«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكرة السعودية .. «للخلف در»
اتحاد الكرة .. الأندية .. اللاعبون..الإعلام شركاء في الهبوط .. «عكاظ» تفتح الملف:
نشر في عكاظ يوم 14 - 06 - 2012

واصل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم تراجعه في التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) باحتلاله المركز ال 92 عالميا لشهر يونيو الحالي، حيث كان ترتيبه في الشهر الماضي في المركز 89، حيث لم يترك خلفه إلا المنتخبات الضعيفة والمتواضعة.
وظل الأخضر متراجعا خلال الفترة الأخيرة بسبب انتكاسته في كأس آسيا وكذلك خروجه من تصفيات مونديال كأس العالم المقررة في البرازيل 2014، إضافة إلى عدم خوضه أي مباريات ودية دولية.
وعلى الصعيد العربي جاء المنتخب السعودي في المركز التاسع بعد الجزائر، ليبيا، مصر، المغرب، العراق، الأردن، الكويت وقطر.
ويبقى هذا التراجع نتيجة طبيعية للتدهور الذي تشهده الرياضة السعودية، خاصة على صعيد كرة القدم، ولعل التغييرات التي عاشها الاتحاد السعودي تعد دليلا على وجود المعاناة الحقيقية للكرة السعودية.
«عكاظ» فتحت من جهتها الملف للحديث عن سر وأسباب التراجع الذي لا نعرف إلى أي مدى سيصل بالرياضة السعودية، حيث ناقشنا المسببات وطرق العلاج مع الخبراء والمهتمين بالشأن الرياضي الذين وضعوا النقاط على الحروف.
التطوير يحتاج إلى وقت
بدأنا مع الدكتور حافظ المدلج نائب رئيس اللجنة المالية والتسويق في الاتحاد السعودي الذي رأى أن التقييم يجب أن يكون لكل فترة على حدة، مشيرا إلى أن الكرة السعودية تمر بمراحل تصحيح من أجل العودة إلى الوضع الطبيعي وبرغم سلسلة من الانكسارات إلا أن الخطوات التي اتخذتها رياضتنا هي خطوات تطويرية حتى وإن شابها البطء، ونعول على الانتخابات المقبلة لاتحاد الكرة التي ستكون بعد أولمبياد لندن أن تكون بداية لمرحلة جديدة، ويجب أن لا نربط بين الرياضة السعودية ونتائج المنتخب، لأنه من الظلم أن نختزل الحركة الرياضية في أربع أو خمس مباريات، والتقييم يتوقف على الزاوية التي تنظر من خلالها، فإذا كنت تقيم الرياضة السعودية بنتائج المنتخب السعودي الأول فستراه سيئا، وإذا كان التقييم من خلال الدوري السعودي فالدوري قوي ويعد الرابع على مستوى القارة الآسيوية بعد الدوري الياباني والدوري الكوري والدوري القطري، لكن إذا قيمنا الكرة السعودية من خلال الفرق فالفرق السعودية تضرب بقوة في دوري أبطال أسيا وهناك ثلاثة فرق سعودية في الدور ربع النهائي مقابل فريق واحد لكل من إيران وكوريا وأستراليا في الوقت الذي لا يوجد فيه أي فريق ياباني وهذا يحسب للكرة السعودية، لذلك فالأمر أخيرا متعلق حسب نظرة المتابع.
وأضاف المدلج بأن موضوع المنتخب الوطني يعد حساسا، خاصة أن التقييم الصادر من الاتحاد الدولي «الفيفا» ووقوع الأخضر في المركز 92 كان نتيجة حضورنا السيئ جدا في كأس أمم آسيا في الدوحة 2011م الذي كان بحق العام الأسوأ في تاريخ الرياضة السعودية، حيث توالت فيه النكسات والخسائر التي لا تليق بسمعة المنتخب، فمنذ انطلاقة الكرة السعودية قبل ربع قرن لم يتعرض المنتخب السعودي للانتكاسة التي واكبته طوال عام 2011 وكان عدم التأهل إلى الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بمثابة القشة التي قصمت ظهر المنتخب في تقييم الفيفا الأخير.
لكنني دائم النظر إلى الأمام ومتفائل بطبعي، لذلك يجب أن ننظر بإيجابية، لاسيما أن هناك بوادر منها احتراف دوري الدرجة الأولى وكذلك رابطة دوري زين، وهناك من الخطوات المستقبلية التي ستسهم إن شاء الله في تطور رياضتنا مما ينعكس على مشاركات الأخضر خارجيا، والآمال كبيرة على شبابنا في أولمبياد لندن لتكون نقطة العودة.
وبين نائب رئيس اللجنة المالية والتسويق في الاتحاد السعودي بأن مرحلة التصحيح المنتظرة ستكون بعد انتخابات اتحاد كرة القدم، لذا آمل من كل الرياضيين أن ينظروا إلى وضعنا الرياضي بأنه مرحلتان منفصلتان الأولى ما قبل 2011 وهي مرحلة انتهت بكل ما فيها والمرحلة الثانية ما بعد 2011 وهي مرحلة التجديد والتغيير في كل شيء وعلى جميع الأصعدة ابتداء من اتحاد الكرة ومرورا بالمنتخب السعودي وانتهاء بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومن الصعب أن نحكم على التغييرات التي جاءت في الرئاسة العامة، فالأمير نواف بن فيصل لم يكمل عامه الثاني والتغييرات التي أحدثها لا يمكن لها أن تؤدي مفعولها في هذه الفترة القصيرة، لذا يجب أن نصبر وننتظر نتائج هذه التغييرات، خاصة أن أمام الأمير نواف 153 ناديا و30 اتحادا إلى جانب أنشطة اجتماعية وثقافية وهذه القطاعات تحتاج إلى مزيد من الوقت مابين 4 إلى 5 سنوات لأخذ الفرصة كاملة ومن ثم يتم إصدار الأحكام.
وطالب المدلج الإعلام بمنح محمد المسحل وفريق عمله الفرصة الكافية، فحجم العمل المطلوب من إدارة المنتخبات وكذلك الجهاز الفني بقيادة المدرب الهولندي ريكارد كبير، وهناك استراتيجية تحتاج إلى مساحة من التنفيذ، بعيدا عن الاستعجال الذي أضر بالكرة السعودية لأننا سبق أن جربنا سياسة الاستعجال فلماذا لا نمنح القائمين على الرياضة الوقت الكافي لتقديم كل ما لديهم، مستبعدا تحميل جهة معينة مسؤولية الإخفاق الذي واكب المنتخب السعودي، وأضاف: هناك ظروف كثيرة ومختلفة تكالبت على المنتخب وجعلته يفقد الثقة في مشاركته في عام 2011 فأصبح حضورنا باهتا، ونعترف بأن المسؤولية مشتركة ما بين اللاعبين والجهاز الفني وإدارة المنتخب جعلت من منتخبنا منتخبا ضعيفا لا يستطيع تجاوز أضعف المنتخبات فعدم تجاوزنا الدور الأول من كأس آسيا 2011 وكذلك الخروج الحزين من الدور الأول تعد النتائج الأسوأ في تاريخ منتخبنا الحديث.
واختتم الدكتور حافظ الحديث بأن على الإعلام مسؤولية كبيرة في التعاطي مع الكرة السعودية من زاوية المستقبل وعدم الرجوع إلى الوراء وتبادل الاتهامات لن يفيدنا بشي وإنما الطرح الإعلامي الإيجابي والوقف مع إدارة الاتحاد المؤقتة وكذلك الأندية وأن نتكاتف ونعمل سويا من أجل الوطن قبل كل شيء ونضع أيدينا بيد بعض.
وصلنا إلى بنغلاديش
من جهته، تساءل الدكتور مدني رحيمي عضو شرف نادي الاتحاد ساخرا عن تراجع المنتخب السعودي في التقييم الصادر من الاتحاد الدولي «الفيفا» حيث بدأ حديثه بسؤاله قائلا لا أعلم هل نحن قبل أم بعد المنتخب البنغلاديشي أو أننا قريبون منه والدليل أن كأس آسيا جعلنا نحن والهند إخوان، حيث لم يحقق أي منتخب أي فوز بل إن الهند سجلت أهدافا أكثر من منتخبنا؟ واصفا الكرة السعودية مثل الولد الذي ينجح بتفوق في المراحل الأولى من دراسته دون أن يكون لوالده دور في تطويره وعندما وصل إلى مرحلة متقدمة من الدراسة وجد نفسه يواجه الصعوبات بمفرده دون مساعدة من والده، ليسقط ويسقط، هكذا هي الكرة السعودية منذ الملاعب الترابية والأنظمة واللوائح لم تتغير ونحن اليوم نواجه عصر التطور والاحتراف ولا تزال الأنظمة كما هي، فمن الطبيعي أن تتراجع الكرة السعودية، ونحن نطالب بتطبيق الاحتراف المطبق في الأندية العالمية، ولا تزال هناك أندية لدينا بها 13 لعبة وتريد أن تهتم بالقاعدة والأكاديميات وأعباء كثيرة والدخل لم يتغير والمعونة بين الأندية متساوية، ولك أن تتصور أن 153 ناديا إعانتها 19 مليون ريال بمعدل أن لكل نادي 130 ألف ريال وهذا خطأ فهناك أندية لديها مشاركات خارجية وبطولات محليا ولديها نجوم بالملايين يلعبون في كافة درجات المنتخب فكيف يكون الدعم من الرئاسة متساويا بين كافة الأندية وهذه الإعانة ماذا تغطي حقيقة، هذا أكبر عائق لتطور الرياضة لدينا.
وأضاف الدكتور مدني رحيمي بأن أمام الكرة السعودية العديد من المتغيرات التي يجب أن تتأقلم معها، فبعد دخول شركات الاتصالات لرعاية الأندية لابد من تخصيص الألعاب وإحداث أنظمة مرنة لمواكب هذا التطور فلم يعد دعم أعضاء الشرف مجديا ولم تعد رسوم العضوية الشرفية تحقق العائد المادي المطلوب لدعم النادي، فالمصروفات وصلت إلى مرحلة الذروة، والرياضة السعودية تحتاج إلى «فكر + مال»، ولا يمكن أن تحقق الأندية ذات المال نتائج إيجابية دون الفكر ولا يمكن أن تحقق ذات الفكر دون وجود المال، بالتالي نحن في أمس الحاجة إلى التطوير الفكري لإيجاد منافذ مالية تنعكس على تطور الرياضة السعودية، مع إيماني الكامل بأن ذلك لن يتحقق برغم دراساتنا ومحاضراتنا عن الاستثمارات ورقبة الأندية بيد الرئاسة العامة، بمعنى أن الأندية لا يمكن أن تنطلق بحرية في رفع سقف الاستثمار ولا تستطيع التصرف دون الرجوع للرئاسة، لذا فالطريق السليم هو رفع يد الرئاسة العامة عن الأندية لأنه للأسف الرئاسة العامة وضعت غموضا حول حقوق الأندية في الاستثمار وهذا ليس من باب التحامل وإنما حقائق لا يمكن تجاوزها فمثلا الأندية لا تعلم عن حقوق النقل التلفزيوني ولا تعلم عن حقوقها من دخل الشركات الراعية لدوري زين ولا يعرفون قيمة عقود الشعارات التي وقعها الاتحاد السعودي دون أن يمنح الأندية حقها المالي، فلماذا الوصاية على الأندية ولماذا لا تترك الأندية تعمل استثمارها وفق أنظمة صارمة تحميها من التلاعب، وحقيقة ما لم تمنح الأندية مساحة أكبر فإنه لا يمكن أن نتقدم خطوة للأمام أكثر مما حققناه وبالتالي تراجعنا نتيجة حتمية لعدم قدرتنا على مواكبة من حولنا، فالتنظيم أساس النجاح والتطور.
وأكد رحيمي أن الخصخصة باتت أمرا لا مفر منه للنهوض من هذه العثرات وإذا كابرنا واستمرت نفس الأنظمة التي كانت موجودة منذ أن كانت المباريات تقام على الملاعب الترابية فنتوقع أن يكون هناك تدهور أكثر وأكثر وإذا لم نستفد من تجارب الآخرين من حولنا فلن نستطيع إنتاج لاعبين مميزين.
الأمر الآخر، لماذا لا نستفيد من المواليد في المملكة فهؤلاء لهم انتماءات للوطن ويتكلمون بنفس لغتنا ومسلمون ويحفظون النشيد الوطني وليس لهم صلة بأوطانهم إلا على ورق وكل حياتهم في السعودية، إذن لماذا لا تتم الاستفادة منهم طالما خير هذا البلد عليهم.
واختتم الدكتور مدني حديثه برسالة للإعلام قائلا كما نحن نثق في إعلامنا النزيه والذي يملك من الإمكانيات العالية ما يجب أن لا يسمح للإعلام «المطبل» بالانتشار لأن الإعلام الجيد يجب أن يفرض نفسه ثم نحن لا نطالب بانتقاد الأشخاص للانتقاص منهم وإنما نطالب الإعلام بانتقاد الأعمال المقدمة حتى نتلافى الأخطاء وتصحيح المسار وهذا هو الإعلام الإيجابي الذي نبحث عنه، عدا ذلك سيكون عاكسا للتطور.
استعينوا بالمناطق النائية
فيما تحدث أسطورة الكرة السعودية في السبعينيات سعيد غراب مرجعا تدهور التقييم الدولي للمنتخب السعودي والذي وصل إلى ال 92 عالميا إلى انعدام المواهب في الكرة السعودية، حيث قال إن الكرة السعودية لا تمتلك حاليا نجوما أمثال ماجد عبد الله ويوسف الثنيان وخالد مسعد وغيرهم من اللاعبين القادرين على صناعة الفرق، والسبب تركيز الأندية والاتحاد السعودي على اللاعبين الموجودين في الأندية الكبيرة، بينما يمكن أن تجد لاعبين في الأندية التي تقع في المناطق النائية، فاللاعب الذي يلعب في الفرق الكبيرة يلعب وعينه على المبالغ المالية التي قتلت داخله عشقه للكرة، بينما اللاعبون في القرى والمناطق البعيدة يلعبون حبا في الكرة وهذا فرق مؤثر في عطاء اللاعب فكلنا نتذكر اللاعب شائع النفيسة وهو اسم لا يمكن للكرة السعودية أن تنساه فهذا اللاعب حقق مجدا باسم الوطن وهو يلعب في أندية الظل.
أيضا أعتقد بأن الأندية مسؤولة عن هؤلاء الموهوبين الذين يحضرون للأندية ولا يجدون اهتماما بهم لأنه وللأسف المدربون الأجانب الموجودون في الفئات السنية يخضعون لمجاملة الإداريين وكل إداري يحضر ابنه أو ابن صديقه ويوصي المدرب عليه، وهنا تأتي المجاملة على حساب الكرة السعودية، مما يدفع باللاعب الموهوب الذي لا يجد الاهتمام المطلوب من المدرب نتيجة تجاهله فإنه يطفش من النادي ويذهب إلى الحواري.
وهناك موضوع ثان يتعلق برؤساء الأندية، حيث تجد الرئيس لا يعمل من أجل رياضة وطن وإنما يقتصر دوره على فترة تواجده على كرسي الرئاسة لذلك تجد قراراته قصيرة المدى بمعنى أنه لا يمانع في إحضار مدرب واثنين وثلاثة في الموسم الواحد لا يهم طالما يريد نتائج وقتية ويسعى لتحقيق بطولة ولا يهتم بتطوير اللاعب أو المدرب أو حتى الجهاز الإداري والطبي وهذا التصرف يضر باللاعب السعودي من الناحية الفنية والنفسية ولا يستطيع خلق استقرار للاعب بالتالي كل مدرب يحضر يبحث عن لاعبين معنيين وهذا أمر خطير على الكرة السعودية، لذا لابد أن يكون هناك استقرار على مستوى الإدارات بالأندية واستقرار فني وثبات على النهج يضمن العمل على رؤية مستقبلية لجميع الأندية وهذا مفقود لدينا، فكيف تنتج إلى جانب أن إفرازات هذه السياسة الإدارية العقيمة هناك إهدار للملايين وصرف ميزانيات كبيرة أكثر من 30 % تذهب في إلغاء عقود وتوقيع عقود كان بالإمكان تلافيها لوكان هناك فكر إداري يعمل لرياضة وطن قبل كل شيء.
وأضاف الغراب بأن دور الإعلام دور مؤثر في تطوير الرياضة بالآراء البناءة أو المساهمة في تدهور الرياضة بالانتقادات السلبية التي ترفع معدلات الاحتقان وتزرع التنافر، ونحن نؤمن تماما بأن هناك إعلام أندية وهذه ظاهرة موجودة في كل أندية العالم إلا أن مشكلتنا أن الميول يطغى على الانتقاد الحيادي أو أن الميول أكثر من المهنية لدى الصحفي فتجده متعصبا لناد ضد ناد آخر وهذا يحدث شرخا في العلاقات بين اللاعبين فعندما يكون هناك تنافر بين اللاعبين بسبب الإعلام وتأتي مشاركة المنتخب لتلمس هذا التنافر، لذلك نأمل من الإعلام الرياضي أن يعمل على تنقية خياراته لممثليه ففي الإعلام هناك الغث والسمين والجيد وغير الجيد حاله كحال بقية مجالات الحياة وأمام هذه الإشكالية لابد من القائمين على الإعلام الاهتمام بالكوادر التي تعمل تحت لوائها لأنه مع الأسف الشديد في بعض نوعية الإعلام تجده يخلق مشاكل داخل النادي الواحد من أجل بلوغ أهدافه، ومن واجب الإعلاميين النزيهين والكتاب المتميزين أن يقفوا صفا واحد وأن يربطوا الجسور بين الأندية مع بعضها وحتى يأتي اللاعب للمنتخب وهو مهيأ للتآلف مع بقية زملائه، فلا يمنع أن يكتب الصحفي الهلالي عن النصر والاتحادي عن الأهلي والعكس، ولكن الانتقاد لابد أن يكون منطقيا وبحياد لأن مثل هذه الأمور تؤثر دون أن نشعر.
واختتم الغراب حديثه قائلا: إن عدم إتاحة الفرصة للمدرب الوطني أيضا أحد أسباب تراجعنا، فالمدربون الأجانب لا يستمرون مع الأندية أو المنتخبات وهم بالتالي لا يعرفون اللاعب السعودي بالصورة الكافية التي تجعل اختياراته موفقة أيضا المدرب السعودي مطلع على نفسيات اللاعب ويعرف كيف يتعامل معها ولا أعرف لماذا لا تعمل الأندية على تطوير المدرب الوطني، صدقوني هناك قدرات وطنية تفوق المدربين الأجانب بمراحل بل يتفوقون عليهم والدليل الدورات التدريبية التي تجمعهم كما أننا يجب أن لا نغفل بأن أول إنجاز خارجي على مستوى الأندية كان مدربا وطنيا وعلى مستوى المنتخب السعودي كان المدرب وطنيا إلى جانب العديد من البطولات التي تحققت على يد المدرب الوطني إلا أن الأندية لدينا لديها عقدة الخواجة لذلك كل العوامل السابقة مؤثرة أدت إلى تراجع الكرة السعودية.
نحتاج إلى إعادة نظر
من جانبه، قال نجم الكرة السعودية وصاحب الهدف التاريخي في كأس العالم سعيد العويران للأسف أن يصل المنتخب السعودي إلى هذا المستوى فلم يكن أحد يتوقع أن يتراجع المنتخب السعودي بهذه السرعة فكل المتابعين الذين تابعوا منتخبنا في أول ظهور له في كأس العالم عام 1994 توقعوا أن الكرة السعودية ستنافس بعد أن تكتسب الخبرة العالمية لكن للأسف شاهدنا تراجعا تدريجيا انتهى به إلى أن يخرج من الدور الأول لتصفيات كأس العالم وهذا الأمر جعلنا نحزن على الماضي الجميل، فالمنتخب السعودي رقم صعب في خارطة القارة وأحد سفرائها في كأس العالم نجده الآن يعاني.
لذا يجب أن نقف كثيرا أمام هذا السقوط لأن هناك عدة عوامل أثرت ولابد من محاسبة أنفسنا وإعادة النظر في أنظمتنا ومسابقاتنا وكذلك النظر في نوعية المدربين الذين حضروا للإشراف على المنتخب فهؤلاء كان لهم دور كبير في التراجع، كما أحمل زملائي اللاعبين جزءا من المسؤولية فاللاعب لابد أن يعطي للمنتخب الوطني أكثر مما يعطي لناديه إلا أننا نشاهد العكس، والشيء الآخر هو الإعلام الذي يعد أبرز عوامل التراجع فهناك إعلام لا يهمه إلا الوقوف مع الأندية وهذا جعل من العلاقات محتقنة كما أنظمة مسابقاتنا تحتاج إلى إعادة دراسة فهناك إرهاق كبير على اللاعب السعودي وآمل من القائمين على الرياضة أن يستطيعوا معالجة الأسباب والعودة مجددا للمنافسة القارية والتعديل من وضعنا الرياضي للأفضل إن شاء الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.