بعض الناس إذا شارك في الحديث عن المبادئ والمثل والأخلاق الفاضلة، فإنك تجده مسارعا في المشاركة، مستحضرا ما يحفظه من آيات وأحاديث وحكم وأقوال عن القناعة وعفة وطهارة اليد وأن على الإنسان محاسبة نفسه قبل أن يحاسب، إلى غير ذلك من الكلام الطيب الذي لا يختلف عليه الأسوياء ويسعى إلى الأخذ به كل ذي ضمير حي، ولكن إذا حضرت الفلوس رأيت بعض الذين كانوا ينهون غيرهم عن التكالب على الدنيا ينقض على ما أمامه من فلوس مثل «الداحوس»!، وقبل الاستطراد في المقال لابد أن أفسر للأجيال الجديدة معنى كلمة «داحوس»، بأنه مرض جلدي كان جيلنا يصاب به في أطراف القدمين وكنا نعالجه بمرهم بني اللون اسمه «الكرميزون»، وكان الأطباء والأهالي يسمون ذلك المرض الجلدي باسم «الداحوس» وتقول زليخة بحارتها «مليخة».. مسكين عبدالقدوس جالو داحوس!، ولذلك فإن تسمية من يأمر الناس بالبر وعدم التكاليف على المادة ثم ينسى نفسه ويكون في مقدمة المتكالبين عليها الآكلين للأموال حرامها وحلالها، فإن تسمية هذه الفئة تشبيههم بالداحوس هي تسمية في محلها لأن هذا المرض يأكل ألاطراف إن لم يتم تداركه وعلاجه من البداية، أما الداحوس من الناس فإنه ينقض على الفلوس فيأكلها بسرعة مائة وثمانين كيلو في الدقيقة، فإذا التهم ما أمامه وظن أن لم يره أحد بدأ الحديث مرة أخرى عن أهمية القناعة وعفة النفس والبعد عن الدنيا وابتغاء الآخرة إلى غير ذلك من المعاني الجميلة المطلوب تذكير الناس بها ولكن التذكير المقبول لا يكون من «قيطون» وشركاه؛ لأن الواحد من هذه الفئة مثله كمثل المريض الذي يريد مداواة الناس وهو عليل: تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى كيما يخف به وأنت عليل! ولكما رأيت أحدا من الناس يسرد على الآخرين مواعظه عن القناعة وأنها كنز لا يفنى ويأمر الناس بالاحتساب، ثم يأكلها وهي والعة، كلما تأكد لديك أن ذلك الإنسان هو كذاب أشر، فتعامل معه على هذا الأساس وإياك أن تقترب مما بين يديه من فلوس فإنك لا تعلم بعد خطورة لدغة الداحوس!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة