(عزيزتي شرق) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد بن عبدالله القميزي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنه منذ كنا أطفال ونحن نعانى من مشاكل بين أبي وأمي فأنا نشأت طفولتي بعيد عن أمي وعشنا عند عمتي أخت أبي وأخواتي الأربعة معي حيث حصلت مشاكل بين أبي وأمي وذهبت أمي لأهلها وهم في إحدى الدول الخليجية، ومنذ ذلك الحين وأنا عمري كان في السابعة وحتى وصلت نهاية المرحلة المتوسطة لم اسمع صوت أمي ولم أراها بعد ما أمضينا حوالي 6 أشهر عند عمتي تزوج أبي فقرر أبي أخذى أنا وأخوتي الاثنين الكبار لبيت زوجته الثانية وترك أخواتي الصغار عند أخته عشنا حياة قاسيه جدا لا يعلم فيها إلا الله. الحاصل بالموضوع رجعت والدتي إلى بيتها بعد ما أصلحوا بينهم أقاربنا أنا ومنذ ذلك الحين وقسوة أبي معنا حيث كنا دائما نتلقى منه ومن زوجته الشتائم كنت إذا شاهدت أبي أمامي أتذكر طفولتنا المؤلمة وبنفس الوقت ألوم أمي التي ذهبت وتركتنا ونحن في أعمارنا هذه فأنا أحيان اجلس مع أبي ويحاول أن يكرهني بأمي والعكس وأنا لا أتكلم اسمع فقط بس ولكن أحس بإحساس غريب يجعلني أفكر بأفكار جعلتني انفر منهم جميعا. ذات يوم حصلت مشكله بينه وبين والدتي فخرج أبي وجلست مع والدتي وكنت أحاول الإصلاح بينهم وتهدئة الأمور فقالت والدتي انه قال عنك وأنت عمرك أسبوعين انه من شافني وهو كارهك لماذا ؟ قالها لأنه كان ذاهب لإحضار التمايم من المطعم وحصل له حادث بالطريق فقالها أمام والدتي بعد ما ذهبوا أقاربنا من البيت أنا صدمت من الموضوع وضحكت بلا شعور ولكن أحس بإحساس الانهيار بداخلي من كلام والدي ومنذ ذلك الحين وأنا أحس باني اكره أبي ليس لقساوته وإنما لكلامه عنى أمام والدتي وكل ما أتذكر ها الكلام يزيد كرهي حصلت مشكله بيني وبين احد إخوتي الصغار حيث وجدته يدخن فجاء أبي وقال لي دام أنا حي لا تتدخل بشؤون أخوتك فانا انفجرت وقلت كلام لا يقال حيث قلت له أين كنت عن زوجتك التي كانت تصبحنا بشتيمة وتمسينا بشتيمة وفتحت أوراق مضت وذكرت منها قوله بأنه تذمر منى عند ولادتي ولم يرد على خرجت من البيت وأنا منهار جدا نفسيا وحتى هذه الساعة وأنا خارج البيت والدتي تتصل علي وتقول ارجع وأنا ارفض الرجوع يا دكتور أنا أحس بشيء داخلي بأني وحتى وان ذهبت إلى أبي كي اعتذر منه لن يمحي ما قاله عنى في داخلي فما الحل يا دكتور، والسلام عليكم،،، الاستشارة أخي الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: الحمد لله الذي وفقك لكل خير، وحماك وحرسك وأبلغك مبلغ الرجال (26) سنة، والحمد لله الذي أكرمك بعقلٍ رشيد تفكر به ورأي سديد دفعك للاستشارة، والحمد لله الذي فضلك على كثير من الناس الذين فقدوا آبائهم وأمهاتهم وهم صغار أو وهم كبار بلغوا ما بلغته من العمر. ولك مني ومن صحيفة عزيزتي شرق كل حب وتقدير على ثقتك الكريمة وعرض مشكلتك للوصول إلى الرأي السديد والحل المناسب الذي يكون به سعادتك بإذن الله في الدنيا والأخرى، وأسأله التوفيق والسداد والإعانة لتقديم الحل لمشكلتك مع والدك حفظه الله لكم جميعا. أخي الكريم: أعلم أنا أنك تعلم عظم حق الوالدين، ووصية الله لنا جميعا ببرهما والإحسان إليهما وعدم الإساءة لهما بالقول أو الفعل، وأنت على علم كذلك بأن الله أوصى ببر الوالدين حتى ولو كانا كافرين، وأمر بطاعتهما في غير معصية الله. كما أنا ربنا عز وجل أمرنا بأن نقابل الإساءة بالإحسان مع عموم الناس، قال تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ). هذا مع عموم الناس ! فكيف بالمسلم مع المسلم؟ وكيف بالولد مع والديه ؟؟ أخي الكريم: أوافقك في كثير مما ذكرت على أن أبيك حفظه الله قد أخطأ بعض الأخطاء التربوية معك ومع أخواتك وإخوانك أثناء صغركم، وقد تكون هذه الأخطاء بدون إدراك أو قد تكون حصلت في وقت كان والدك في لحظة غضب. ولكن مهما بلغت هذه الأخطاء فيبقى فضل الوالد عظيم وحقه كبير. فبادر بادر إلى والدك وأحسن إليه قبل أن تقول: يا ليتني فعلت وفعلت. أخي الكريم: قد حدث ما حدث، وحصل ما حصل، فارجع إلى والدك وأشعره بحبك له، وقبّل رأسه، واعتذر من تأخرك عن زيارته وانقطاعك عنه، والآباء غالباً ما يعفون عن أبنائهم، وسيعفو عنك ويقربك ويدنيك، ومع استمرارك في زيارته والإحسان إليه قد يأتي يوم يقول لك يا ولدي إني أحبك واعتذر عن ما بدر مني تجاهك وتجاه إخوتك وأخواتك. أخيرا: تذكر أخي الكريم أن هذا أباك مهما فعل، فعد إليه وألزمه، وتذكر أن الأعمار بيد الله فتدارك بره والإحسان إليه. متمنياً لك حياة أسرية سعيدة مع والدك وأمك وأخوتك وأخواتك. المستشار الأسري د. حمد بن عبدالله القميزي 8/7/1431ه يمنع وضع تعليقات في صفحة عزيزتي شرق