يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب: «إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا». استعدت هذه الآية الكريمة من سورة الأحزاب لما تجسده من حقيقة لا جدال فيها، حال إطلاعي على نفي أمين محافظة جدة أنباء غرق نفق الطائرة وذلك فيما نشرته «عكاظ» في عدد يوم الثلاثاء 14/2/1432ه بما نصه: نفى الأمين أنباء غرق نفق الطائرة، كما وأنه لم تتسلم الأمانة المشروع نفق الطائرة في شارع الأمير ماجد حتى الآن من المقاول رسميا!! هذا في الوقت الذي جاء في عدد «عكاظ» يوم الأحد 12/2/1432ه: يومان فقط فصلا بين افتتاح مشروع نفق طريق الأمير ماجد مع تقاطع شارع الروضة والأمطار الغزيرة أدت إلى غرق النفق بالكامل! بل لقد ذكرت «الوطن» في نفس اليوم الأحد 12/2/1432ه ما يكشف عن لون السجاد الذي مشى عليه الأمين حين افتتح نفق الطائرة وهو يمشي على بساط أحمر كالذي يوضع لرؤساء الدول في زياراتهم الرسمية، إذ نشرت «الوطن» تحت عنوان: «نفق الطائرة .. افتتحه أمين جدة الخميس، وغرق الجمعة» ما نصه: لم يهنأ سالكو طريق الأمير نفق الطائرة وسط جدة بالسير فيه سوى 24 ساعة، بدأت مساء الخميس الماضي حينما حضر أمين جدة هاني أبو راس، وعبر النفق على سجادة حمراء ليقص شريط الافتتاح، وانتهت مساء أول أمس حينما تحول النفق إلى بحيرة صناعية أغلقت طريق الأمير ماجد نهائيا أمام المركبات، هذا في الوقت الذي أعلن فيه أمين جدة خلال الافتتاح أن نفق تقاطع شارع الأمير ماجد مع شارع الروضة أحد المشاريع الحيوية التي تنفذها الأمانة وتبلغ تكلفة المشروع أكثر من 94 مليون ريال!! ولما كان المفروض أن تكون الأمانة في القول كما هي في العمل فإن السؤال الذي يطرحه السياق: كيف نسي الأمين ما صرح به عند افتتاحه للمشروع؟! .. بل كيف لم يتذكر أنه مشى على بساط أحمر لا تخطئه حتى العين المصابة بعمى الألوان وهو يفتتح المشروع قبل 24 ساعة .. كيف ؟!! والأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل هناك ما هو أكثر، إذ نشرت الصحف بتاريخ الأحد 12/2/1432ه: شهدت مختلف أحياء مدينة جدة فجر أمس أمطارا غزيرة حولت معظم الشوارع والميادين الرئيسية إلى برك مائية، وأجبرت قوات الدفاع المدني على إخلاء أهالي أحياء السامر والأجواد والربيع بالقوارب المطاطية بعد محاصرة المياه مساكنهم دون أن تفعل الأمانة ما يذكر على مستوى الحدث، في الوقت الذي أكدت فيه تقارير الدفاع المدني أن كميات الأمطار التي شهدتها جدة فجر أمس، كانت عالية، وخصوصا في الأحياء الشمالية من المحافظة، كما أعلنت إدارتا التربية والتعليم للبنين والبنات تعطيل الدراسة في كافة المدارس، لارتفاع منسوب المياه، بناء على توجيهات وتحذيرات الدفاع المدني. وتسببت الأمطار في رعب أهالي مخطط «أم الخير» حيث غادره السكان مبكرا، خوفا من تكرار الغرق للمرة الثالثة على التوالي، مطالبين بسرعة دراسة وضعهم، وتعويضهم ماليا ومعنويا عن الخسائر التي تسببت فيها السيول، حيث لجأوا إلى استئجار شقق سكنية بعيدة عن مجرى السيل، وسط تهدم العقوم الترابية الواهية التي أقامتها أمانة جدة لحمايتهم مؤقتا، جراء تدفق مياه وادي مريخ. وللمرة الثانية يسأل المواطنون: ماذا فعلت الأمانة وكثير من الشوارع والأحياء لا زالت غرقى بالمياه، إذ اقتصر نشاط الأمانة على سحب المياه من بعض الشوارع الرئيسية التي يمر منها كبار رجالات الدولة، والأمين نفسه خاصة!! الغريب أنه في الوقت الذي كان الناس في حالة كرب مما خلفته الأمطار من مآس، عقد الأمين مؤتمرا صحافيا ليتحدث عن مشاريع الأمانة التي ستشهدها جدة في الأعوام المقبلة، كالذي يقدم الحلوى للأطفال في حالة فزعهم وبكائهم .. أما الناس .. وأما الشوارع .. والأحياء فإنها لم تزل تسأل: أين الأمانة .. يا أمين ؟! .. خاصة بعدما تجاهل الأمين «عكاظ» بالإجابة على أسئلة الزميل سعود البركاتي ممثل «عكاظ» في المؤتمر كما جاء في «عكاظ» الثلاثاء 15/2/1432ه. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة