انتقد مواطنون من سكان حي سلطانة في الحوية شمالي محافظة الطائف وضع سوق الأغنام وسط حيهم، وانتشار مخلفات الماشية التي شوهت الحي، وانبعاث روائح كريهة مسببة تلوثا بيئيا وتهديدا لسلامة الساكنين. وأكد الأهالي في حديثهم ل”الشرق” أن معاناتهم من توسط سوق الأغنام لحيهم أصبحت “بالغة”، خصوصا بعد هطول الأمطار التي تسهم في انتشار الروائح الكريهة، وبقائها لعدة أيام، وأضافوا أن وقوع السوق وسط حيهم “تسبب في تشويه المنظر الحضاري للحي، وأساء للساكنين والزائرين على حد سواء”.
تحذير صحي وشدد مدير العلاقات العامة والإعلام في صحة جدة عبد الرحمن الصحفي، على ضرورة تجنب مرضى الجهاز التنفسي التعرض إلى الروائح التي قد تؤثر على وضعهم الصحي، داعيا المرضى إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة والابتعاد قدر المستطاع عن المثيرات للحساسية، واتباع إرشادات الأطباء لتجنب الإصابة بأزمات الجهاز التنفسي، كالربو وحساسية الصدر لدى الأطفال. وذكر الصحفي ل”الشرق” إن تحديد مواقع أسواق الحيوانات خارج النطاق العمراني ضروري لتجنيب مصابي الجهاز التنفسي من الأطفال وكبار السن تبعات الروائح الكريهة التي تصدر عن تلك الأسواق وتفاقم حالتهم الصحية.
بيئة خصبة للأوبئة من جهته، ذكر ل”الشرق” مستشار الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور فهد تركستاني، أن تأثير سوق الأغنام من الناحية البيئية على الصحة يكون بداية عندما تنقل المواشي في ناقلات كبيرة وتفرغ حمولتها في حلقة الأغنام وتترك الناقلة في حالة تشغيل لفترة طويلة وبالتالي تكون كمية الغازات الناتجة عن الشاحنة كبيرة، فتؤثر بشكل مباشر على صحة العاملين في السوق وعلى المواشي، على حد سواء. وأضاف تركستاني إن معظم أسواق الماشية في المملكة تقع على أرضيات ترابية، مشيراً إلى أن كمية الغبار المتصاعد أثناء حركة الأغنام داخل السوق وفي الحظائر كبيرة جدا، فيما لا يراعي غالبية العاملين في أسواق الماشية بديهيات السلامة والصحة، خصوصا استخدام الكمامات الواقية من الأتربة والغبار، إلى جانب زوار السوق من الزبائن، موضحا أن أرضية تلك الأسواق تكون في الغالب غير نظيفة لوجود كميات كبيرة من الفضلات، وقد تكون بعض المواشي مصابة بأمراض وبائية، إضافة إلى أن كميات كبيرة من المياه تتسرب إليها من مصادر سقيا الماشية، الأمر الذي يجعل أرضية تلك الأسواق محضنا خصبا للطفيليات والفطريات وانتشار الأمراض. وأشار تركستاني إلى أن عوامل الرياح تساعد في نقل الأتربة والغبار المحمل بتلك الأمراض إلى الأماكن المجاورة، خصوصا الأحياء السكنية مشددا على ضرورة أن تراعي أمانات المناطق إبعاد أسواق الماشية عن التجمعات السكنية، وأن تكثف لجان المراقبة على النظافة، وإلزام العاملين بارتداء الكمامات الواقية، لكونهم يقضون وقتا طويلا في المناطق الملوثة.
مطالب بنقل السوق وعبر الأهالي عن استيائهم لعدم استجابة المسؤولين على الرغم من مناشدتهم لسنوات عدة لرفع الضرر عنهم إلا أنهم لم يجدوا أية استجابة حيال شكواهم، مضيفين أن استمرار سوق الأغنام بهذه الصورة يفاقم معاناتهم ويزيد من الآثار المترتبة على انتشار تلك الروائح وما يتلوها من مضار صحية معقدة. “الشرق” التقت عددا من المواطنين المتضررين من سوق الأغنام بحي سلطانة، حيث أشار محمد القثامي أن مضار سوق الأغنام الصحية على سكان الحي متعددة واصفاً العمالة الوافدة التي تدير السوق بتشويه المظهر الحضاري والإسهام في انبعاث الروائح المزعجة من خلال وضع حظائر الأغنام على مداخل السوق بحيث لا يفصل الحي عن السوق إلا مسافة قصيرة ما يزيد من معاناة الأهالي مع رائحة السوق وكذلك الغبار الذي يكسو الحي كون السوق يقع في أرض تفتقر للسفلتة والتنظيم. من جانبه ذكر ناصر العازمي أن الحل الأمثل للخلاص من الروائح الكريهة لسوق الماشية بأن يتم نقل السوق إلى مكان بعيد عن التجمع السكاني بحيث تخصص أمانة محافظة الطائف مكانا أكثر تنظيما مضيفا أن السوق بهذه الصورة أكثر ضرراً من نفعه مشيراً إلى أنه عانى من مجاورة سوق الأغنام جراء إصابة صغاره بأمراض الحساسية.