انشغل أهالي قرية أم الشعنون التابعة لمركز الخشل، على الشريط الحدودي أمس، في إعادة ترتيب منازلهم، فيما انهمك عدد من العمال في إعادة طلاء المركز الصحي الوحيد في القرية والذي ظهر في حالة متردية بعد نزوح السكان قبل عامين تقريبا إثر الأحداث الحدودية الأخيرة. وشهدت منطقة الخوبة وقرى الحرث فجر الخميس عودة الحياة التدريجية في القرى التي تقع ضمن المناطق الآمنة، بعد العودة الجماعية للسكان، فيما تستكمل عودة المواطنين إلى القرى الأخرى اليوم، ورافقت «عكاظ» عدد من العائدين إلى قراهم من نقطة «أم الشيخ» البوابة الرئيسة لمحافظة الحرث، حيث كان رجال الأمن والقوات المسلحة يعملون على انسياب الحركة على الطريق ويدققون في هويات قائدي المركبات من العمالة المقيمة التي تنقل الأمتعة والدواب للقرى، واختلطت دموع الفرحة بدموع اللقاء بين الأسر التي غادرت منازلها قبل عامين من الآن. وعاد الشمل من جديد للأسر النازحة من تلك القرى بعد عودتها إلى منازلها، وكان موقفا مؤثرا شابته العواطف الجياشة بين الأهل والجيران والأصحاب الذين تفرق بعضهم لمدة عامين في محافظات وقرى جازان فيما غادر البعض الآخر إلى المدن المجاورة واجتمع شملهم من جديد. وعلى طول الطريق المؤدي إلى قرى الحرث، كان مشهد المركبات المحملة بالأثاث والابتسامات والتهاني، القاسم المشترك بين العائدين، فيما خرج بعض الشبان إلى الأودية لإعادة الذكريات التي غابت لمدة عامين، وفي قرية المعطن التابعة لمركز الخشل كان المواطن عبدالله محمد مجرشي وأبناؤه يقومون بإعادة تأهيل منزلهم المهجور، والبحث عن مكان ملائم لبناء حظيرة لأغنامهم، فيما بدت الفرحة بادية على الطفلة نورة المجرشي ابنة العامين وهي تلعب في فناء المنزل، فيما ساد الفرح بين أفراد الأسرة بالعودة الميمونة. فرحة العودة شابها استغلال بعض ملاك مركبات النقل للظروف ومضاعفة قيمة التوصيل، وقال المجرشي إنه دفع مبلغ 450 ريالا مقابل أجرة سيارة نقل لتحميل متاعه وأغنامه لمسافة لا تتجاوز 40 كيلومترا، فيما ارتفع سعر صهريج الماء أربعة طن 70 ريالا، و100ريال تقريبا. وكشف محافظ الحرث محمد بن هادي الشمراني، أن المواطنين وحسب توجيهات أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، سيتوجهون بأسرهم وعائلاتهم اليوم (الجمعة) إلى القرى المسموح بالعودة لها، فيما أشار العميد حسن بن علي القفيلي مدير إدارة الدفاع المدني في منطقة جازان، إيداع مبالغ مادية في حساب الأسر العائدة عن الأضرار التي لحقت بمنازلهم وقدرت وفق الأضرار، كبرى، متوسطة، وصغيرة وتتراوح مبالغها ما بين 100، 70 و40 ألف ريال.