روما - رويترز - اعتبر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني اليوم الأحد إن نهاية حكم الزعيم الليبي معمر القذافي "أمر محتوم". وتابع فراتيني أن معاهدة الصداقة والتعاون بين ليبيا وإيطاليا "علقت فعليا." وأضاف لتلفزيون سكاي ايطاليا "على ما أعتقد وصلنا إلى نقطة اللاعودة." وأجاب ردا على سؤال عما إذا كان يتحتم على القذافي التنحي قائلا "هذا أمر محتوم." وقال فراتيني إن قرار مجلس الامن الدولي فرض عقوبات في شكل حظر السفر وتجميد اصول القذافي وعائلته يمثل نقطة تحول هامة. وتابع "إنه يتيح لنا القول إن المجتمع الدولي على قناعة راسخة بأن النظام لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يواصل تنفيذ هذه الأعمال التي أودت بحياة الآلاف من الأبرياء." وردا على سؤال عما إذا كانت فكرة فرض منطقة حظر طيران للدفاع عن الجيوب التي سيطر عليها المحتجون ما زالت مطروحة قال فراتيني "إنها هي خيار مهم جدا على سبيل المثال لمنع الاعمال الانتقامية من خلال القصف الجوي." ومضى يقول "انه خيار من شأنه أن يؤدي حقا إلى تصعيد بتدخل من شأنه أن يكون عسكريا أيضا في ليبيا.. وهذا هو السبب في ان هناك حاجة لمزيد من الوقت للتفكير فيه." وكانت حكومة رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني ترددت في البداية في إدانة العنف بليبيا وهي مستعمرة ايطالية سابقة لها علاقات تجارية وثيقة مع روما. وكان برلسكوني الذي قد أثار انتقادات شديدة من المعارضة في الأسبوع الماضي لقوله إنه لا يريد "اثارة قلق" الزعيم الليبي في وسط التمرد. ومع ذلك رفعت ايطاليا صوتها تدريجيا في الأيام الأخيرة وكانت تصريحات فراتيني أوضح مؤشر حتى الان على ان روما لم تعد تقف الى جانب القذافي. وقد يترتب على الانتفاضة الدامية في ليبيا تداعيات قد تكون ثقيلة بالنسبة لايطاليا. وتزود ليبيا ايطاليا بحوالي 25 في المئة من احتياجاتها من النفط و 12 في المئة من واردات ايطاليا من الغاز. ويملك صندوقها للثروة السيادية حصصا في بنك يوني كريديت أكبر بنك ايطالي وشركات أخرى و شركة ايني النفطية الايطالية هي الشركة صاحبة اكبر اعمال في ليبيا. ولعب القذافي أيضا دورا أساسيا في مساعدة إيطاليا في وقف المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون الوصول إلى شواطئها وتخشى روما الآن من نزوح ما يصل إلى 300 ألف شخص فروا من العنف. ومن جهة أخرى قال مناهضون للزعيم الليبي معمر القذافي في شرق ليبيا اليوم الأحد إنهم شكلوا مجلسا وطنيا ليبيا مؤكدين إنه ليس حكومة مؤقتة ولكن وصفوه بأنه واجهة للثورة. وقال عبد الحفيظ غوقة المتحدث باسم المجلس الوطني الليبي الجديد الذي تشكل عقب اجتماع معارضي القذافي في مدينة بنغازي إنه لا يرى مجالا لإجراء محادثات مع الزعيم الليبي الذي فقد السيطرة على مساحات كبيرة من البلاد. وأضاف غوقة في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع أن الهدف الرئيسي للمجلس الوطني هو إيجاد وجه سياسي للثورة. وقالت صحيفة قورينا في نسختها على الإنترنت أمس إن وزير العدل السابق مصطفى عبد الجليل قاد تشكيل حكومة مؤقتة مقرها بنغازي. وأيد سفير ليبيا لدى الولاياتالمتحدة الخطوة التي قام بها عبد الجليل. ووصف غوقة مبادرة عبد الجليل بأنها "وجهة نظره الشخصية". كما نفى المتحدث أيضا إجراء أي مفاوضات مع القذافي قائلا إنه لا يرى مجالا للتفاوض. وتابع قائلا إن من السابق لأوانه الحديث عن انتخابات فالعاصمة ما زالت تحت الحصار. وأشار إلى أن العمل جار بخصوص شؤون العضوية في المجلس الوطني وأعماله. وما زالت طرابلس تحت سيطرة القذافي. وقال غوقة إن المجلس يسعى لإبقاء البلاد موحدة حيث لا يمكن أن تكون ليبيا مقسمة.