روائح كريهة تزكم الأنوف وحشرات وقطط وكلاب ضالة وأكوام من النفايات تسد طرقات الشوارع ترسم ملامح الأحياء المجاورة لسوق الغنم في الحويةبالطائف، فرغم الوعود الكثيرة بنقلها إلى مكان آخر مناسب إلا أنها تبقى سرابا؛ مما حرم السكان من الاستمتاع بشوارع نظيفة وممرات آمنة، فالسوق لا تبعد سوى أمتار قليلة عن أحياء البقمي (شمالا) وريّحة ورحاب والواسط (غربا) وسلطانة والمضباع (شرقا) والبستان وابن باين (جنوبا). جشع المستثمرين وقال كل من ميّاح منير العتيبي وبرّاك دغيليب الروقي (من سكان حي ابن باين) إن تجار المواشي بدؤوا في الزحف إلى مشارف الحي، حيث لم تعد تفصلهم عن حظائرهم سوى نحو عشرة أمتار.. وأضافا أن السكان استبشروا بتحويل بلدية الطائف إلى أمانة وزاد أملهم في قدرتها على إيقاف جشع مستثمري المواشي. ولفتا إلى أن السوق بالفعل تسبب لهم مشكلات عديدة، فكثير من الأغنام النافقة تسحب من حظائرها لتلقى في شوارع الأحياء، مسببة روائح كريهة وتجذب الحشرات والقطط والكلاب الضالة التي لا تنفك تطارد المارة مسببة لهم رعبا خاصة السيدات والأطفال. وطالب العتيبي والروقي الجهات المسؤولة بالعمل الجاد على نقل السوق بشكل عاجل حتى يتمتع سكان تلك الأحياء ببيئة آمنة. سوق الجمعة أما سليمان بن شعّاف (من سكان حي سلطانة) فذكر أن روائح ومخلفات السوق حرمتهم من الاستمتاع بالجلوس في أفنية منازلهم، وأخرت تطوّر الحي وازدهاره، فمعظم المستثمرين والراغبين في السكن داخل الحي يهربون فورا عندما تفاجئهم أكوام النفايات والأغنام النافقة الملقاة أمام أبواب المنازل ومطاردة الكلاب للسكان. وأضاف أنهم لم يشاهدوا ناقلات النفايات تدخل إلى السوق منذ تأسيسها، كما لا توجد حاويات كبيرة للنفايات داخل السوق.. كما لا توجد دعوات إلى المستثمرين لتطويرها على الأقل، رغم أنها تحتضن سوق الجمعة التي تعد من الأسواق الشعبية القديمة، ورافدا سياحيا للمدينة تستقبل الآلاف نهاية كل أسبوع لتوافر العديد من السلع والبضائع فيها. وقال إن الكثيرين يتوقعون أن تتلاشى سوق الجمعة وتضيع معالمها وسط حظائر الأغنام وأكوام النفايات ما لم يكن هناك تدخّل سريع من أمانة الطائف لتحسين الوضع بنقل سوق الأغنام بعيدا عن الأحياء وبناء أكشاك تحاكي أصالة السوق الشعبية حتى تستعيد وهجها من جديد. مياه السيول وذكر عدد من سكان الأحياء المجاورة للسوق أن السيول تهددهم لعدم وجود تصريف مناسب لمياه الأمطار التي تجر معها مخلفات السوق من أغنام نافقة ونفايات إلى داخل الأحياء وأمام المنازل. وأضافوا أنهم يضطرون إلى جلب عمال نظافة على حسابهم لسحب تلك المياه وما تحمله من مخلفات.