على بعد 3 كلم من مدينة الملك فهد الرياضية بمنطقة الحوية التابعة لمحافظة الطائف، ينبسط سوق للمواشي على مساحة تقدر ب490.000 م2 وسط الأحياء، دون أن تشفع نداءات المواطنين لنقله بعيدا عن الحي، لما يسببه لهم من مضايقات صحية، خلافا لاعتدائه على جمال المدينة، إذ بات يشوه أحياءهم من الجهات الأربع وهي: الفهد، سلطانة، جوهرة، الحوية، الأجواد، المضباع، ومخطط الأمير بدر، بعدما أصبح مصدرا لانبعاثات الروائح الكريهة والتلوث البيئي. اشتكى ل«عكاظ» عدد من الأهالي من بقاء سوق المواشي الذي وصفوه بأنه بات يشكل قنبلة بيئية موقوتة في المدينة تهدد صحتهم، خاصة المرضى المصابين بأمراض الحساسية والربو، لاسيما الأطفال والنساء، مشيرين إلى أن طلباتهم دخلت عامها العاشر في سجل الشكاوى لدى أمانة الطائف دون بارقة أمل، فضلا عن تشويه المظهر الحضاري للأحياء المحيطة وللحوية بشكل عام. الحال كما هو ويقول عبدالعزيز الروقي من حي سلطانة، إن علامات الشيب كست لحيته بعد عقد من الزمن، وهو يناشد أمانة الطائف نقل سوق المواشي بعيدا عن الأحياء وتقديرا لوضعه الصحي، إلا أن الحال لا يزال كما هو فالحي لا يفصله عن السوق سوى شارع عرضه 10 أمتار من الجهة الشرقية غابت عنه الخدمات والتطور العمراني بفعل عزوف ملاك العقار عن الشراء فيه، كذلك عدد من قاطنيه الذين فروا بجلودهم على مدى الفترات السابقة بداعي احتضان سوق المواشي للحي والذي يصدر الروائح الكريهة، ويلوث البيئة خاصة في حالة تحرك الرياح النشطة، حينها فحدث ولاحرج. حرمنا الهواء النقي وأكد فهد المقاطي من سكان جوهرة الحوية شمال السوق، أنهم حرموا فتح الشبابيك والجلوس في أحواش المنازل وظلوا حبيسي مجالسهم الداخلية تحت أزيز المكيفات بفعل روائح روث الأغنام المتطايرة في الهواء لا سيما النافقة، موضحا أن «العمالة المتغلغلة في السوق على مدى خمسة عقود من الزمن تضرب بنداءاتنا عرض الحائط بإبعاد الأغنام النافقة في شبوكهم عن حدود الحي». وناشد المواطنون جبر الجعيد وسلطان الذيابي وتركي القحطاني من مخططات الفهد والأمير بندر والأجواد، أمانة الطائف بالتسريع في نقل سوق المواشي إلى مواقع بعيدة عن الأحياء، تماشيا مع تعليمات الإصحاح البيئي، وتفاديا للكوارث البيئية الناجمة عنه، موضحين أن غالبية أبنائهم يعانون الربو وأمراض الحساسية المفرطة والزكام، بفعل سوق الأغنام الذي لا تفارقهم روائحه منذ أن ولدوا. وأضافوا «المفارقة العجيبة أن مدينة الملك فهد الرياضية لا تبعد سوى عدة كيلومترات عن السوق في تعارض صريح مع المظهر الحضاري». دراسة للمعالجة من جهتها، اتصلت «عكاظ» بمدير العلاقات العامة والإعلام والناطق بأمانة الطائف إسماعيل إبراهيم، إلا أنه لم يرد، فيما أكد مصدر ل«عكاظ» أن الأمانة أعدت دراسة سابقة عن سوق المواشي في الحوية لمعالجة سلبياته قريبا.