لم يحسم المجتمع الدولي مسألة الحظر الجوي على ليبيا، إذ قال مبعوثون: إن مجلس الأمن الدولي منقسم بشأن التفويض بفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا في الوقت الذي تدرس فيه بريطانيا وفرنسا خيارات أشد بخصوص طرابلس تشمل إنشاء حساب معلق لإيرادات النفط. وتعد بريطانيا وفرنسا مسودة قرار للأمم المتحدة يفوض فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا؛ لمنع الضربات الجوية ضد المدنيين في الدولة التي تسعى المعارضة المسلحة فيها للإطاحة بالزعيم معمر القذافي. لكن دبلوماسيا غربيا قال مشترطا عدم الكشف عن اسمه: إن الولاياتالمتحدة أوضحت للندن وباريس أن حكومة الرئيس باراك أوباما بصدد إجراء مراجعة للسياسة وغير مستعدة للمضي قدما بكل طاقتها بشأن فرض حظر طيران في الوقت الحالي. ورغم ذلك يتشاور البريطانيون والفرنسيون مع واشنطن وحلفاء آخرين حتى يكونوا جاهزين لعرض مسودة القرار على المجلس الذي يضم 15 عضوا بشكل فوري، إذا ارتكبت القوات الموالية للقذافي أي عمل فظيع ضد المدنيين. لكن مبعوثين قالوا إن فكرة فرض حظر طيران تفتقر للدعم الكافي حاليا بين أعضاء المجلس اذ لا تحبذها روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض كما تتشكك بشأنها الهند وجنوب إفريقيا في حين لم يحسم الأمريكيون أمرهم. وقال دبولماسي إذا طرحناها على الطاولة اليوم لا أعتقد أنها ستحظى بدعم كاف. لكنه أضاف أن لا أحد من أعضاء المجلس استبعدها تماما. وتحتاج قرارات مجلس الأمن لإقرارها إلى موافقة تسعة أصوات مع عدم اعتراض أي من الدول الست التي تتمتع بالعضوية الدائمة والتي تضم أيضا الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا. من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني للصحافيين عقب مداخلة في مجلس النواب في روما، أن مبعوثين ليبيين «في طريقهم إلى بروكسل» فضلا عن وصول موفد للحكومة الليبية بالطائرة إلى القاهرة. وقال فراتيني أمام صحافيين «ما هو أكيد هو أن طائرة حطت في القاهرة، وطائرات أخرى في طريقها إلى بروكسل». وكان الوزير الإيطالي أدلى في وقت سابق بمعلومات مماثلة أمام لجنة برلمانية، معبرا عن اقتناعه بأن «النظام الليبي يحاول إجراء اتصالات» مع الغربيين. وأفاد «أن طائرتين تابعتين للنظام الليبي غادرتا على ما يبدو ليبيا باتجاه بروكسل وعلى متنهما مبعوثان من القذافي بنية لقاء ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي اليوم وغدا». وأكدت وزارة الخارجية الإيطالية، أن الوزير أدلى بهذه التصريحات مستندا إلى معلومات صحافية وليس إلى معطيات حصلت عليها السلطات الإيطالية. إلى ذلك، أعلن عبد الحفيظ غوقه الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي يمثل مناهضي النظام الليبي في شرق البلاد، أن قوات معمر القذافي ركزت قصفها على «الآبار والمنشآت النفطية في راس لانوف» (330 كلم غرب بنغازي). وقال غوقه في مؤتمر صحافي في بنغازي مقر المجلس «قبل أن آتي بقليل ركز النظام قصفه العنيف على النفط وأصاب العديد من المراكز المهمة وهو يقصف بلا هوادة المنشآت النفطية بالمدفعية والطائرات». هذا، وعقدت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي اللذان أعلنا دعمهما للثوار، لقاءات في القاهرة وستراسبورغ على التوالي مع ممثلين عن المجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة في بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس). من جهته، طالب البرلمان الأوروبي الأربعاء الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة للعقيد معمر القذافي ودعم إقامة منطقة حظر جوي. وأبدى قادة أكبر كتل سياسية في البرلمان الأوروبي تأييدهم لهذا الطلب لكن بعضهم أبدى تحفظا خلال نقاش للوضع الإنساني في ليبيا بحضور وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون قبل يومين على قمة لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل. من جهة أخرى وفي كلمة أمام شباب من قبيلة الزنتان بث التلفزيون الرسمي تسجيلا له فجر أمس «هؤلاء خونة لديهم استعداد للخيانة، هؤلاء معروفون أن لديهم ارتباطات أجنبية، أي خونة».