عادت الحياة أمس إلى قرى محافظة الحرث وقرى الشريط الحدودي والواقعة ضمن القرى المسموح لسكانها بالعودة إليها منتصف شهر شعبان المقبل، بعد عامين من الفراق والرحيل عن منازلهم بسبب الأحداث التي شهدها الشريط الحدودي، وكان قد جرى إجلاؤهم منها للحفاظ على سلامتهم. وبدأ السكان أمس في العودة إلى منازلهم وكانت السعادة سيدة الموقف، حيث اختلطت دموع الفرح بدموع الفراق الذي مضى عليه أكثر من عامين، بعد أن غادروها وتركوا العديد من المستلزمات في تلك القرى، وتوزعوا بين مدن ومحافظات المملكة والقرى التابعة لمنطقة جازان. وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، قد وجه بتهيئة المنازل والبنية التحتية للقرى المصرح لسكانها بالعودة إليها في الخوبة والحرث، لتستقبل أبناءها قبل الخامس عشر من شهر شعبان المقبل بعد أن رفعت اللجان المشكلة تقاريرها بالانتهاء من حصر الأضرار في منازل ومزارع القرى. ورصدت «عكاظ» أمس العديد من المواطنين الذين وصلوا لتهيئة منازلهم ونقل الأثاث لها وتعبيد بعض الوصلات الترابية المؤدية لها وعمل الإنارة للمنازل، وكانت الابتسامات وتبادل التهاني هي العلامة البارزة بين النازحين أثناء العودة، وشاهدنا العديد من الأطفال يتعلقون بذكرياتهم القديمة التي تركوها بالقرب من منازلهم والبعض الآخر يبحثون عنها، بينما حرص كبار السن على إلقاء نظرة طويلة امتزجت بدموع الفرحة على مزارعهم، فيما بدأ بعض كبار السن والأطفال في تهيئة حظائر الأغنام للعودة الوشيكة. وعبر أهالي قرى الشريط الحدودي عن شكرهم وتقديرهم لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر على وقفاته وجهوده حتى عادوا إلى منازلهم، كما شكروا محافظة الحرث والدفاع المدني والمالية وكافة الجهات التي ساهمت في عودتهم إلى قراهم ولم الشمل بعد عامين من الفراق.