية المواليد على أجدادهم يُعد من باب الإحسان والود والاحترام، وليس من باب البر بهما، إلاّ أنه لابد أن لا يتدخل أحد بفرض الأسماء على الزوجين، فقد تكون رغبة الشريكين باسم مميز، أو لافت، وهنا لابد أن لا نقف أو نعترض على رغبتهما، بل لابد أن نوافقهما على ذلك، فهما الأدرى بمصلحة الصغير واسمه. "الرياض" تطرح الموضوع وتناقشه، فكان هذا التحقيق. دور الآباء في البداية قالت السيدة "نورة الحمد": لم أطلب من أبنائي تسمية أبنائهم على اسمي، إلاّ أنه عندما رزق أحدهم بأول مولودة له أصر على أن يسميها "نورة"، مضيفةً أنها حاولت منعه وأخبرته بأن الأحق بالتسمية هو ووالدتها، مشيرةً إلى أنها تفاجأت أن زوجة ابنها هي من اختارت الاسم، عندها لم يكن بمقدورها إلاّ أن تُبارك لهما، مؤكدةً على أنها ترفض التمسك بهذه العادة، متمنيةً من جميع الأبناء والأمهات مراعاة ذلك، بل يجب عليهما أن يوضحا للابن بمجرد أن يرزق بطفل أنهما راضيان بأي اسم يطلقه، بعيداً عن مجاراة الآخرين وتقليدهم. تقرب وتودد وأيّد "عبدالعزيز الفوزان" أن يسمي الزوج طفله الأول على اسم أبيه، مضيفاً أنه منذ أن كان صغيراً وهو يُكنى على اسم أبيه، مبيناً أنه من الصعب وبعد أن يعتاد الناس على مناداته بهذه الكنية أن يتخلى عنها، ذاكراً أنه إذا كانت التسمية ستخلف مشاكل لأي سبب من الأسباب، فالأولى التغيير. وأضاف: ليس من يخالف ذلك أنه لا يحب أو لا يقدر والديه، أو لم يبر بهما، مؤكداً على أن غالبية الناس يعتقدون أن من لم يسمِ على والديه هو عاق، أو أن والديه لا مكانة لهما في نفسه، وأن التقدير والحب لزوجته فقط، وهنا لابد من إلغاء هذا التفكير. أم تمازح صغيرها بعد أن اختارت له اسماً مميزاً اتفاق الزوجين وأوضح "محمد العبدالعزيز" أنه سمّى ابنه على والده، على الرغم أنه لم يجبره بذلك، مضيفاً أن زوجته أُعجبت بالاسم، وهو ما جعلهما يقرران التسمية به. وقالت "مناهل البراك": إن حق تسمية الطفل راجع لأمه وأبيه فقط، ومن غير أن يتدخل الأهل سواء من طرف أهل الزوج أو أهل الزوجة، مبينةً أن هناك من لم يسمِ بمن يُريد تنفيذاً لرغبات أهله، مشيرةً إلى أنه قد يصيب الأم الكدر، فيما يحتار زوجها بمن يرضي والديه أم زوجته؟. وذكرت "مها الوابلي" أنها اختارت وزوجها اسم "ريّان" لمولودهما البكر، مضيفةً أن أخوة زوجها سبقوهما بالتسمية على اسم والده، حيث أصبح مكرراً في الأسرة. الطفل ضحية ورأت "عبير السليمان" أن الأم هي من يُعاني المتاعب والمصاعب في الحمل والولادة، فالأولى أن تقترح هي الاسم وتعرضه على والد الطفل، ثم تسميته بالاتفاق فيما بينهما، مضيفةً أنه إذا تم أخذ المشورة من الأهل فلا بأس في سبيل الوصول إلى اسم جميل. وامتعضت "أثير العوض" من هذه العادة، قائلةً: إن بعض أفراد المجتمع متمسك بها وكأنها إحدى السنن، بل ولا يمكن بأي حال أن يخالف اتباعها، مبينةً أن هناك من يُسمي على والده وهو بعيد كل البعد عنه، بل ولم يناله من البر إلاّ الشيء اليسير. حرج ورفض وأكدت "تهاني العبدالعزيز" على أنها أسمت وزوجها أبناءهما برغبتهما وبعيداً عن التكرار، مضيفةً أن طفلها الخامس اختاروا له اسم "عاصم"، وأثناء فترة حملها توفي والد زوجها، وتفاجأت بعد الولادة وهي في المستشفى بوالدة زوجها تتصل وتقول: "لقد أسميت الطفل على جدّه"؛ الأمر الذي أصابها بالحرج الشديد، بل ولم تستطع الرد، ذاكرةً أن زوجها رد على أمه قائلاً: "والدي في قلبي، وسأبر به في أشياء كثيرة بعيداً عن الاسم"، إلاّ أنها لم تقتنع وذكرت أنها ستقاطعنا إن لم نسمه على جدّه، فوافقنا على الفور لنجنب أنفسنا المشاكل. وقال "عبدالله السليمان": إن الابن الأول إذا كان ذكراً لا بأس بتسميته على اسم الجد، وهذا ما يحبذه غالبية الأزواج وباقتناع من زوجاتهم، مضيفاً أنه يرى ذلك بشرط أن لا يتولد عنه شجار بين الزوجين. اسم مجهول وتساءلت "سلطانة العتيبي": لماذا مع كل مولود جديد تصيبنا الحيرة؟؛ فالطفل الأول على اسم الجد والأصغر منه على اسم العم وهكذا، وهل دور الأم أن تنجب لهم الأبناء ولا ينالها سوى التعب؟، ولماذا يضغط الجد أو الجدة على ابنهما ليسمي مجبراً؟، ولماذا تظل سعادتنا بالمولود مهددة بخطر الاسم المجهول؟، ومن سيختار له الاسم؟، مضيفةً أن مشاكل تولدت من أجل التسمية، فهذا يريد اسماً عصرياً، وذاك يريد اسم الجد أو الجدة، رافضةً أن تتقيد بأسماء أشخاص معينين في الأُسرة، مبينةً أن لهم الحب والتقدير، أما أن تقف موقف المتفرج فلا!. نسخ العائلة وأوضح "فيصل الحربي" أن هذه العادة جعلتنا ننسخ بطاقة العائلة دون أن نشعر، فاسم والدي أطال الله بعمره غير مرغوب، ومع ذلك عندما رزقني الله بابني البكر أصر أن أسميه عليه، مبينةً أنها حاولت اقناعه بالعدول عن ذلك، ولكنه أصر، مشيرةً إلى أن عمها الذي يكبر والدها تدخل في الموضوع، فوافق أبي بشق الأنفس، متسائلةً: لماذا ينظر الوالدان أن تسمية الأبناء على أحدهما نوع من أنواع البر؟، وأن ذكرهما لن يخلد إلاّ إذا توارث الأحفاد أسماؤهم. وقالت "رندا الحمدان": إن أكثر ما يقلق الأزواج عند محاولة اختيار الأسماء لمواليدهم هو نظرة الناس المحيطين بهم، فنجد أحدهم يتمنى تسمية ابنه باسم جميل يروق له، ولكن الوالد يحاصره، فهو يخجل منه، متمنياً لو أعطاه الضوء الأخضر بتسمية مولوده بما يحب، فيتردد كثيراً عندما يحاول أن يتحدث بهذا الموضوع، بل ويفضل الصمت ويقول بينه وبين نفسه: "حالي حال غيري".