مئوية السعودية تقترب.. قيادة أوفت بما وعدت.. وشعب قَبِل تحديات التحديث    «الأمم المتحدة»: السعودية تتصدر دول «G20» في نمو أعداد السياح والإيرادات الدولية    279,000 وظيفة مباشرة يخلقها «الطيران» في 2030    «ميترو قول» يواصل صدارة هدافي روشن    في كأس الملك.. الوحدة والأخدود يواجهان الفيصلي والعربي    «التعليم»: منع بيع 30 صنفاً غذائياً في المقاصف المدرسية    وداعاً فصل الصيف.. أهلا بالخريف    دام عزك يا وطن    بأكبر جدارية لتقدير المعلمين.. جدة تستعد لدخول موسوعة غينيس    اكتشاف فصيلة دم جديدة بعد 50 عاماً من الغموض    لا تتهاون.. الإمساك مؤشر خطير للأزمات القلبية    الابتكار يدعم الاقتصاد    نوابغ المستقبل.. مبرران للفخر    قيادة وريادة    تعزيز أداء القادة الماليين في القطاع الحكومي    «الخواجات» والاندماج في المجتمع    لعبة الاستعمار الجديد.. !    «متحالفون من أجل إنقاذ السودان» تطالب بحماية المدنيين ووقف الهجمات في الفاشر    فأر يجبر طائرة على الهبوط    حل لغز الصوت القادم من أعمق خندق بالمحيطات    نسخة سينمائية من «يوتيوب» بأجهزة التلفزيون    يوم مجيد لوطن جميل    أحلامنا مشروع وطن    وزير الخارجية ونظيره الجزائري يبحثان تطورات الأوضاع في غزة    أمر ملكي باعتماد النظام الأساسي لمؤسسة الملك سلمان غير الربحية.. خادم الحرمين الشريفين: نهجنا الدائم الاستثمار في الإنسان وتنمية ثقافته واعتزازه بهويته    هنأت رئيسي مالطا وأرمينيا وحاكم بيليز.. القيادة تعزي ملك البحرين    خيسوس: المستوى الذي وصلنا له صعب على أي فريق أن يتغلب علينا.. والهلال بحاجة ملعب خاص به    «سلام الخير» يهدي «عذبة» كأس الطائف    بايرن يحكم قبضته على الصدارة    القيادة تعزي ملك البحرين في وفاة الشيخ خالد بن محمد بن إبراهيم آل خليفة    نائب أمير الشرقية يشيد بمضامين الخطاب الملكي السنوي    مركز الملك سلمان: 300 وحدة سكنية لمتضرري الزلزال في سوريا    ضبط 22716 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    فلكياً.. اليوم آخر أيام فصل الصيف    "الداخلية" توضح محظورات استخدام العلم    "الداخلية" تحتفي باليوم الوطني 94 بفعالية "عز وطن3"    صور مبتكرة ترسم لوحات تفرد هوية الوطن    الملك سلمان.. سادن السعودية العظيم..!    خمسة أيام تفصل عشاق الثقافة والقراء عنه بالرياض.. معرض الكتاب.. نسخة متجددة تواكب مستجدات صناعة النشر    تشجيع المواهب الواعدة على الابتكار.. إعلان الفائزين في تحدي صناعة الأفلام    مجمع الملك سلمان العالمي ينظم مؤتمر"حوسبة العربية"    مصادر الأخبار    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. تنظيم المسابقة المحلية على جائزة الملك سلمان    مسيرة أمجاد التاريخ    إقامة فعالية "عز الوطن 3"    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة يستأصل بنجاح ورماً ضاغطاً على النخاع الشوكي    معزّي.. عز وعزوة    مصر تعرب عن تضامنها مع لبنان    أوكرانيا وروسيا.. هجمات وإسقاط مسيرات    شرطة الشرقية: واقعة الاعتداء على شخص مما أدى إلى وفاته تمت مباشرتها في حينه    بلادنا مضرب المثل في الريادة على مستوى العالم في مختلف المجالات    لقاح على هيئة بخاخ ضد الإنفلونزا    بشرى سارة لمرضى ألزهايمر    أبناؤنا يربونا    خطيب المسجد النبوي: مستخدمو «التواصل الاجتماعي» يخدعون الناس ويأكلون أموالهم    رئاسة اللجان المتخصصة تخلو من «سيدات الشورى»    «النيابة» تحذر: 5 آلاف غرامة إيذاء مرتادي الأماكن العامة    "تعليم جازان" ينهي استعداداته للاحتفاء باليوم الوطني ال94    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«درب الحيّة» أضاع مجهود 12 عاما.. وكنا ننتظر زيارة الجامعات
«برلمان الشباب» يناقش خريجي ثانويات المنطقة الشرقية حول المعوقات ورؤى المستقبل.. والخريجون ل «عكاظ»:
نشر في عكاظ يوم 15 - 06 - 2012

بين الحلم والواقع خيط رفيع يصعب تمييزه على شبان يافعين في مقتبل العمر.. ما زالوا يشقون طريقهم لبناء مستقبل لم يتضح لهم بعد.. أنهوا اختبارات الثانوية العامة للتو.. واستلموا فرحين أو يغلفهم الحزن شهادات نجاحهم بين متفوق تكلل جهده بنجاح كبير وأثمر سهر الليالي درجات علا.. وبين من لم يحالفه التوفيق ولم يحقق النسبة المطلوبة.. ولكن جميعهم اصطدم بواقع اختبار القدرات الذي لم يفرق بينهم..
بين ما مضى من مشوار التعليم وبين واقع يعيشونه الآن على بوابات الجامعات بحثا عن طريق المستقبل.. جمعت «عكاظ» عددا من طلاب وخريجي الثانوية العامة على طاولة «برلمان الشباب»؛ لتستطلع تقييمهم لما مضى من سنوات في كنف الأهل وأروقة المدرسة وما يرونه في قادم الأيام..
أجمع هؤلاء الطلاب من خريجي المرحلة الثانوية العامة في مدارس المنطقة الشرقية على أهمية دور الأسرة في توجيه رغبات ابنها الخريج ومساعدته في إيجاد التخصص المناسب له في الجامعات والكليات والمعاهد المحلية أو الخارجية، رغم أن بعضهم لم يستشر أسرته حول مستقبله.. مبينين أن عدم توجيه الأسر ساهم في زيادة البطالة بين الخريجين وتسبب في إيجاد فجوة في العلاقة بين الطالب وولي أمره باعتباره المستشار الأول له..
بدأ الزميل الدكتور محمد الحربي لقاء «برلمان الشباب» بالترحيب بالطلاب.. وعرض أبرز المحاور التي سيتناولها اللقاء:
- كيف يحدد الشاب مستقبله من خلال اختيار تخصصه؟
- ما الدور الذي تضطلع به الأسرة والمدرسة في إرشاد الشاب لتحديد تخصصه في الجامعة؟
- ما الذي أضافه اختبار القدرات للطلاب؟
- تقييم اجراءات القبول في الجامعات، ودورها في توجيه الطلاب نحو التخصصات التي تناسبهم؟
- ما المعوقات التي تحول بين الطالب ورسم ملامح المستقبل الذي يطمح إليه؟
شادي باداوود: لنبدأ بالسؤال.. هل حددت الجامعة التي ستلتحق بها، وكيف ترى مستقبلك الوظيفي بعد تخرجك من الجامعة، وهل للأسرة دور في تحديد توجهك واختيار تخصصك؟.
الدور الغائب
يلتقط دفة الحوار الشاب عبدالرحمن بن إبراهيم الهاشمي «طالب نظام مقررات» ويقول: سألتحق بجامعة مناسبة تساعدني على إيجاد وظيفة مناسبة لي، وأرغب في دراسة تخصص الهندسة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وإذا لم تتحق لي هذه الأمنية سأسعى لدراسة تخصص الطب البشري باعتباره التخصص البديل لي حسب المخطط الذي رسمته لحياتي المستقبلية.
ويضيف الهاشمي: أسرتي لم تتدخل في اختيار تخصصي وتحديد وجهتي، ولكنني ألجأ إليها في الاستشارة بعد تحديد ما أردته لمستقبلي، وإن كنت أرى أن الأولى باستشارته والأخذ برأيه هم معلمو مدرستي بالدرجة الأولى.
حيرة الاختيار
ويتداخل الشاب صالح أحمد المدرعة «طالب نظام مقررات» ويقول: لم أستطع تحديد وجهتي المقبلة حتى الآن؛ فكل يوم تظهر لي فكرة جديدة وطموح جديد، ودائما استشير الوالدة، فأفضل الطب مرة، ومرة أخرى أرى أن الهندسة خيار أفضل، وبعد جهد جهيد قررت أن استقر على تخصص مناسب وسيكون محطتي القادمة بإذن الله، وهو تخصص «علوم البحار» حيث سأسعى لألتحق بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة إن شاء الله وأدرس في هذا التخصص لأن هوايتي الفضلى هي الغوص، ولدي رغبة كبيرة في استكشاف عالم البحار من خلال دراسة هذا التخصص، حيث اطلعت على كافة التخصصات التي تقدمها الجامعات، ورأيت أن هذا التخصص هو المناسب لي والأقرب إلى نفسي وسأبدع فيه، وإذا لم أجد أي وظيفة بعد تخرجي فسوف أبحث عن وظيفة في أي من دول الخليج المجاورة لحاجتها لهذا التخصص حسب ما اطلعت عليه وبحثت عنه عبر الانترنت.
استشارة الأهل
ومن جهته، الشاب محمد عبدالله السالم «خريج ثانوي نظام مقررات» يقول: أرغب في دراسة علم الأحياء، وتخصصي في نظام المقررات جعلني أحدد وجهتي المقبلة، حيث استشرت الأهل ونصحوني جميعهم بدراسة هذا التخصص لأنني أحبه ولأن مستقبله ممتاز.
عوائق بالجملة
الشاب محمد سعد السلمان «خريج ثانوي العام الماضي قسم علمي» يتداخل مع السالم ويقول: هناك عوائق تحد من طموح خريج الثانوية العامة، وأبرزها النسبة المتدنية ودرجة اختبار القياس وبعدها النسب المقررة لدخول الجامعات وكل هذه العوائق جعلتني حبيس البيت فلم أقبل في أي جامعة أو معهد فنسبتي متدنية واختبار القدرات متوسط والنتيجة بقائي في المنزل حتى اليوم.
وبين السلمان بأنه يرغب في دراسة تخصص الإدارة، مؤكدا أن أسرته لم تتدخل أبدا في تحديد وجهته أو رسم ملامح مستقبله، على الرغم من بقائه في المنزل طيلة هذه الفترة.
المواطن أولى
ويتفق الشاب عبدالرحمن عبدالله العواد «خريج نظام مقررات» مع عبدالرحمن الهاشمي في رغبته في دراسة تخصص الهندسة، ويقول: أفكر في دخول الجامعة والالتحاق بقسم الهندسة، وذلك لحاجة بلادنا لخريجين من هذا التخصص، لاسيما وأن بلادنا تخطو خطوات واسعة في هذا المجال وتم إنشاء المصانع وازدهرت الصناعات المختلفة، وهذه المعطيات تحتاج من يقوم عليها، فلا بد من الاستغناء بمنتجاتنا المحلية من الكوادر البشرية المؤهلة عن الكوادر المستوردة من خارج البلاد.
ويضيف العواد: الأجهزة الحديثة والتقنية المتطورة التي يسير عليها العالم هي من صنع الشباب في الدول التي اهتمت بشبابها ووفرت لهم ما يحتاجونه من تدريب وتأهيل، ونحن جزء من هذا العالم ولا نختلف عنه وبلادنا ولادة بالكفاءات المؤهلة والقادرة على خوض سباق التقدم والتقنية والبناء، ويؤكد العواد أن أسرته هي من شجعه على الالتحاق بتخصص مناسب في الهندسة لضمان الالتحاق بوظيفة مرموقة في المستقبل.
رغبة التحليق
أما الشاب محمد صالح المريحل «طالب نظام مقررات» فلديه رغبة تختلف عن الجميع، حيث يرغب في دراسة علوم الطيران المدني، ويقول: أرغب في دراسة علوم الطيران المدني؛ وذلك لاحتياج بلادنا للطيارين، حيث شجعني الأهل على دراسة الطيران وبينوا لي سلبياته وإيجابياته ولكنني مقتنع به على الرغم من سلبياته التي أرى أنها إيجابيات. وأشار إلى أنه يسعى للحصول على نسبة عالية تمكنه من تحقيق حلمه.
أخبار محبطة
وهنا، يستوقفه الدكتور محمد الحربي ليسأله: ولكنك يا محمد لو اطلعت على أخبار الصحف في الأشهر السابقة لعرفت أن عشرات الطيارين السعوديين واجهوا مشكلة مع الناقل الوطني الذي استغنى عنهم لاستبدالهم بطيارين أجانب، سماع مثل هذه الأخبار ألا يؤثر سلبا على اتخاذك لقرارك وتحديد وجهتك المستقبلية؛ فالواقع أحيانا يصطدم مع الأحلام وليس بالضرورة أن يتفقان.
فيجيب المريحل: لم أسمع أو أقرأ هذا الخبر، لقد فاجأتني ولكنه لن يثنيني عن المضي قدما نحو تحقيق حلمي ودراسة تخصص الطيران، وليس بالضرورة أن أعمل في شركة بعينها، فالشركات الأجنبية والعالمية كثيرة وبالإمكان الالتحاق بها وتحقيق حلمي في إحداها، وإن كنت أتمنى العمل في أسطول الناقل الوطني لأخدم بلدي.
التزامات الأسر
فيما يشير شقيقه الشاب حسن صالح المريحل «خريج دبلوم تقني» إلى أن الأسرة لها أكبر الأثر في تحديد وجه ابنها، ولكن في ظل كثرة التزامات الأسر وانشغالها بأمور الحياة، جعل الكثير من الشباب يقررون مستقبلهم بأنفسهم دون أن تتدخل أسرهم في اختيار التخصص الذي سيلتحقون به الشباب بعد تخرجهم من الثانوية العامة، مضيفا أن تجربته السابقة بعد أن تخرج من المرحلة الثانوية والتحق بالكلية التقنية لم يكن لم يكن للأسرة دور في تحديد وجهته، إلا أنه قرر الالتحاق بالكلية التقنية بعد استشارة أصدقائه.
خطة مستقبلية
ومن جهته يقول الشاب فهد محمد العصيمي «ثانوية عامة قسم أدبي»: بالنسبة لي فأنا كتبت خطة لحياتي المستقبلية، ركزت فيها على تطوير قدراتي وتنمية ذاتي من خلال الالتحاق بدورات تدريبية متخصصة في هذا الجانب، فالتخطيط السليم سيضمن بإذن الله نتائج سليمة، ويضيف: مشكلة أغلب الشباب أنهم لا يهتمون بوضع خطة لتحديد مستقبلهم، مؤكدا على أن التخطيط الجيد يجب أن يحتوي على تحديد الرغبات والفرص والقدرات وعلى ضوئها يتم تحديد الهدف الأنسب لحياة المستقبل.
وعن دور أسرته في تحديد مساره الوظيفي ومستقبله، يقول العصيمي: إن الأسرة يجب أن لا تقف عائقا أمام رغبة ابنها في دراسة التخصص المناسب له وأن لا تفرض رغبتها عليه، ولكن تسانده بالتوجيه والمتابعة التي من شأنها أن تتحقق المصلحة للطرفين.
تخصص مطلوب
ويلتقط الشاب عبد الهادي علي حرابة «خريج ثانوية عامة» طرف الحديث، ويقول: طموحي هو الحصول على بعثة دراسية خارج المملكة لدراسة الحاسب الآلي وعلومه، وأسرتي كان لها دور في اختيار هذا التخصص، فلدي أقرباء درسوا هذا التخصص وتخرجوا والتحقوا بوظائف مرموقة في القطاع الحكومي أو الخاص، مما كان له أكبر الأثر في قناعتي وقناعة أسرتي في تشجيعي على تحديد رؤيتي لمستقبلي العلمي والمهني.
تغير قناعة
أما الشاب عبدالله عبد الجليل الفضل «طالب نظام مقررات» فتختلف رؤيته عن جميع المشاركين في «برلمان الشباب»، حيث يقول: «أنا مريح دماغي» لم أخطط للمستقبل الوظيفي على الرغم من أنني في المرحلة الثانوية ولم أضع خطة لكي أسير عليها وتارك كل شيء لوقته، ويتدارك قائلا: لكنني بعد سماعي لآراء زملائي فسوف أبدأ من اليوم بمحاولة وضع خطة أسير عليها للوصول لوظيفة مستقبلية مناسبة.
اختبار القدرات
وعن محور اختبار القدرات يتداخل الزميل سعيد الباحص ويسأل: ماذا عن اختبار القدرات كيف تقيمون التجربة وما مدى تأثيره في تحديد مستقبلكم الوظيفي؟
أجمع المشاركون في «برلمان الشباب» على أن هذا الاختبار فيه إجحاف لهم، ويضيع عليهم مسيرة 12 عاما من الجد والاجتهاد في ظرف ساعة واحدة؛ حيث تحدد هذه الساعة مستقبلهم العلمي والوظيفي وترمي بجهد سنوات الدراسة عرض الحائط.
مفاجأة صاعقة
ويقول الشاب محمد سعد السلمان: دخلنا هذا الاختبار ولم نكن قد سمعنا عنه إلا من زملائنا القدامى، وكانت المسألة في نظرنا أنها مجرد حضور وحسب، ولكن المفاجأة صعقتنا وأصبحت المسألة أكبر بكثير مما كنا نظن؛ فهي تحديد مصير بكل ما في الكلمة من معنى، والمستقبل بات مرهونا بهذا الاختبار.
ويضيف السلمان: فور دخول اختبار القدرات تشعر برهبة هذا الاختبار الذي لا تعلم من أين تأتي أسئلته، علاوة على أنه مكلف ماليا على الطلاب، فرسوم 100 ريال لكل مرة، ومذكراته ب 100 ريال، والدورة التدريبية الخاصة به لا تقل رسوم الاشتراك فيها عن 600 ريال، وفي كل مرة تعيد الاختبار تدفع رسما 100 ريال ويسمحون لك بالإعادة لأربع مرات، وللأسف الشديد ففي النهاية تكون النتائج مخيبة لدى أغلب الطلاب، وبالتالي يكون مصيرهم الجلوس في المنازل وينتظرهم المستقبل الغامض ليصطفوا في الطوابير الطويلة على أرصفة البطالة.
تجربة مريرة
وللشاب عبدالرحمن الهاشمي تجربة مريرة مع اختبار القدرات؛ حيث يقول: اختبرت القدرات خمس مرات، وكل النتائج للأسف الشديد مخيبة لكل آمالي، وفي المرة الأخيرة التحقت بدورة تدريبية مكلفة بالنسبة لي وحصلت على علامة متوسطة وهي 82 درجة، مضيفاًً أن اختبار القدرات حطم آمالي بهذه النتيجة؛ فالمجتهد في دراسته في المراحل الدراسية قد يفشل في هذا الاختبار ويأتي من كان فاشلا في دراسته ويحالفه الحظ فيحصل على علامات مرتفعة تضمن قبوله في أي جامعة، والمسألة تعتمد على الحظ بصورة كبيرة وأتمنى أن يعيد المسؤولون عن سياسة التعليم في المملكة النظر في طبيعة هذا الاختبار بما يحقق مصلحة الطلاب في المقام الأول.
نتائج عكسية
ويتفق مع الهاشمي الشاب صالح المدرعة في مرارة تجربته، ويقول: مع مذاكرتي الجيدة واستعدادي لهذا الاختبار إلا أنني لم أحصل إلا علامة متواضعة وهي 70 درجة، وفي ظل استمرار هذا النظام بهذا الشكل غير المدروس بالنسبة للشباب فسوف تكون نتائجه عكسية عليهم وعلى الوطن بكامله.
جهود ضائعة
أما الشاب محمد المريحل فيقول: اختبار القدرات جيد لمعرفة قدرة أي شاب ليثبت من خلاله مدى استفادة الشاب مما تلقاه من علوم ومعارف طوال حياته الدراسية، لكن من المفروض أن لا يضيع جهدنا في السنوات الماضية ويقف حاجزا أمام رغباتنا في التخصصات التي نريدها، لذلك أرى أن يكون الاختبار لتعريف الطالب بقدراته وحثه على تحسينها، وأن لا يكون له تأثير بحرمانه من دخول الجامعة والقضاء على مستقبله أو حرمانه من دراسة التخصص الذي يتفق مع ميوله ورغباته.
تحديد المسار
ويتفق معه جزئيا في هذه الرؤية الشاب حسن المريحل، ويقول: يجب أن يستمر اختبار القدرات لتحديد الوجهة المناسبة لكل خريج فليس من المعقول أن يكون الجميع أطباء أو مهندسين، فالقدرات هي من تحدد المسار الوظيفي للطالب وليس رغبته المجردة فقط.
رؤية معارضة
ويعارضهما الشاب فهد العصيمي: ليس من المنطق أن يكون هذا الاختبار هو من يحدد مسارنا الوظيفي في المستقبل؛ فربما يتعثر الطالب في اختبار القدرات ويذهب تعبه طوال السنوات الماضية، فيفترض من الوزارة أن تعقد لنا دورات تدريبية في مدارسنا قبل الدخول لهذا الاختبار، وأن تحمينا من استغلال مراكز التدريب الخاصة التي تروج لنفسها وتستغل حاجات الطلاب في الحصول على علامات مرتفعة في اختبار القدرات ونتائجهم للأسف تبقى متدنية مع كل ذلك.
درب الحية
الشاب عبد الهادي حرابة، يقول: أنا ضد هذا النظام وأتمنى أن نجد الفرصة في مدارسنا بحيث تعدنا إعدادا جيدا للدخول لهذا الاختبار فالبعض من الطلاب يدخل هذا الاختبار بالصدفة (درب الحية) على حد وصفه ويحصل على نتيجة مرتفعة تختصر عليه سنوات الدراسة.
يقاطعه الزميل الدكتور محمد الحربي: ماذا تقصد ب «درب الحية»؟
ويجيب حرابة: «درب الحية» مصطلح شائع عن طريقة الإجابة على اختبار القدرات التي تعتمد كثيرا على الحظ وحده، حيث إن الإجابة على الاختبار تكون عن طريق الاختيار بين أربع إجابات، فيعمد أكثر الطلاب إلى الإجابة بطريقة متعرجة تشبه طريقة زحف الحية «الثعبان»، وتأتي الإجابات الصحيحة بالصدفة وقد يحالف الحظ البعض وقد يخذل البعض الآخر فيضيع جهد 12 عاما بذلها الطالب في دراسة المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية ويذهب كل هذا الجهد وهذا العمر أدراج الرياح.
مسألة فيها نظر
ويتداخل الزميل خالد البلاهدي: ولكن الطبيعي أن الطالب المتميز في تحصيله العلمي طيلة سنوات دراسته لا بد أن يتميز في اختبار القدرات الذي يتناول الكثير مما حصله الطالب في سنوات دراسته، والحظ مسألة فيها نظر، ألا تتفقون معي؟
الواقع يختلف
الشاب محمد السالم يجيب بقوله: الواقع يختلف عما تتحدث عنه؛ أحصل على ممتاز في المرحلة الثانوية وفي اختبار القدرات أجد نتيجتي متدنية، هذا يشعر الطالب بالإحباط، وعلى ضوء هذه النسبة يتحدد المستقبل للأسف فهل أصبحت نتيجة الثانوية العامة لا تساوي شيئا؟.
أزمة ثقة
وهنا، يتداخل الدكتور الحربي: هل تشير إلى أن الوزارة لا تثق في مخرجاتها المعتمدة على اختبار الثانوية العامة من خلال اعتمادها لاختبار القدرات؟
ويرد السالم: هذا صحيح، لو أن الوزارة تثق في ما علمته لطلابها طيلة 12 عاما وفي الاختبارات التي تقدمها لهم وفي الكوادر التعليمية التي عينتها لما احتاجت إلى اختبار يحدد قدراتهم.
نظام عالمي
ومن جهته يتداخل مع السالم الزميل شادي باداوود: ولكن اختبار القدرات نظام عالمي ومعمول به في معظم دول العالم؟
فيرد السالم: لا أعلم عن ذلك، ولكن إن صح فلا أعتقد أنه يتم كالطريقة التي يتم بها في بلادنا، نحن نطالب الوزارة بتدريبنا عليه ضمن المنهج الدراسي حتى نتمكن من اجتيازه بأمان.
قبول الجامعات
وعن محور القبول في الجامعات يتساءل الزميل محمد العبدالله: هل إجراءات قبول الطلاب في الجامعات المحلية ميسرة وسهلة ونظامها مرن وواضح؟
وقد أجمع المشاركون في «برلمان الشباب» على أن الجامعات لم تقم بالدور المطلوب منها في استقطاب الشباب لها قبل مرحلة القبول، كما أن آلية قبولها لم تكن واضحة بالنسبة لهم، مطالبين مديري الجامعات ومسؤولي القبول فيها بتكليف مندوبين عن كل جامعة للالتقاء بطلاب المدارس قبل تخرجهم بوقت كاف لعرض الفرص المتاحة للطلاب في كل جامعة.
مندوبون للمدارس
يقول الشاب عبدالرحمن الهاشمي: أتمنى قدوم مندوب من كل جامعة للمدرسة وعرض الفرص أمام الطلاب لجذب الطلاب للجامعة وعرض التخصصات المطلوبة وحاجة سوق العمل.
مقرات خاصة
الشاب صالح المدرعة لديه مقترح آخر يقول: نطالب بتهيئة مقرات خاصة في الجامعات لاستقبال طلاب الثانويات ويكون هناك تنسيق بين الجامعات والمدارس لعقد محاضرات تثقيفية للطلاب لتحديد وجهتهم بعد التخرج.
زيارات معطلة
يتداخل الزميل أنور المادح قائلا: قديما كان مندوبون من الجامعات والكليات العسكرية يجوبون المدارس في كل أنحاء المملكة لاستقطاب الطلاب وتسجيلهم حتى قبل أن يتخرجوا من الثانوية العامة.
يوم المهنة
ويتساءل الزميل محمد العسيري: لماذا أوقفت الجامعات هذه الخطوة الفاعلة، واقتصر الأمر الآن على بعض الشركات التي تسعى لاستقطاب الطلاب المتميزين
من خلال يوم المهنة الذي تعقده بعض الجامعات السعودية مرة واحدة في العام؟
تسهيل القبول
ويشير زميله الشاب محمد المريحل وشقيقه حسن إلى أهمية تسهيل القبول في الجامعات وفتح تخصصات جديدة أمام الشباب الراغبين في مواصلة دراستهم والتي يحتاجها سوق العمل.
شفافية الجامعات
وطالب في نهاية حوار «برلمان الشباب» الشبان فهد العصيمي، عبد الهادي حرابة ومحمد السالم كافة الجامعات السعودية بالشفافية في القبول في الجامعة بإعلان النسب المطلوبة لكل تخصص، وإعلان المقبولين في هذه التخصصات بالنسب التي تم قبولهم عليها؛ لكي تغلق الباب على من يتهمهم بالمجاملة والمحاباة والمحسوبية في قبول الطلاب؛ ولتؤكد للجميع بأنها تحقق مبدأ تكافؤ الفرص لكل أبناء وبنات الوطن.
فريق العمل
شادي عبد العزيز باداوود
سعيد محمد الباحص
محمد العبد الله
محمد حسين العسيري
أنور عبد الله المادح
عبد الرزاق عبد الله العوض
المشاركون في برلمان الشباب:
عبد الرحمن ابراهيم الهاشمي
صالح أحمد المدرعة
محمد سعد السلمان
عبد الرحمن عبد الله العواد
محمد صالح المريحل
حسن صالح المريحل
فهد محمد العصيمي
محمد عبد الله السالم
عبد الهادي علي حرابة
عبد الله عبد الجليل الفضل
مصطفى العوض
هيثم العوض


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.