من الأخبار المهمة للغاية التي طالعتنا بها «عكاظ» الخميس الماضي، خبر «استبعاد المفتين المتشددين من حج هذا العام»، ولم أفهم من تصريح وكيل وزارة الشؤون الإسلامية الدكتور توفيق السديري لماذا يبعدون فقط عن الحج، ولماذا لا تعلن أسماؤهم حتى يتفادى المجتمع تشددهم ويعرف أن في قصده لغيرهم رحمة له ولهم ولمناخ الدعوة الحساس في حياة شعب من أكثر الشعوب تدينا وعشقا للفتوى سواء طبقها أو لم يطبقها، والمهم أنه ينام ويستيقظ على برامج الإفتاء أي أن المفتين والشيوخ الفضلاء يتقاسمون معنا أدق تفاصيل حياتنا. وإذا ما فحصنا الخبر نجد الدكتور السديري يحدد عوامل الاستبعاد خاصة وعدد المستبعدين ليس قليلا فكلمة «عددا من الدعاة» ترمز للكثافة حتى ولو كان الدكتور السديري لا يعتبر نسبتهم مرتفعة في المحصلة هم يقدمون خدمات لملايين الحجاج المغادرين وسيتحول المفتون بإفتائهم إلى مجتمعنا بما أنه معترف بهم. ونتيجة «إطلاقهم فتاوى متشددة تضر الحجاج» وصولا إلى «وقوع بعضهم في مخالفات خلال الموسم الماضي» وفقا للتصريح، من حقنا كمجتمع ألا يتغلغل أي مفتٍ متشدد بيننا مع «تقديرنا لاجتهادهم» وفي المحصلة الحاج سوف يعود إلى بلاده بينما يوجد بيننا من يروج للتشدد على أنه ديننا الحنيف، ونحتاج أن يؤخذ على يده، أولا بكفها، ثانيا بمناصحته، ثالثا بحمايتنا منه، والإعلان عنه حتى يتوخى مجتمعنا الحذر وكفانا ما ابتلينا به حتى الآن واكتوينا بناره. لا أستطيع إخفاء ألمي من جزئية تصريح وكيل وزارة الشؤون الإسلامية؛ لأن كل شعوب الأرض من حقها أن تحظى بالتيسير في حياتها وليس حجاج البيت الحرام، وليس التيسير على الناس موسميا بل إننا في السعودية ولمنع تغلغل مظاهر التطرف بأمس الحاجة لفقه التيسير، يقول الدكتور السديري «الوزارة حريصة على تبني مبدأ التيسير في الحج وعدم التشديد على الحجاج ومراعاة الخلفية الثقافية والدينية والجغرافية والفقهية لهم، وتحرص على انتقاء دعاة أصحاب علم فقهي واسع يراعون الاختلافات الفقهية»..! وأشدد من جانبي على أننا بأمس الحاجة إلى عدم تشويه الدين بترك مفتين متشددين بيننا لا يراعون الاختلافات الفقهية فلا فرق عندي بين مسلم سعودي وغير سعودي. وفي موضوع ذي صلة خص مفتي دبي الدكتور أحمد الحداد «عكاظ» بتوضيحه أن إتاحة الإفتاء للنساء في بلاده تعتبر «فك احتكار الرجال عن أمور تتعلق بهن والإفتاء منصب علمي ومكانة علمية وليس من الولايات، وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن من المفتيات وفي أمة الإسلام من بلغن درجة من العلم وكن يفتين في أمور خاصة وعامة»، ومن وجهة نظري أن هذه الخطوة المستنيرة مهمة لنا جميعا وحتى لا تجبر النساء على الاختلاط بالمفتين المتشددين منهم، أو الميسرين، هذه فتوى صادرة من عالم من العلماء وللنساء حق أن تفتي لهن النساء في الحج بما يشعر المرأة بأن استشكالها مفهوم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة