أقرت أوبك لأول مرة أمس بأن تكنولوجيا استخراج النفط والغاز من الصخور تغير صورة الإمدادات العالمية بشكل كبير وقالت إن الطلب على النفط سيرتفع ببطء أكبر عما كانت تتوقع سلفا. وخفضت أوبك في تقريرها السنوي عن آفاق النفط العالمي توقعها للطلب العالمي على النفط في 2016 بسبب الضعف الاقتصادي، كما رفعت توقعاتها للإمدادات من خارج الدول الاثنتي عشرة الأعضاء في المنظمة. وذكرت المنظمة في ضوء الزيادات الكبيرة في إنتاج النفط والغاز الصخري في أمريكا الشمالية في الآونة الأخيرة من الواضح الآن أن هذه الموارد ربما تلعب دورا تتزايد أهميته في توقعات الإمدادات من خارج دول أوبك في الأجلين المتوسط والطويل. وكانت أوبك أبطأ من غيرها في الاعتراف بتأثير التكنولوجيات الجديدة مثل التكسير الهيدروليكي على الإمدادات وتوقعت أوبك أن يصل الطلب العالمي الى 92.9 مليون برميل يوميا بحلول 2016 وهو ما يقل أكثر من مليون برميل عن تقديراتها في التقرير السابق. كما خفضت أوبك توقعها للطلب على نفطها في 2016 الى 29.7 مليون برميل يوميا. ويتوقع ريان لانس الرئيس التنفيذي لشركة كونوكو أن تصبح أمريكا الشمالية مكتفية ذاتيا من النفط والغاز بحلول عام 2025. وفي توقعات أوبك الجديدة سيساهم النفط الصخري بمليوني برميل يوميا في الإمدادات بحلول عام 2020 وبثلاثة ملايين برميل يوميا بحلول 2035 وللمقارنة فإن مليوني برميل يوميا تساوي الإنتاج الحالي لنيجيريا عضو منظمة أوبك وأكبر مصدر للخام في أفريقيا. ومن المتوقع أن ترتفع الإمدادات من الدول غير الأعضاء في منظمة أوبك الى 56.6 مليون برميل يوميا بحلول 2016 بزيادة قدرها 4.2 مليون برميل يوميا عن 2011 ويرجع ذلك جزئيا الى زيادة كميات النفط الصخري. وتتوقع أوبك أن يبلغ متوسط سعر سلة خاماتها القياسية وهو مقياسها المفضل لأسعار النفط 100 دولار للبرميل في الأمد المتوسط ارتفاعا من مستوى 85-95 دولارا للبرميل خلال هذا العقد الذي كانت قد ذكرته في توقعات العام الماضي. وتتوقع المنظمة ارتفاع الأسعار في ظل التضخم الى 120 دولارا بحلول 2025 وإلى 155 دولارا بحلول 2035 مقارنة مع 107 دولارات للبرميل حاليا.