تعج وسائل التواصل الاجتماعي؛ خاصة" منصة x ومنصة تيك توك" بصراعات بعض المغردين المصريين والسعوديين، تصل أحيانًا إلى الشتائم والإسفاف والعنصرية المقيتة والتفاخر المذموم، تتصدرها الاسطوانة المشروخة القديمة الموجهة نحو السعودية والسعوديين "احنا علمناكم.. احنا درسناكم.. احنا فهمناكم.. احنا بنينا لكم.. احنا عالجناكم.. احنا التاريخ.. و……"، يقابلها دفاع مضاد في اتجاهات مختلفة!. هذه الشتائم تجاه السعودية من كثير من العرب، ليست جديدة، وتمتد جذورها لعقود مضت من خمسينات القرن الماضي تقريبًا، يغذيها اليساريون والشعوبيون وجماعات الإسلام السياسي، ممثلة في الإخوان المسلمين، ولا يتسع المجال لسردها ومن بدأها والأسباب السياسية، التي أفرزتها قبل ظهور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ولا حتى يتسع المجال لشرح ضعف الوعي لدى بعض الإعلاميين العرب ذوي الميول اليسارية، أو المنتمين لجماعة الإخوان، الذين تجرأوا على المملكة وقيادتها وشعبها. هذا التاريخ المشحون أشبع طرحًا وتحليلًا وتمحيصًا ودراسة، وباتت الغالبية يعرفونها بالأسماء والتواريخ والدوافع، وهم لا يمثلون الشرفاء العقلاء أبدًا؛ بل يمثلون أنفسهم بعيدًا عن الحكومات وعامة الشعب. ولكن الأهم في الموضوع أن نستوعب أنه من الصعب أن يتوقف، بل يكاد أن يكون من المستحيل؛ لذلك من المهم التركيز على تكثيف الوعي من قبل العقلاء والمتزنين الموضوعيين من المثقفين والإعلاميين والأكاديميين، عبر أي منبر يمكنهم الظهور من خلاله، بالبعد عن الإساءة للأوطان وللقيادات والتعميم على الشعوب، وعلى ترسيخ مفاهيم أدب الحوار. وفي نموذج المغردين المصريين والسعوديين تحديدًا، لا بد من فهم أن مصر والسعودية بلدان كبيران ومؤثران في المنطقة، وتربطهما علاقات تاريخية ومصير مشترك، وتربط الشعبين علاقات أخوة ومصاهرة ونسب، ولكل منهما تاريخه العظيم، ومن حق المصري أن يفخر بالإرث الحضاري الفرعوني، الذي يفاخر به السعودي أيضًا كإرث تاريخي حضاري أثري؛ بصرف النظر عن أيدلوجية من بنوه وتاريخهم الإثني، وكذلك من حق السعودي أن يفخر بإرثه الحضاري والتاريخي، الذي يمتد لأكثر من 9 آلاف سنة منذ حضارة المقر في وادي الدواسر، مرورًا بالحضارة الثمودية، واكتشافات جزيرة تاروت، التي تعود لأكثر من 5 آلاف سنة قبل الميلاد، وغيرها مما لا يتسع المجال لحصرها، والتي يفخر المصريون الشرفاء بها. نحن لسنا في مجال تنافسي من الأقدم ومن الأفضل، ولسنا في مجال من بنى من.. ومن ساهم في البناء هل قبض الثمن، وهل لا يحق له بعدها بالمفاخرة والمعايرة، لو مررنا بالقرية التراثية في رجال ألمع لشاهدنا ناطحات سحاب حجرية عمرها يتجاوز 400 عام، ولا يمكن بعدها أن نترك مجالًا لمنطقية المعايرة. نحن والمصريون والفلسطينيون حاربنا عدوًا مشتركًا وسقينا أراضينا بدم طاهر مشترك في حروب 1948، و1967، و1973، وغيرها الكثير مع كل الإخوة العرب والمسلمين. دعونا من هذه الصراعات الوهمية، التي يغذيها عدو مشترك، ولنحب بعضنا كأشقاء، ولنفاخر ببعضنا وبتاريخنا معًا وليس منفردين. ملاحظة: اختيار منفوحة في العنوان؛ لكونه الحي الذي يستضيف العدد الأكبر من الأشقاء المصريين في الرياض، أما روكسي؛ فمجرد جناس لغوي يشير رمزيًا إلى الميدان الشهير في القاهرة.