أبلغ «عكاظ» وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لسؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري، أن الوزارة تجدد سنويا قوائم المفتين والدعاة المشاركين في الحج والبالغ عددهم 800 يعملون مابين مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعرة المقدسة. وأرجع السديري استبدال الدعاة والمفتين سنويا رغبة في التجديد من ناحية، وثبوت انخفاض المستوى العلمي عند البعض، إضافة إلى أن البعض يشدد على الحجيج بالفتوى، مؤكدا حرص الوزارة على التشديد على الدعاة والمفتين وإلزامهم بفتاوى التيسير في الحج. وأشار السديري إلى أن الوزارة تجري تقيما سنويا أثناء الموسم، وبعده لتلافي السلبيات ومعالجة الملاحظات وعلى أساسها يتم فرز قوائم الدعاة والمفتين المشاركين في الحج، ويتم استعباد كل مشارك أثبت عليه ملاحظات، مبينا استبعاد بعض الدعاة والمفتين من السنوات السابقة. وبين أن أبرز الملاحظات التي أثبت على المشاركين انخفاض المستوى العلمي لبعضهم، إضافة لتشددهم بفتاوى غير ميسرة على الحجاج. ولفت السديري إلى أن الوزارة شكلت لجانا للرقابة على أداء العاملين في موسم الحج، وأي مشارك يثبت عليه قصور أو تعسير على الحجاج سواء أكان داعية أو غيره فإنه يراجع، مبينا أن البعض يتم استبعادهم فورا أثناء الموسم إذا ثبت عليه أية ملاحظة، وهو ماحصل لدى بعض الدعاة الذين تم استعبادهم. لكن السديري استدرك بقوله «معظم المفتين والدعاة ملتزمون بفتاوى الحج والمبعدون قلة لايحضرني عددهم؛ لكنهم لايمثلون الأكثرية، بل هم أقلية وينخفضون في كل عام». وشدد السديري على أنهم يحرصون على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فبعض المشاركين لايلائمهم العمل في الفتوى، فيحالون أحيانا لوظيفة أخرى تناسبهم. وأشار السديري إلى أن عملهم لايقتصر على الأكشاك فحسب، بل يشمل الرد على استفسارات الحجاج عبر الهواتف المجانية للوزارة وتوزيع الكتيبات والمطبوعات في المنافذ البرية والبحرية والجوية ومداخل مكةالمكرمة. وأفاد السديري بوجود معايير لاختيار الدعاة والمفتين المشاركين في الحج، حيث توجد لجنة عليا لشؤون التوعية في الحج تتكون من رئاسة الإفتاء وشؤون الحرمين ووزارة الحج وبعض الجامعات مهمتها اختيار الدعاة والمفتين في الحج، مشيرا إلى أن هناك مراجعة سنوية لأعمال اللجنة لتلافي السلبيات وتنمية الإيجابيات. وشدد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية على أنه مهما بلغت توسعة جسر الجمرات والمشاريع الجديدة فإن الحاجة ستظل قائمة للفتاوى التيسيرية، مشيرا إلى أن المشاريع الجديدة سيواجهها زيادة في أعداد الحجيج. وأكد السديري على أنهم يطالبوا الدعاة بالاعتماد على الأخذ بفتاوي هيئة كبار العلماء في المملكة، والتي تعتمد على التيسر على الناس ورفع المشقة والحرج بقدر الحاجة إليها، مؤكدا على أن الدعوة للتيسر في الحج تبقى مرتبطة بالكتاب والسنة ولاتخرج عنها، مشيرا إلى أن الوزارة مستمرة في دعم دعاتها في مكة والمشاعر المقدسة بالسير على الفتاوى الميسرة في الحج، والتي تسند إلى آراء العلماء في هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، مضيفا «لدينا المئات من الدعاة المؤهلين الذين نوجههم إلى تيسر الفتاوى للناس في الحج ومراعاة المصلحة ومحاولة رفع المشقة والحرج عن جميع المسلمين سواء في مسألة رمي الجمرات أو غيرها».