قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقريرها الذي يصدر كل شهرين إن الإنتاج العالمي من النفط زاد في أكتوبر إذ ارتفع الإنتاج من ليبيا والعراق والسعودية واستمرت الولاياتالمتحدة في زيادة الضخ من احتياطياتها الضخمة من الغاز الصخري. وكانت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي فرضت عقوبات جديدة على إيران بهدف تقليص عائداتها من صادرات النفط والضغط عليها لإيقاف جهودها لتخصيب اليورانيوم الى مستويات يمكن استخدامها في صنع أسلحة نووية. وتقول طهران إن برنامجها مخصص للأغراض السلمية فحسب. وانتعشت اسعار النفط بعد هبوطها في وقت سابق ليجري التداول فوق مستوى 109 دولارات للبرميل بعد ان أظهرت بيانات ارتفاع معدل نمو الاقتصاد الأمريكي في الربع الثالث الأمر الذي ترك بعض الارتياح من المخاوف بشأن آفاق الطلب العالمي على النفط. وأظهر استطلاع متخصص أنه من المتوقع أن تدعم الأخطار المحيطة بإمدادات النفط والسياسة النقدية الميسرة أسعار الخام في العام المقبل. وتوقع الاستطلاع الشهري لآراء المحللين أن يبلغ متوسط سعر خام القياس الأوروبي مزيج برنت 108.80 دولارات للبرميل في 2013 بزيادة 1.90 دولار عن الاستطلاع السابق الذي أجري في سبتمبر. وقال كارستن فريتش كبير محللي السلع الأولية لدى كومرتس بنك "من المتوقع أن تدفع الأخطار المحيطة بالإمدادات أسعار النفط للارتفاع ومن المنتظر أيضاً أن تعزز السياسة النقدية الميسرة للغاية التي تطبقها بنوك مركزية رئيسية السيولة في أسواق السلع الأولية وتزيد من الطلب." وتأرجحت أسواق النفط هذا العام بين مخاوف بشأن العرض والطلب على السواء إذ إن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي يخفض مستوى الاستهلاك بينما تخشى الأسواق في الوقت نفسه فقد إمدادات من الشرق الأوسط. وتوقع أربعة فقط من 29 محللا شملهم الاستطلاع أن يبلغ متوسط سعر برنت 120 دولارا أو أكثر في العام المقبل. وتوقع ثلاثة فقط أن يكون متوسط سعر برنت أقل من 100 دولار في 2013. وتوقع المحللون أن يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي الخفيف 98.5 دولاراً للبرميل في 2013. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن العالم قد يشهد تراجعا تدريجيا لأسعار النفط خلال السنوات الخمسة المقبلة بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة كفاءة استهلاك الطاقة مع ارتفاع الإنتاج بشدة في العراق وأمريكا الشمالية. وخفضت الوكالة التي تقدم المشورة للدول الصناعية بشأن سياسات الطاقة توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط للفترة بين 2011 و2016 بواقع 500 ألف برميل يوميا مقارنة بتقريرها السابق في ديسمبر كانون الأول 2011. ونتيجة لذلك سيقل الضغط على أوبك لإنتاج مزيد من النفط ولن تضطر المنظمة لضخ أكثر من 31 مليون برميل يوميا حتى عام 2017 لتلبية الطلب العالمي وهو مستوى أقل من إنتاجها الحالي. وقالت وكالة الطاقة في تقرير التوقعات متوسطة الأجل لسوق النفط "تم خفض توقعات النمو الاقتصادي في الفترة التي يشملها التقرير مع استمرار المخاوف بشأن الديون في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لاسيما في منطقة اليورو. وحتى الصين التي كانت المحرك الرئيسي لنمو الطلب في العقد الماضي تظهر عليها علامات التباطؤ"، وأضافت أن القراءات تشير إلى تراجع تدريجي للأسعار خلال تلك الفترة.