لم تعد الاختبارات مصدر رهبة لطلاب الشهادة الثانوية، كما كانت لمن سبقهم خلال الأعوام الماضية، وذلك لشعورهم بعدم جدوى الجد والاجتهاد خلال العام الدراسي بعد اعتماد نظام يقضي بتخصيص 20 في المئة فقط من درجة الطالب لاختبارات العام الدراسي، في مقابل 80 في المئة لاختبار القياس، الذي يلعب الدور البارز في تحديد مسار الطالب. ويعد اختبار القياس «واجباً» على كل خريجي الثانوية في المملكة، إذ لا يقبل أي طالب في أي جامعة سعودية من دونه. كما أن وزارة التعليم العالي تشترط تقديم الاختبار، لمن يريد الالتحاق بالدراسة في الخارج، ضمن برنامج «خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي». وتعالت أصوات طلاب وطالبات المرحلة الثانوية وأولياء أمورهم، مطالبين بإعادة النظر في النسبة، التي يتم القبول بها في الجامعات للخريجين، وزيادتها للشهادة الثانوية. وقال عبدالعزيز الكري (ولي أمر طالب): «قل اهتمام ابني بمذاكرته اليومية ومراجعة دروسه، ولم يعد كما كان في المرحلة المتوسطة، بعد أن علم أن نسبة الشهادة الثانوية منخفضة جداً، وكثيراً ما أحاول شحذ همته لمذاكرة الدروس، حتى لا يؤثر ذلك في عطائه في المستقبل إذا التحق بإحدى الجامعات». أما الطالب عبدالله الحماد فيشعر ب«الظلم»، لأن نسبته تجاوزت 90 في المئة. ولم تتجاوز نسبته في اختبارات القدرات 70 في المئة، مشيراً إلى أن دراسته خلال 12 عاماً «ضاعت في اختبار واحد فقط». وأشار أحمد البارقي (وكيل مدرسة)، إلى أن تخصيص 20 في المئة للشهادة الثانوية «قليل، ومجحف بحق الطلاب»، مؤكداً أن رفع النسبة إلى 50 في المئة «سيعيد الهيبة والأهمية للشهادة الثانوية، ويحفز الطلاب على الجد والاجتهاد». واعتبر مسعود فايز (مشرف تربوي)، اختبار القياس «ضرورياً، كونه قياساً لقدرات الطالب الذهنية والتحصيلية، ومدى فهمه للمنهج». وأضاف: «كان سبب إنشاء مركز القياس والتقويم في التعليم العالي، هو ما كان يحصل من تفاقم عدد الطلاب الراسبين في الجامعات، وهذا الاختبار يحدد قدرات كل طالب قبل التحاقه بالجامعة». وذكر الاختصاصي في فلسفة التربية الدكتور أكرم الحريري أن اختبارات القياس عملية تعويضية، لخلل تعانيه العملية التعليمية، مشيراً إلى أن الجامعات لجأت لاختبارات القياس، بعد أن لمست من خريجي الثانوية العامة قصوراً كبيراً في مهارات التفكير العليا، وكذلك في اتخاذ القرار والنقد وتنظيم المعرفة، مبيناً أنه «سينتج من ذلك القصور لدى الطلاب في الجامعة ومستوى ضعيف ومحدود، ثم تخريج طلاب غير منتجين». وأضاف الحريري أن المدارس ومراكز التدريب بدأت في تدريب الطلاب على اختبارات القدرات، فبدأ الطلاب في حفظ آليات الاختبار، وانحدرت فاعلية اختبار القياس، لأن الطالب حفظ القضية حفظاً، ولم يجمع المعارف من مصادرها المتعددة، وفقد مهارات التعلم، فاتخذت الجامعات حلاً آخر، وهو رفع نسبة اختبارات القياس للقبول فيها. واعتبر أن الحل يكمن في أن يتعلم الطالب ويجمع المعرفة، كما جمعها المؤلف، ويستخدم كل المهارات، وتلغى اختبارات القدرات، وتأتي ضمناً مع اختبارات المدرسة في شكل غير مباشر.