• ترددت كثيرا قبل أن أرسل هذه الرسالة، فأنا ابلغ من العمر 17 عاما، وأعيش في أسرة شبه مفككة، والدي عصبي جدا، متزوج من ثلاث نساء، لا يعدل بينهن وأمي هي الأولى، عصبية أبي تجعلني أعتقد أحيانا أن عاطفة الأبوة مفقودة لديه، فهو يقول: أتمنى أن أستيقظ وألقاكم ميتين، وأحيانا يقول أن لديه خطة لتدمير كل واحد منا يقصد أشقائي، وكل ما مر بضائقة مالية يقول مثل هذا الكلام، كلامه هذا يجعلني أبحث عن السبب ويجعلني في نفس الوقت لا أعذره أبدا، ومع أن أولاده كثيرون؛ لكنه يخصنا نحن فقط، والمشكلة ليست هنا، أخواتي اللواتي تجاوزن العشرين من عمرهن أبي يمنعهن من الزواج، أشعر أنه يعاني من عقدة من أزواجه لا أعرف ما هي بالضبط، فكلما أتى عريس نفره بطريقة أو بأخرى، وأشعر أنه نادم على تزويج أختى الكبرى فيما بقيت اثنتين من أخواتي داخل المنزل دون زواج رغم جمالهما حتى أن أخلاقهما ساءت مع الآخرين، ماذا أفعل، فهناك أمور كثيرة غير جيدة في أبي وأمور أخرى لم أذكرها. ابنتك: ف. ه. الطائف نحن يا ابنتي لا نختار آباءنا أو أمهاتنا، كما أننا لا ينبغي أن نحاكمهم، فمحاكمتهم لن تنهي ما يترتب على تصرفاتهم الخاطئة من نتائج، وإن كان أبوك كما وصفته عصبي وغير عادل، فلا شك أنه يرتكب بتصرفاته تلك خطأ فادحا، وإن كان ينفر من يتقدم للزواج من بناته بطريقة سيئة، فهو يرتكب خطأ بحق بناته أيضا، ولكن تبقى مسألة مهمة، تكمن في سماع وجهة نظره، ومعرفة مبررات تصرفاته، وما أستطيع أن أشرحه لك يكمن في أن عصبيته هي السبب الجوهري فيما يقوله من كلام لإخوانك، ورغبته في التخلص منكم أمر لفظي إذ لا يوجد أب يمكن أن يحول هذا الكلام إلى أفعال إلا إن كان مريضا نفسيا، والدك على ما يبدو حمله ثقيل ومسؤولياته عظيمة، ويفتقد القدرة على إدارة هذه العائلة الكبيرة، فلا تشحني نفسك بالكره له؛ لأن هذا الكره لن يحل مشكلتك معه أو مشكلة أخواتك أو إخوانك، نصيحتي لك أن تسعي مع أخواتك إلى إخبار أحد أخوالك ممن لهم علاقة طيبة بأبيك كي يتدخل في حال تقدم خطيب جيد لإحداهن، أما عنك وعن إخوانك فمن الحكمة الاهتمام بدراستكم، وبعدم شحن أنفسكم ضده، فهو في نهاية المطاف أبوكم ويحتاج منك الدعاء له وليس الدعاء عليه، ويحتاج إلى إظهار الحب له وليس الكره؛ لأن إظهار الكره سيزيده عصبية ويزيد سلوكه معكم قسوة وفظاظة وأنتم لا ينقصكم فظاظته أو شدته.