عاد النبض إلى بعض القرى الحدودية وفي هذه الأثناء اضطر عدد من السكان في قرى الخوبة والحرث العائدين إلى قرارهم إلى حرق النفايات وسط منازلهم وبجوار الشوارع بعد أن عجزوا في إزالتها بسبب غياب البلدية التي وعدت بتهيئة المنطقة إلا أن هذه الوعود لم تكتمل وبقي السكان ينتظرون البلديات. وقال كل من محمد هزازي، يحيى علي، عمر حسن وعبدالله هزازي إن هناك العديد من السكان قاموا بنقل النفايات والمخلفات التي عجزوا عن إزالتها، مطالبين الجهات ذات الاختصاص بإزالة تلك المخلفات التي غطت الأماكن والشوارع المؤدية للمنازل، بينما وقفت صالحة هزازي 75 عاما على أطلال منزلها الكائن في قرية الخوبة والتي أحال دون رجوعها السياج الأمني. كانت صالحة تنظر لمنزلها وباقي حظائر «الهوش» التي غادرتها قبل عامين وكانت تحلم بالعودة ولكنها أصبحت غير قادرة بعد صدور التعليمات بعدم العودة للكثير من القرى في الخشل والخوبة بعد أن أصبحت خارج السياج الأمني. صالحة هزازي قالت بصوت يشوبه الحلم «اللهم أعدني إلى منزلي» قالتها قبل أن تذرف عيونها بدموع الفراق لمنزلها الذي لا يبعد عنها 300 متر لكنها لا تستطيع الدخول إليه لتبقى الآمال معلقة لصالحة هزازي ومئات الأسر التي ترى أنه لا خطر على حياتهم من العودة إلى منازلهم التي تبعد مسافات كبيرة عن الحرم الحدودي. وكان الشاب عادل عبدالعزيز الشراحيلي وعروسه أول عريسين يدخلان بسيارتهما بعد تزيينها إلى الخوبة وهما يحملان الورود في أياديهما وسيارتهما محتفلين بالعودة ولكنها بطريقة خاصة مختلفة عن الآخرين، عادل الذي التقته «عكاظ» في الخوبة أكد اتفاقه وعروسه بأن تكون فرحتهم مغايرة ومضاعفة فرحتهم الأولى بعودتهما إلى الخوبة بعد فراق عامين والثانية عرسهم الذي يحلمون به منذ سنوات، حيث لقيت فكرتهما قبول واستحسان كل من شاهد سيارتهما تعبر نقطة تفتيش أم الشيح إلى الخوبة مؤكدا أنه سيقضي الوقت الكثير في منزله في الخوبة ليعيد ذكرياته السابقة قبل النزوح. يشار إلى أن مئات من المواطنين تجمعوا في الحدائق التي تطل على منازلهم التي لن يعودوا لها، حيث تكدست النفايات في الشوارع في انتظار البلديات، عدد من السكان في القرى الحدودية تبادلوا التهاني معبرين عن فرحتهم. ومن ناحية أخرى، تجلس 500 طالبة في الخوبة والحرث على أحر من الجمر خوفا من انقطاعهن عن الدراسة بعد عودتهن، وذلك بسبب عدم توافر وسائل النقل والكليات في محافظة الخوبة والحرث، وإلى جامعة جازان وكلية البنات في صبيا. وقال عدد من أولياء أمور الطالبات إن أمامهم خيارين أحلاهما مر، إما البقاء في منازلهن دون دراسة وذلك لبعد المسافات أو الانتقال اليومي لمنطقة جازان وقطع ما يقارب 180كيلو ذهابا وعودة مع الطرق التي تهددهم بالخطر. وطالب أولياء الأمور إعادة النظر وافتتاح كلية في محافظة الخوبة أو المناطق القريبة لتنهي المعاناة التي يتعرض لها أولياء الأمور بشكل يومي. فيما أشارت مصادر «عكاظ» أن مجلس الجامعة رفع بطلب افتتاح كليات جامعية للطالبات في أحد المسارحة ومحافظة ضمد، حيث ستقدم هذه الكليات خدماتها بعد اعتمادها لأكثر من 300 ألف مواطن في تلك المحافظات.