نطالع في الكثير من الصحف والمجلات حوارات لبعض الفنانين الشباب، الذين يتهمون شركات الإنتاج والإعلام المقروء والمرئي والصوتي بتجاهل مواهبهم وعدم الاهتمام بها، وأنهم مغيبون عن الساحة وعن الأضواء بسبب هذا التجاهل، وأنا أقول لهم ولكي تكونوا منصفين فلا شركات الإنتاج ولا الإعلام هما السبب في عدم انتشار أعمالكم وعدم معرفة الجمهور بها، ولكن ومن وجهة نظري الشخصية، هو أن مواهبكم تحتاج إلى بعض الوقت لكي تصقل، أو أن الخامات الصوتية لبعضكم ليست مقنعة لشركات الإنتاج كي تغامر بإنفاق مئات الألوف على تنفيذ ألبوم غنائي ومن ثم يفشل هذا الألبوم وتقع الخسارة على شركة الإنتاج، وأنا أستغرب كثيرا من حرص بعض الفنانين الشباب واستعجالهم للشهرة، رغم أنهم لم يقدموا سوى ألبوم أو ألبومين، وبمجهودات فردية وتنفيذ موسيقي سيئ، ويجب أن يعلم مثل هؤلاء الفنانين، بأن الشهرة هي ثمرة النجاح، ولن تسلط الأضواء على تجارب ليست مكتملة أو غير مقنعة، وفي اعتقادي أنه ليس لديهم عذر في وقتنا الحاضر في استخدام الإعلام وعدم تجاوبه معهم كشماعة يعلقون عليها فشل مواهبهم، خاصة وأن مواقع مثل «الفيس بوك» و«اليوتيوب» هي وسيلة مفيدة جدا في أن تحقق لهم التواصل وتقوم بإيصال أعمالهم مباشرة إلى جمهورهم، ومن ثم إلى شركات الإنتاج والتي لن تتردد في تبني إنتاجهم متى وجدت الموهبة الحقيقية لديهم، وأتمنى من الفنانين الشباب أن لا ينزعجوا من مقالي، خاصة وأن بعضهم قد طلب مني غناء قصيدة من قصائدي، وأنا لا أمانع في التعاون معهم ولكن من خلال شركات إنتاج تتبنى مواهبهم وتقدم أعمالهم، وفي الختام يحضرني موقف لأحد هؤلاء الفنانين الشباب، والذي تنازلت له عن إحدى قصائدي وطرحها بألبوم غنائي وبمجهود فردي، وأتذكر أنه قال لي بعد طرح الألبوم إن الكثير من أصدقائه المقربين عندما استمعوا لألبومه علقوا وقالوا له إن فنان العرب محمد عبده عندما يستمع لخامتك الصوتية سوف يشعر بالقلق من قدوم موهبة سوف تنافسه وتحصل على الكثير من جمهوره، وأنا أقول لهذا الفنان ومن هو على شاكلته، ليتك تهتم بفنك أولا وأن لا تعيش في عالم الخيال، فالفنان محمد عبده ومن خلال رحلة عطاء وإبداع استمرت ما يقارب الخمسين عاما، جعلته يستحق وعن جدارة لقب «فنان العرب»، و «فنان الوطن»، وليتكم تعلمون بأن صعود سلم النجاح يكون إلى الأعلى وليس إلى الأسفل، وتأكدوا بأن الإعلام سوف يتبنى هواياتكم إذا كانت تستحق الاهتمام.