رأى خبراء وأكاديميون متخصصون ومهتمون بشؤون الطاقة في المملكة أن أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة يعد أمرا تاريخيا سيسجل منعطفا في استخدام الطاقة في المملكة، ويفتح آفاقا جديدة في العيش وسط كوكب نظيف خال من التلوث البيئي. وقال المتخصصون إن الخطوة الجديدة ستمكن الحكومة من تلبية الطلب المتزايد على مشاريع البنية التحتية مثل الكهرباء وتحلية المياه التي تشهد طلبا متزايدا عبر توفير وقود مستدام ومأمون باستخدام الطاقة الذرية ما يعني ضمان حق الأجيال في هذا المورد، إضافة إلى استخدامات طبية وزراعية مختلفة تضمن حياة كريمة للمواطن. وفي ذلك أكد أستاذ الإدارة والبيئة والتنمية المساندة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالله نصير أن المدينة تعتبر خطوة رائعة نحو شراكة دولية مع العالم للسعي للعيش في كوكب نظيف خال من التلوث، وهي قفزة كبرى في تاريخ الطاقة تحاكي متطلبات التنمية المعاصرة في أساليب التنوع التقني. واعتبر الدكتور نصير أن المدينة تحاكي النظرة المتقدمة في توفير الأسس للمجتمع لتوظيف قدراته في مجالات الطاقة في ظل توافر الموارد الطبيعية المحلية عبر طرح نموذج للتعايش يحاكي تنمية المعرفة في مجالات متعددة للطاقة المتجددة والبديلة من الطاقة الشمسية والهوائية، وتتلمس نشر المعرفة في الطاقة الذرية والحيوية طويلة المدى. ورأى أستاذ الإدارة والبيئة والتنمية المستدامة في جامعة الملك عبدالعزيز أن المدينة العلمية ستتيح الكثير من الوظائف وتوفير رافد اقتصادي كون الأساليب التقليدية في إنتاج الطاقة تسبب تكلفة عالية جدا، وهدر مالي كبير وعلى المستوى الصحي فإن الأساليب التقليدية، أثبتت تلوثها للهواء وانعكاساتها الصحية على أفراد المجتمع لأنها تعتمد على الهيدروكربونية. من جهته اعتبر أستاذ الطاقة النووية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور محمد الجهني أن إنشاء المدينة سيفتح آفاقا جديدة للتخطيط الاستراتيجي لإدخال التقنية النووية للأغراض السلمية في المملكة، والطاقة النووية وبرامج توليد الطاقة الذرية، للاحتياجات الحالية والمستقبلية للمملكة في صناعة النفط، والبتروكيماويات، وتوليد المياه، والصحة وغيرها. وأكد أستاذ علم البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور علي عشقي أن المدينة ستحد من التلوث البيئي على كافة الأصعدة ومن تلوث مياه البحار، إضافة إلى الحد من تلوث الجو. ورأى عشقي أنه آن الأوان إلى التفكير في طاقات أخرى مثل طاقة الشمس، وطاقة البحار إلى جانب الطاقة الذرية ليكتمل عقد الحفاظ على البيئة وعدم احتكار طاقة ما. من جانبه رأى الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن حمزة كماس أن التوجه العالمي يبحث عن البدائل المستدامة في توليد الكهرباء وإنتاج المياه المحلاة وهو ما يقلل الاعتماد على الموارد الهيدروكربونية، مفيدا أن الطاقة الذرية هي الطاقة التي تتحرر عندما تتحول من ذرات عنصر كيميائي إلى ذرات عنصر آخر. لافتا إلى أن الطاقة الذرية ستصبح أكبر مصادر الطاقة في العالم بالنسبة للإضاءة والتسخين وتشغيل المصانع وتسيير السفن وغير ذلك من الاستخدامات التي لا حصر لها وهي من الأسباب التي تدفع الكثير من الدول للاعتماد على الطاقة الذرية عبر تقليص إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون بما يتناسب مع اتفاقية كيوتو.