جولة ميدانية ولقاءات " حصرية " خاصة بجازان نيوز جازان نيوز الخوبة حسن بن سلطان المازني الأحد 18جمادى الاولى 2مايو2010م في جزئيين تأخذكم صحيفة منطقة جازان الإخبارية " جازان نيوز" مجدداً ، إلى "الهمّ" ؟!! همنا بالأمس ، وهمُ أهلها على الدوام ، همٌ يجثمُ فوق صدور أبناء الحُرّث ، تلك الصدور التي حملت في جوفها ، ما استطاعت من ذارت تراب الخوبة الخصبة والجابري وغيرها ،وهي تُغادر شمالاً امتثالا لأمر ولي الأمر ، وهرباً من هم إلى آخر !! كلما أشتد بهم الحنين لتلك الديار ، لا يجدون سوى الغوص والانكفاء لداخل ذواتهم يشتمون ،روائح العطر الطيني المُبتل بماء المطر ، من تلك الذرات المكنوزة في كل خلية من خلاياهم ... ؛؛؛ ويعشعش السؤال المُتعب ، وحالة الترقب على عقولهم ، وتأخذهم الأماني بعيداً ،يتعشمون ويأملون في العودة على ديارهم ، إلى ترابهم الذي لا تُضاهيه لديهم ، كنوز الدنيا ولا عمارها .. إنها الأرض ، وإنه التراب وتالله ما ضاقت بلادٌ بأهلها .. ولكن أخلاقُ الرجالٍ تضيقُ !! "وما أظن أديم الأرض الا من هذه الأجساد" الحَبُ في سُنبله . "لسانُ الحال" ارض كأن ترابها من عنبر وفتيت مسك اذفر النفحات اشتم زعترها ونرجس برها فرح الفؤاد مطهر الراحات عاصرت كل ملمة حلت بها ولقيت كل مصيبة بثبات وحملت في قلبي الجريح جراحها بدم الوفاء مخضب الرايات لا تطلبو مني الرحيل فنشأتي كانت هنا.. وهنا يكون مماتي لقاء جازان نيوز مع مشائخ الحُرث [ الخوبة وقراها] وجولتها الميدانية ، نقدمه لكم في جزئين ، سائلين الله أن نكون قد وفقنا في تقديم ما نُثاب عليه من رب العزة والجلال ، ثم مايشفع لنا لدى أبناء الحُرث ، ويؤكد لهم أننا إلى جوارهم على الدوام ولم ولن نتركهم في محنتهم . الجزء الأول : عبر مشايخ شمل وأعيان قبائل الحُرّث بالخوبة عن شكرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على ما يوليه يحفظه الله من رعاية واهتمام بأبنائه النازحين الذين تعرضت قراهم للاعتداء الغاشم من قبل المتسللين المسلحين والتي تم تطهيرها على أيدي أبطال قواتنا المسلحة بعد أن خاضت مع المعتدين ملاحم بطولية جعلت هؤلاء المعتدين يولون الأدبار منهزمين شر هزيمة وأعربوا عن أملهم في أن تراعي اللجان التي ستقف على حجم المعاناة والخسائر التي لحقت بسكان القرى الحدودية ما لحق بالمواطن في تلك القرى من خسائر مادية كبيرة جراء عبث المعتدين بالمنازل ونهب ما بداخلها من مدخرات وأثاث . فقد قال شيخ شمل قبائل الهزاهيز الشيخ/ أحمد بن محمد طراد أن القيادة السعودية عودتنا على الوقوف إلى جانب المواطن والذب عنه وليس أدل من وقوفها البطل والشجاع ضد المعتدين ورعايتها وعنايتها بنا وبقبائلنا من جميع الأوجه وقال طراد أن سكان القرى الحدودية في حال عدم عودتهم لقراهم لظروف أمنية تراها الدولة سوف يؤدي إلى فقدانهم لمزارعهم التي تمثل مصدر عيشهم منذ مئات السنين وقد بدأوا يتساءلون عن الكيفية التي يتم تعويضهم عن تلك المزارع وهل سيكون التعويض نقداً أم بمساحات زراعية مماثلة وأين ستكون الأراضي البديلة خاصة وأن سكان تلك القرى قد تعودوا على بيئة معينة تحتوي مواشيهم ومناحلهم وثقتنا كبيرة في اللجان المختصة بأن تراعي في مهمتها الظروف المعيشية لسكان تلك القرى وبيئة المكان فالإنسان عندما يفقد بيئته يصبح من العسير عليه التعايش مع بيئة مختلفة وهنا لابد من وجود المعادلة بشكل يضمن عدم التشرخ الاجتماعي للقبيلة الواحدة. أما الشيخ/أحمد بن محمد المعشلي شيخ شمل قبائل الكعوب فقال أولا أرفع باسمي وباسم جميع قبائل الكعوب الشكر والعرفان المقرون بالولاء المطلق لقائد مسيرتنا المباركة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني على هذا النصر المؤزر ضد عصابة البغي والعدوان مؤكدين أننا بما نملك من مال وولد وأنفس فداء لتراب هذا الوطن وأضاف نحن على ثقة أن القيادة الرشيدة حريصة على المواطن ومكتسباته وأن سكان القرى الحدودية مثلما حضيوا برعاية واهتمام القيادة خلال الاعتداء الغاشم من هذه العصابة المتسللة سوف تحظى مزارعهم في حال تقرر عدم بقاءهم في تلك القرى الحدودية فقد عودتنا قيادتنا على إعطاء المواطن وليس الأخذ منه وأوكد لك ولقبائل الكعوب على الشريط الحدودي أنهم وكامل ممتلكاتهم في رعاية الله ثم في رعاية دولتنا العادلة فلو لم يكن لسكان هذه القرى قيمة لدى الدولة لما حشدت القيادة القوات المسلحة ولما بذل أبطالنا أرواحهم ودمائهم دون ترابها لأن الدولة تدرك أن أي اعتداء على جزء من تراب الوطن ما هو إلا اعتداء على الوطن بأكمله وأضاف المعشلي صحيح أن المزارع تشكل المصدر الوحيد لسكان الشريط الحدودي من جميع قبائل الحُرّث الأربع الهزازي والكعبي والمجرشي والشراحيلي وهي عصب معيشتهم ولكن إذا رأت الدولة أن وجودهم في هذا الشريط يشكل خطر أو عدم استقرار أمني لهم فأن الدولة لن تهمل أي حق للمواطن. أما الشيخ/أحمد بن علي أبو عقيلة شيخ شمل قبائل المجارشة فقال لاشك أن هناك تساؤلات من سكان القرى الحدودية التي دارت فيها المعارك بين قواتنا المسلحة وبين المعتدين حول مصير مزارعهم ومنازلهم التي سمعوا أنهم لن يعودوا لها وأنها ستكون ضمن الحزام الأمني الخالي من السكان وهذا قرار حكيم من الدولة في حال أنه ثبت ذلك ونحن كمشائخ قبائل لم نُبلغ بشئ من ذلك فنحن نعتمد على ما نتبلغ به من إمارة منطقة جازان ومن محافظ الحُرّث وحتى هذه اللحظة لم نتبلغ بأي قرار حيال عودة سكان الشريط الحدودي من عدمها وأضاف أبو عقيلة أن جميع الدور في القرى الجنوبية من الخوبة تضررت بلا شك نتيجة الاعتداء الغاشم من الحوثيين وليست المباني الوحيدة التي تضررت بل أن جميع سكانها قد غادروا منازلهم بأرواحهم تاركين مدخراتهم وأشياءهم داخل منازلهم وعبث بها المتسللون فقد تركوا المواطنين المجوهرات والحلي والأرزاق والأثاث والأجهزة الكهربائية وكل ما يملكونه في منازلهم وغادروها والآن منازلهم منها ما هو مُدمر تدميراً كاملاً ومنها الجزئي وإذا ما قُرر أن يعودوا إلى ديارهم فأن عملية الترميم والإصلاح تحتاج إلى الكثير من المال والجهد فمعظمهم فقراء ليس بمقدورهم وبعضهم دُمرت منازلهم بالكامل ولكني على يقين مطلق أن الدولة يحرسها الله قد وضعت كامل الاحتمالات في الحسبان ونحن ننتظر التوجيهات من ولاة الأمر. أما الشيخ/علي بن إسماعيل معشلي الكعبي فقال لاشك أن الإنسان خُلق من بيئته ولذلك نجد أن هناك ارتباط وثيق بين الإنسان والبيئة ومعروف أن المرء إذا ولد وعاش إلى ما فوق سن الأربعين في بيئة واحدة فيعز عليه مفارقتها فلا يجد لذة النوم وطعم الأكل وراحة البال بعيداً عن بيئته الأساسية التي ولد وعاش فيها هذا العمر حتى وأن أنتقل إلى بيئة أفضل لأن تفاعل النفس مع البيئة الجديدة ليس بالسهولة وهذا معروفاً في علم الاجتماع ونحن في قبائل الحُرّث لنا بيئة خاصة وجدنا أنفسنا فيها مثل ما كانت عليه الأجيال المتعاقبة منذ عشرات القرون فالمواطن في الخوبة لا يستطيع الانفصال على المزارع والمواشي والمراعي لأنها البيئة الحقيقة بالنسبة له وأي بيئة بديلة يعتبرها ناقصة حتى ولو كانت الأفضل ونحن لنا ما يربو على تسعون يوما نعاني أشد المعاناة النفسية من بُعدنا عن بيئتنا التي ولدنا وترعرعنا فيها والأكثر معاناة منا هم كبار السن الذين تنكوي قلوبهم من البُعد عن منازلهم ومزارعهم ومواشيهم ومراعيهم فعلى الرغم من ما وفرته الدولة أيدها الله من سكن وإعاشة ورعاية صحية وتعليمية واجتماعية منذ اللحظة التي نزحنا فيها من ديارنا إلا أن ذلك لم ينسي الجيل الستيني وما فوق من مراتع صباهم التي لهم فيها أجمل الذكريات في حياتهم وهم يرون أن بعدهم عن بيئتهم أشبه ما يكون بالانفصام القسري بين الإنسان والمكان لذلك نتطلع من اللجان التي ستقف على الوضع في الشريط الحدودي مراعاة الجوانب النفسية للسكان بحيث يكون هناك البديل المناسب لبيئتهم في حال عدم عودتهم لديارهم واستدرك الكعبي قائلاً إذا رأت جهات الإختصاص عدم عودة سكان القرى الحدودية فهذا بلا شك قرار سليم للمحافظة على أرواح المواطنين من شر المتسللين. الشيخ/عبد الله بن حافظ مدخلي الكعبي مدير الجمعية الخيرية بالحُرّث قال الحمد لله الذي أفاء علينا وعلى قيادتنا الغالية بالنصر وثبت جنودنا البواسل حتى حققوا هذا النصر ضد فئة مجرمة أعتدت على بلد الأمن والسلام ورائدة الخير في العالم الإسلامي وقال حافظ أن هناك لجان وزارية سوف تقوم بحصر الأضرار الناجمة عن هذا الأعتداء السافر وهي لجان ستكون مكلفة من ولاة الأمر وسوف ينظر ولاة أمرنا إلى كل ما يسعد المواطن ويحقق مطالبه فقد تعودنا من قيادتنا البر بشعبها . أما الشيخ/فاضل بن ياسين الحسني فقال تقدير عودة سكان قرى الغاوية والقرى الجنوبية من الخوبة وقائم الكعوب والجابري من عدمه متروك للجهات المختصة فالدولة تنظر للصالح العام وإذا ما تقرر عدم عودتهم لقراهم فأن الدولة لن تهمل شأن المزارع كونها تمثل أهمية كبيرة للمواطن وتشكل له الأمن الغذائي له ولمواشيه خاصة وأن معظم سكان قرى الحُرّث يعتمدون على المواشي والزراعة كمصدر لرزقهم وسوف تعوضهم الدولة عن مزارعهم مادياً وأنا أستبعد التعويض بأراضٍ زراعية بديلة لعدم توفر المساحات المماثلة ولكن علينا أن ننتظر شخوص اللجان المعنية وبعدها لكل حادث حديث.