من البشر من لا هم له سوى تسليط الضوء على المثالب وملاحقة الناس ووصفهم بصفات ذميمة ليست صحيحة إذا تحدث فلا يرى إلا بعيون يكسوها السواد ..لايرى في الحياة وفي الناس شيئاً جميلاً. إذا انتقد مسؤولاً ذبحه من الوريد إلى الوريد ووصمه بالرشوة والاختلاس ..وإذا انتقد صديقاً قال فيه ما لا يصدقه عقل..ولا يقبله منطق.. الأشياء الجميلة ليس لها مكان في عالمه .. وجمال الحياة كلمة ملغاة من قاموس مفرداته .. منذ يطأ بقدميه أي مجلس بدأ بسرد قصصه والصق في الناس ما ليس فيهم..المفردات التي يستخدمها كلمات كئيبة ..لا تثير البهجة في النفس وثقيلة على الأذن..لا يؤمن اطلاقاً أن الضوء سيشرق يوماً من الأيام في آخر النفق، لا يعترف بالأمل .. فهو متشائم معظم الوقت ان لم يكن كل الوقت ..لا يصدق الضوء حتى إن شاهده بأم عينيه فهو لايرى إلا الظلام ولا شيء غير الظلام حتى الابتسامة ملغاة من بين ثناياه وحتى لو تكلف الابتسامة فهو يخفي خلفها حقداً دفيناً ..لا يعترف بحكمة. (إن الابتسامة اقل كلفة من الكهرباء ولكنها أكثر اشراقاً) ومثل هؤلاء وللأسف الشديد يفتقدون طلاقة الوجه ، وبذل المعروف ، وكف الأذى ، وطيب الكلام ، وقلة الغضب ، واحتمال الأذى..ليس لهم قبول لدى الاخرين والناس تمل من أحاديثهم المتشائمة ونظرتهم السوداوية وافتقادهم للأمل، لديهم كبر لا يطاق فالتكبر شعار حياتهم وذلك للنقص الذي يجدونه في أنفسهم واحيانا يتقمصون شخصية غير شخصياتهم ولكنهم ينكشفون بسرعة وينطبق عليهم قول الشاعر: وغير تقي يأمر الناس بالتقى طبيب يداوي والطبيب عليل إن مثل هؤلاء وللأسف الشديد لا تصنفهم إلا في عداد المرضى بمرض مزمن لا يرجى برؤه ..وبالرغم من كل ذلك يتمنى الجميع لهم الشفاء العاجل. آخر السطور: سئل لقمان يوماً ممن تعلمت الحكمة؟ فقال من الجهلاء ، فكلما رأيت عيباً فيهم تجنبته.