• عمري 27 عاما متزوجة من خمس سنين، قصتي بدأت بعد تخرجي من الجامعة بامتياز مع مرتبة الشرف، عقد قراني على ابن عمتي، وكأنها في نظر والدي مكافأة للتفوق الذي كان يريده ويحلم به وبسبب قطيعة كبيرة بين العائلتين استمرت ل15عاما، آثر والدي الموافقة وإنهاء سنين الخصام وكنت أنا كبش الفداء كما يقولون، تزوجت وأنا في الواقع كنت أحب شخصا آخر، ولكن شاءت الظروف وتقبلت الواقع وعشت مرارته، بعد شهرين من الزواج حملت وكانت الأمور تسير على ما يرام أو هذا ما كنت أراه، لكن سرعان ما اكتشفت أن زوجي عصبي المزاج جدا، هو ماديا أقل مني وهذا ما جعلني أعيش صراعا داخليا رافضة هذا المستوى المعيشي وفي الوقت نفسه راضية وصابرة بما كتبه الله لي، ألفاظه بذيئة، لا يصلي، يدخن، كثير المشاكل، ومستهتر في كل شيء، مع أن سبب موافقتي على الزواج منه، رغبة والدي وقيل لي عكس ما أراه فيه. حاولت جاهدة كسب وده ومحبته حتى أنه بعد ولادتي بأربعة أشهر صارحني بأمر الإدمان، ولي ثلاثة أعوام في محاولات فاشلة، ولا أحب أن أشوه صورته في أعين أهلي، فهو طيب، حنون، محب، وكريم عند توفر المادة في يده لا يقصر معي في شيء، ولكن أموره الأخرى تدمرني، حاولت أن أنهي ما بيننا وعدت لأهلي فجاء لمراضاتي وأوهمني أنه انتهى، ولما عدت لم أر سوى ما تركته عليه. لا أستطيع إخبار أهله، فأبوه يعاني أمراضا عدة ولا أجرؤ على إخباره خوفا عليه لأنه في المرة الأولى تعب تعبا شديدا بعد علمه. ولا أخفيك القول إنني ما زلت أعشق الشخص الذي أحببته قبل زواجي وأدعو الله أن يجمعني به في الجنة، فهل هي أنانية حين أفكر بالطلاق، وهل يمكن أن أتزوج من أحب بعد الطلاق؟ هل حياة ولدي مع غير أبيه أفضل له؟ صرت أخاف من الطلاق وفي الوقت نفسه أريده بشدة. نسرين من جدة آلمتني رسالتك كثيرا، فهي تمثل مأساة تتكرر في العديد من الأسر، ويكمن محور المأساة في تلك الصورة التي رسمها من سئلوا عن زوجك قبل زواجه بك، ووصفوه متدينا، صالحا، كما أن الوجه الآخر للمأساة يكمن في هذه الازدواجية التي نجح في إتقانها إلى الحد الذي صارت صورته أمام أهلك صورة جميلة، ولكن الواضح من عرضك للمشكلة أنك سددت الكثير من الأبواب أمام نفسك، فأنت لا تريدين اللجوء لأهلك حتى لا تتشوه صورة زوجك الجميلة أمامهم، وهي في الحقيقة صورة مزيفة وليست حقيقية، وأنت بهذا تزيدين من عمر الزيف الذي يعيشه ويمارسه، ومن ناحية ثانية تخشين أن تتحدثي لوالديه بحجة أن ما عندهم يكفي ليكون كارثة عليهم، وفي الوقت نفسه تخشين من الطلاق حتى لا يشمت بك الآخرون، وخشية على نفسك وعلى ابنك، وأنت فوق كل هذا لا زلت متعلقة بشاب أحببته قبل زواجك، وتريدين حلا يحقق كل الفوائد والإيجابيات ويجنبك كل السلبيات، وما أقترحه عليك من حل يكمن نجاحه في مقدار ما تملكينه من مهارة في استخدام خطوات الحل الواحدة تلو الأخرى، أولى الخطوات تكمن في التأكيد على أن من أحببته لا تملكين ما يؤكد أنه أفضل من زوجك الحالي، ونصيحتي أن لا تتعلقي كثيرا بهذا الأمر، ذلك أن مثل هذا التعلق يؤدي إلى تقاعسك في الالتزام ببقية الخطوات، فإذا صرفت النظر عن ذلك الحبيب الموجود في خيالك، يبقى أن تضعي لنفسك خطة زمنية، مع التأكيد على أن التعاسة التي يعيشها كل منا تخصه هو، فأنت وحدك من سيدفع ثمن الخلل الذي سيصيب ولدك إن هو تأثر بالمناخ المحيط به والمتمثل بسلوك أبيه وأعمامه، لذا ينبغي أن تضعي سقفا زمنيا أمامه وتهدديه بأنك ستخرجي من حياته ولن تعودي لبيتك ما لم يتراجع عما هو فيه، لأن الشرط الجوهري لشفاء أمثال هؤلاء مما هم فيه هو عدم تركهم لمجموعة الرفاق الذين يدعمون تعاطيهم، وطالما بقي أحدهم ضمن مجموعة الدعم هذه فإنه حتى لو دخل المستشفى للعلاج فسرعان ما يعود للتعاطي، فإن كنت قد نجحت في كسب محبة زوجك، فهذه نقطة لصالحك عليك أن توظفيها بصورة صحيحة من خلال دفعه للعلاج والتخلص من داء الإدمان المدمر، وحين تبذلين كل هذه الجهود فلا بد من التفكير عندها في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولا أعتقد أن هناك أهم من نفسك وولدك تنقذيهما من هذا الجو الموبوء والسيئ، باختصار قفي مع زوجك ولكن ينبغي أن يشعر أنه ما لم يتخذ خطوة إيجابية لصالح نفسه أولا ولصالحك وصالح ولده ثانيا فإن خسارته ستكون محتمة ومؤكدة، وأنك لن تبقي في حياته.