حمل عدد من الرياضيين إدارة المنتخبات السعودية والأندية الرياضية مسؤولية تدهور مستوى المنتخب السعودي وتراجعه في تصنيف الفيفا للمنتخبات العالمية الأخير، وطالبوا الاتحاد السعودي لكرة القدم بالوقوف بحزم على قضايا الفساد التي استشرت في الكرة السعودية وإشاعة العدل والمساواة بين الأندية، منتقدين تأثير شرفيي ورؤساء بعض الاندية والشرفيين على كثير من القرارات في الفترة السابقة وطالبوا بمحاسبة المتسبب في التعاقد مع مدرب المنتخب السعودي ريكارد الذي لم يقدم فائدة حقيقة -على حد تعبيرهم- للأخضر توازي المبالغ المدفوعة فيه، وذلك في الاستطلاع الذي قامت به «عكاظ» حول وضع الرياضة السعودية وقدرة الاتحاد الجديد على التعاطي معه باحترافية، وكانت هذه المحصلة: يقول الناقد الرياضي صالح الحمادي: الكرة السعودية بشكل عام «متواضعة» الأمر الذي أدى إلى تدهور المنتخب السعودي، ودائما ما يكون السبب في ذلك الإدارة، ولو أردنا ذكر الحلول لاحتجنا إلى صفحات لكن علينا أن نقول إنه كان من الاحرى وجود مجلس إدارة لاتحاد كرة القدم على درجة عالية من الكفاءة وفريق عمل مؤهل على مستوى رفيع من الخبرة والتجربة يضم خبرات إدارية عالية أثبتت نجاحاتها في الأندية قبل الوصول إلى المجلس. وأضاف يجب أن يكون هنالك عدل ومساواة بين الأندية دون تمايز بينها وأن يخضع الجميع بمن فيهم الشرفيون للوائح والأنظمة والقوانين التي لا تقبل بأي حال تدخل أي طرف او القبول بأي شفاعة أو وساطة، برأيي أن إدارة الاتحاد مطالبة بالاستقلالية والعمل وفق استراتيجيات طويلة الأجل تكون مثمرة ومؤثرة إيجابيا على مسيرة الكرة السعودية. ولفت إلى أن الأمر الآخر الذي يرجو العمل عليه هو محاربة الفساد الذي استشرى وأفسد اللاعبين والحكام، وقال إن الغريب أن الكل يعرفهم ويتحدث عنهم ويظهرون على شاشات التلفزة وهو أمر مؤسف ومزعج حقا. وعن مدرب المنتخب السعودي ريكارد قال إنه من الكوارث التي أصابت الكرة ومع احترامي لإدارة المنتخبات التي فاق عدد موظفيها موظفي الاتحاد السعودي لكرة القدم لم تقدم ما يمكن أن يوحي بمنتخب مميز، وطالب أحمد عيد أن يقلص المصاريف الباهظة وأن يحاسب من تسبب بالتعاقد مع المدرب بمبلغ ضخم إذ لم يضف للكرة السعودية شيئا ومن الخطأ أن أغلب الأندية في السعودية توقع عقودا لثلاث سنوات بشرط جزائي بكامل العقد وهو الرابح الأول في حالة إلغاء عقده. التحكيم والتدريب وانتقد التحكيم وقال يجب أن يكون لدينا حكام على مستوى عال يواكب المنافسة القوية في المحلية، وأن تكون هنالك كفاءات تدريبية على مستوى رفيع وما لا يقل عن 70% الى 80%من الكوادر سعودية، وهذا لن يأتي إلا إذا استطعنا أن نحصل على كوارد إدارية من طينة المغفور لهم الأمير عبدالرحمن بن سعود، الأمير عبدالله بن سعد، دكتور عبدالفتاح حافظ، عبدالله الدبل، عبدالرحمن بن سعيد، كفاءات إدارية قادرة على أن تصنع الفارق وتسير كرة القدم بعيدا عن المبالغة في الماديات والاستعراض الذي يكون ضحيته منظومة كرة القدم السعودية ككل. موضحا أن تقوية دوري المحترفين والدرجة الأولى لن تكون إلا بالتنظيم والانضباطية والجذب الجماهيري، ودعا إلى ضبط الإعلام الرياضي بطريقة جيدة وألا يصبح مرتعا للفاسدين من الإعلاميين الذين لا يتعاملون بالعدل والمساواة والحيادية لمصلحة الكرة السعودية إلا أنهم وللأسف أصبحوا يجدفون لمصالح من يدفع أكثر وهي من الكوارث التي أثرت على الكرة السعودية. وختم حديثه بأنه متفائل بوجود أحمد عيد ودعا لمنحه الفرصة لعام واحد ثم الحكم عليه حتى تظهر لمساته، فهو يمتلك من الحياد الشيء الكبير وعليه أن يبقى قوي الشخصية ويطبق نص القانون لا روحه مع رؤساء وأعضاء أندية الأهلي والاتحاد والنصر والهلال والشباب الذين همهم مصلحة أنديتهم وليس الدوري. الاهتمام بالفئات السنية بدوره قال عضو شرف نادي النصر فهد الطخيم إن تراجع مستوى المنتخب السعودي نتيجة لانخفاض مستوى الدوري الذي لم يعد قويا كما كان في السنوات الماضية وافتقاده للنجوم والمواهب. وأضاف أن ذلك يعود لسببين الأول ندرة المواهب والثاني تواضع اللاعب الأجنبي الذي كان دون مستوى اللاعب السعودي، وذلك على حساب ظهور لاعبين صاعدين ومواهب افتقدناها كثيرا. وأضاف: كان التركيز على إحضار الأجانب من اللاعبين المهاجمين فلم تنجب الملاعب السعودية مهاجمين مميزين في السنوات الأخيرة، ويعود ذلك لقلة الدعم المادي فمعظم أندية زين وركاء للدرجة الأولى ينقصها الدعم المادي فهنالك عدد قليل من الأندية تعتمد على دعم أعضاء الشرف ودعم الشركات الراعية وهذا لا يكفي، إذ نلاحظ أن الفريق الهلالي ليس هو الهلال الذي عرفناه في السنوات الماضية كما هو الحال بين الشباب والأهلي، وكذلك النصر الذي رغم تطوره لكنه بحاجة للمزيد من العناصر وفق رؤية المدرب، أما باقي الفرق الأخرى لم يتغير مستواها وتتراجع وهو ما أربك العمل في الكرة السعودية وتسبب في تراجعها. ومضى يقول الملاحظ أن قلة من الأندية تهتم بالقاعدة السنية مثل الأهلي والنصر بما لديهم من أكاديميات إلا أنها ما زالت تحتاج إلى دعم مالي كبير، والاخير هو المؤثر بالدرجة الأولى ولو وفر ذلك وأصبحت الأندية غنية سيمكن من خلالها جلب لاعبين أجانب ذوي كفاءة عالية تدعم بهم أكاديمياتها لتخريج لاعبين مميزتين نتاجها سيعود على رفع مستوى المنتخب السعودي. وقال الإعلامي عبدالعزيز الدغيثر إن إخفاقات المنتخب السعودي هي امتداد لانتكاسات الرياضة السعودية بشكل عام، واعتقد أن ما حصل لها من انخفاض غير مسبوق له فالمنتخب جزء من الرياضة وناتج عن الاستراتيجية غير الموفقة التي نتجت عن ضعف تطبيق الاحتراف الذي تحول حبرا على ورق. كذلك التخبطات العشوائية للمنتخب الأول من تعاقدات وبرامج ومعسكرات كلها ساعدت على التدهور، فمن وجهة نظري أن المسؤولين عن الرياضة السعودية يتحملون الجزء الاكبر من هذا التخبط، فالاحتراف لدينا هو نفسه في دول العالم المتقدمة لكن الفرق في التطبيق فنحن لا نطبقه بالشكل السليم. وقال إن من أسباب تدهور الكرة السعودية عدم التوفيق في التعاقد مع ريكارد فهو ليس المدرب المناسب ولم يستطع حتى الآن تشكيل منتخب واحد، إذ يجب على رئيس الاتحاد السعودي أن يكون صاحب سلطة وشخصية وتكون له استقلالية، ويجب أن يقوم بدراسة السلبيات السابقة وتلاشيها، أما إذا استمر على السياسيات القديمة فمصيره الفشل. أما اللاعب الدولي والناقد الإعلامي فيصل أبو اثنين فقال للأسف نشاهد تعاقدات بمبالغ ضخمة مع لاعبين لا تتوافق مع مستوياتهم مع التطلعات، والمنتخب السعودي هو المتضرر الاكبر لأنه يقبع بالمركز 126 عالميا وهو مركز متأخر ونخسر بنتائج عالية، وهنا نتساءل ما الفائدة من هذه المبالغ الكبيرة في ظل عدم وجود مستويات؟ الكرة السعودية تراجعت وهبطت مستوياتها ويجب أن نقف ونصارح أنفسنا فنحن الآن في وضعية مشابهة لكثير من المنتخبات كالأردن ولبنان، بل هم تفوقوا علينا وأصبحوا ينافسون للتأهل لكأس العالم ونحن ما زلنا متفرجين. حقيقة لا بد من إعادة تقييم هذا الوضع، لكن الفكر الإداري الرياضي الموجود في بعض الأندية ليس رياضيا بل نابع من حب للشهرة فبالتالي عندما تأتي للنجاح الشخصي لا تهتم لمصلحة الوطن ولا تقيم اللاعبين التقييم المنطقي.لذلك من دخل الرياضية من الأبواب الخلفية هو من أضر بالرياضة وهم من سيخرج من تلك الأبواب، لذلك الرياضة لدينا ما زالت تعاني تبعات ذلك الفكر. ومع تواجد اتحاد سعودي قادم بفكر ورؤى والأطروحات على التطوير نتمنى أن تكون ضمن تطوير الفكر الرياضي الإداري في الأندية وأن تكون مثل هذه العقود والمبالغ تعطى بمنطقية وحسب مستويات اللاعبين وما يقدمونه، أما من يأخذون ملايين ويتلقى منتخبنا نتائج كبيرة فهذا الشيء ليس فيه عدل. أما حول مدرب المنتخب السعودي ريكارد فالتعاقد معه خطأ من جملة أخطاء، والتوقيع معه بهذه المبالغ الخيالية مقابل ما يقدم للكرة السعودية لا اعتقد أننا نحتاج لمدرب يشارك في بطولة كأس الخليج يتقاضى 7 ملايين يورو بالسنة أم أننا نبحث عن انجاز حتى نشيد بهذا المدرب. ريكادر مدرب عالمي وله تاريخه ولكن أعتقد أنه ليس المناسب للكرة السعودية بهذه المبالغ التي تقدم له وهذا الفكر الذي يتوجه بالكرة السعودي، الكرة السعودية تحتاج إلى بناء من الأساس والعمل على ما هو متاح وتطويره، أما دفع مبالغ واستقطاب مدربين عالمين لرفع الكرة السعودية فهذا لا ينفع، لو صرفت هذه المبالغ التي أعطيت لريكارد على تطوير البنية التحتية وتأسيس أكاديميات ومدارس في الأندية لكان هذا أجدى لكن ما يحصل هو تبذير للأموال بغير وجه حق وغير فائدة للكرة السعودية. ريكارد له عامان في الكرة السعودية وما زالت الخسائر تتوالى وما زال المنتخب السعودي ليست لدية هوية خاصة أو تشكيلة ثابتة، فبالتالي أعتقد مشكلتنا بالرياضة السعودية وضمنها ريكارد. أتمنى أن نستوعب أن الكرة السعودية لم تعد كما كانت وتراجعت للخلف نحن نحتاج للبناء أكثر من الحاجة البحث عن أسماء عالمية للالتصاق بها.