أيدت عشر دول قرار مجلس الأمن حول فرض حظر جوي فوق ليبيا البارحة، فيما امتنعت خمس دول عن التصويت، منها روسيا، الصين، وألمانيا. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي توعد أبناء مدينة بنغازي بأنه لن يرحمهم، وأنه سيهاجم المدينة ليلا، وطالب بخلاء ساحاتها، مشيرا إلى أنه سيعفو عن كل من يلقي سلاحه. وقال القذافي في كلمة هاتفية للإذاعة الليبية بثها التلفزيون الليبي، سبقها إعلان عن أن الزعيم الليبي معمر القذافي سيوجه كلمة عبر الإذاعة إلى «أبناء بنغازي الحبيبة»، إن المسلحين، الذين وصفهم ب«الخونة وشذاذ الآفاق»، يريدون أن يخضعوا ليبيا إلى الاستعمار من جديد، مهددا إياهم بقطع تدفق مياه النهر الصناعي العظيم وموتهم من العطش، لافتا إلى أن ليبيا ستتحول بذلك إلى بلد للفقراء مثل الصومال. واسترسل أن المقاتلين هم مجموعة من المسلحين الذين جاءوا من مصر وتونس، مهددا بأنه سيدخل بنغازي لطرد الخونة. واعترف القذافي ضمنا باستخدام الطائرات حين قال «هل يعقل أن نستخدم الطائرات ضد بعضنا البعض». وأعاد التذكير بأمجاده في تخليص ليبيا، وتحديدا مدينة بنغازي، من نير الاستعمار حين ردد: «حررت بنغازي ببندقيتي إبان الاستعمار»، متوعدا بأنه سيتم تفتيش بنغازي بحثا عن السلاح، وكرر قائلا سيتم تطهير بنغازي «دار دار.. زنقة زنقة.. وحجرة حجرة.. وحتى خزانة الملابس». وتساءل: «كيف نقتل شعبنا؟ كيف أنا معمر القذافي أقوم بذلك، وأعرف أن شعبي يحبني؟». وأتت كلمة القذافي قبيل تصويت مجلس الأمن على مشروع قرار قدمه سفراء لبنان، فرنسا، وبريطانيا يفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، والسماح للدول الأعضاء في الأممالمتحدة باتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية المدنيين. وكانت ممثلة واشنطن في المجلس سوزان رايس فتحت في وقت سابق أمس، الباب أمام توجيه ضربة عسكرية لقوات القذافي عبر القول بأن لهجة مسودة القرار تتجاوز سقف حظر الطيران، الذي طالبت به جامعة الدول العربية. وأردفت أن الوضع على الأرض في ليبيا قد تطور بشكل خطير لا يمكن معالجته بمجرد حظر للطيران، وأن هناك مخاطر متزايدة تهدد المدنيين. ولفتت رايس إلى أنها تتوقع مشاركة وقيادة عربية في عمليات الحظر الجوي بعد فرضها، وشددت على أنها لا تريد أن يظهر الحظر وكأنه «صناعة أمريكية». من جهته، قال إبراهيم دباشي، نائب المندوب الليبي في مجلس الأمن، والمنضم إلى الثوار ضد نظام القذافي، إن الزعيم الليبي «فقد عقله»، واتهمه بتنفيذ إبادة جماعية في المناطق الشرقية من البلاد، وأفاد أن على جميع الدول التي تقدر وتحترم حقوق الإنسان وترغب في علاقات جيدة مستقبلا مع الشعب الليبي، أن تؤيد قرار مجلس الأمن. أما المندوب الروسي فيتالي تشوركين، فقد بدا عليه الامتعاض جراء الاستقبال الفاتر للمقترح الذي قدمته موسكو لحل الأزمة الليبية، والمتمثل بفرض وقف لإطلاق النار مع التلويح باستخدام القوة.