طالب عدد من سكان مكةالمكرمة بإيجاد آلية أخرى بديلة عن حرق النفايات والمخلفات البلاستيكية بشكل عشوائي بمنطقة الشميسي التي أزكمت أنوفهم بروائحها الكريهة المخلوطة بنواتج حرق الأغنام والمواشي النافقة، مشيرين إلى أن تلك العمليات تهدد صحتهم كثيرا ويجب وضع حد لها واستخدام المردم الخاص بأمانة العاصمة المقدسة. وقال نواف العتيبي إنهم عند حضورهم إلى منطقة الشميسي يصدمون بواقع ملوث جدا، فالأدخنة والغازات السامة المنبعثة من حرق النفايات والمواشي والإطارات تملأ المكان بشكل يؤثر سلبا في صحة الإنسان، فالهواء الملوث في الموقع برائحته الكريهة. وأشار إلى أن البعض يحرق الأغنام والمواشي والمواد البلاستيكية وغيرها بشكل عشوائي ودون أي التزام بمعايير وضوابط صحية، فبدلا من وضعها في المردم الخاص بأمانة العاصمة المقدسة يحرقونها بغية التخلص منها مما ينجم عنه تطاير الرماد والدخان في الموقع إلى جانب التأثيرات الصحية السالبة. ودعا صالح محمد أمانة العاصمة المقدسة إلى إيجاد حلول بديلة أكثر أمانا وسلامة للإنسان والبيئة: «نأمل إنشاء أكثر من موقع لمرمى النفايات لكيلا تتم عملية حرق النفايات بشكل عشوائي». وأكد المدير العام لصحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد فوتاوي أن حرق النفايات وغيرها من المواد يشكل خطرا جسيما على صحة البيئة، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون هناك طمر صحي لأي عملية حرق للنفايات أو المواد أو المخلفات: «لدينا دراسة استشارية لإعداد طرق ومواصفات لرصد نوعية الهواء في مكةالمكرمة». وأضاف اختصاصي الصحة العامة الدكتور حازم عز الرجال أن عملية حرق المواد ينتج منها ثاني أكسيد الكربون الذي يؤدي لاختناقات تصيب القريبين من موقع الحرق وقد يؤدي إلى ضيق في التنفس والحساسية. كما أن في بعض عمليات حرق النفايات والمواشي ينتج التسمم، حيث تنبعث من الحريق غازات سامة، وهذا خطر جدا على صحة الإنسان وقد يسبب تليفا في الرئة وكذلك يسبب أمراضا سرطانية. من جانبه ذكر الناطق الإعلامي بوكالة الخدمات بأمانة العاصمة المقدسة سهل مليباري أن الأمانة وقعت أخيرا مشروعين جديدين يتعلقان بدراسات استشارية لتحسين مستوى أعمال النظافة بمكةالمكرمة، حيث أبرم عقدان مع جامعة الملك عبدالعزيز وأحد المكاتب الاستشارية المتخصصة بهدف الوصول إلى أفضل النتائج. وأشار إلى أن القيمة الإجمالية للمشروعين بلغت نحو ثلاثة ملايين ريال. وشمل العقد الأول مشروع دراسة استشارية لتغطية مردم النفايات بالمعيصم وقيمته «1.750.000 ريال»، أما المشروع الثاني فهو دراسة إنشاء مرمى هندسي نموذجي بموقع المرمى العام بجنوبمكةالمكرمة «980.000 ريال» والمشروعان مدتهما ستة أشهر. إلى ذلك طالب عدد من المواطنين وسكان الأحياء المجاورة لحلقة الأغنام بالكعكية بمكةالمكرمة بنقلها إلى موقع آخر وذلك لما تسببه لهم من مشاكل صحية وبسبب انتشار الروائح الكريهة والأغنام النافقة بشكل يومي. وذكروا أن المعاناة تزداد حدة في شهر رمضان المبارك وموسم الحج نتيجة الذبح العشوائي وتناثر الدماء في الموقع، مبينين أن وجودها بالقرب من المباني السكنية يهدد بالعديد من المشكلات البيئية. وقال كل من محمد القارحي وهتان كابلي إن الحي يشهد نموا سكانيا وعمرانيا كبيرين إلا أن حلقة الأغنام القريبة تصنع العديد من المشكلات البيئية والصحية سواء من روائح المواشي أو من الأغنام النافقة، إضافة إلى الحشرات الناقلة للأمراض التي تتجمع حول المكان. من جانبه أوضح الناطق الإعلامي بوكالة الخدمات بأمانة العاصمة المقدسة أنه تم الرفع إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية لنقل الحلقة إلى موقع آخر جنوبمكة من ناحية طريق الليث، وسينقل عقد المستثمر إلى الموقع الجديد وفق الإجراءات والأنظمة المتبعة .