• عمري 25 عاما، أعاني من مشكلات مع والدتي العصبية جدا، لدرجة أننا نتشاجر كل يوم سواء عند ذهابي للمدرسة أو عند عودتي منها، مع أني حافظة لكتاب الله، وفي الوقت نفسه معلمة في مدرسة لتحفيظ القرآن، طوال السنين الماضية من عمري لم أسمع من أمي، إلا الله ياخذكم وأرتاح منكم، وتمنعنا من زيارات أقاربنا، وإذا وافقت سرعان ما ترفض، ولا تكتفي أمي بذلك، فهي ترفض الخطاب وتقول لهم لا تعودوا ثانية، وتحبسنا في داخل المنزل من أجل تنفيذ الواجبات المنزلية. قسوة أمي معنا هي على عكس ما كان والدي رحمه الله يعاملنا، فقد كان حنونا جدا معنا، وبعد موته افتقدنا هذا الحنان، لدرجة صرت أكره نفسي وألوذ في غرفتي حتى ابتعد عن أمي خوفا من كلامها الجارح، ونبذل جهدا كبيرا لإقناعها بالذهاب لزيارة أخواتي من أبي، وإذا وافقت سرعان ما تتراجع فماذا نفعل معها؟ رشا مكةالمكرمة إن كانت والدتك كما تصفينها، فهي تعاني من بعض المشكلات في شخصيتها، فهي من ناحية تعاني من خوف عليكن، ومقت لتصرفاتكن، إما بدافع المثالية، أي سعيها لتكن مثاليات، وإما بدافع الكره لوجودكن في حياتها ولهذا أسبابه الكثيرة التي يتطلب الحديث عنها مساحة كبيرة وحوارا معك بصورة مباشرة وهذا غير متاح في هذه الصفحة حاليا، وهي بالمقابل تريد أن تبقين في ساحة حياتها ولا تغادرن البيت بدليل أنها ترفض كل من يتقدم لخطبة واحدة منكن، أما كيف يكون التخاطب معها والتعامل معها فالأمر ليس بالمستحيل، خاصة أنها متواجدة معك في المنزل نفسه، حاولي أنت وبقية أخواتك وبالأخص أنت أن تتحملي ما تقوله لك، ولكن بشرط البقاء في ساحة حياتها، بمعنى حاولي أن لا يكون لكلامها القاسي معك تأثير في عزلك عنها، ابقي معها وتقربي إليها مع كل ما يمكن أن تسمعينه منها من كلام سيء وغير مقبول، ولكي تنجحي معها لا ينبغي أن تملي أو تعودي لسلوك التجنب الذي تتبعينه معها أنت وأخواتك، إذ الواضح أنكن تتجنبن الاحتكاك بها والتعامل معها إلا في أضيق الحدود، وربما كان هذا واحد من أبرز الأسباب لهذا التوتر الذي يسيطر على علاقاتكن معها، ابقي معها كما قلنا صبورة وحنونة، ولا تبتعدي عنها، وكلما نجحت في تحمل ألفاظها وقسوة كلامها مدة أطول كلما صرت أقرب إليها، وهذا سيجعلك مميزة عندها ومع الزمن تصبحين مؤهلة لأن يكون كلامك أكثر تأثيرا بها، ولو فعلت بقية أخواتك مثل هذا الفعل فإن العلاقة بينكن وبينها ستتحسن كثيرا، ومن غير المستبعد أن تكونوا جميعا حساسات لكلامها الجارح وتتعاملن معه بالطريقة ذاتها وهي الابتعاد عنها وهجرها وهذا ما يزيد في توترها وغضبها عليكن جميعا، ولا أستبعد أن يكون لموت الوالد دور كبير في توترها فهي الآن وحيدة في مواجهة الحياة وتبعاتها، لذا بعد تحسن العلاقة معها أكدي على أنكن جميعا تقفن إلى جانبها ولن تتركونها حتى لو تزوجت إحداكن، يبقى أمر مهم يتعلق بزواجكن، أنصحك بأن تلجئي بعد الله إلى أحد أخوالك أو إحدى خالاتك لبحث هذا الأمر معهم؛ لأن بقاؤكن بدون زواج سيزيد من توترها وتوتركن وبالتالي فستكون المشكلة مرشحة لمزيد من التوتر.