• مضى على زواجي (30 عاما)، رزقني الله ثلاث بنات وولد، تزوجت الكبيرة وبقي في البيت بنتان وولد يدرس في الجامعة، زوجي كان كريما معي وخصص لي منذ 25 عاما مصروفا شهريا، وقبل عامين مات والدي وورثت عقارا يعطيني دخلا 100 ألف ريال سنويا، بعد أن استلمت نصيبي من نقد وعقار بستة أشهر خفض زوجي مصروفي بحجة أنه يمر بظروف صعبة وأنه خسر خسارة كبيرة في الأسهم، رفضت التخفيض ونشأ خلاف بيننا، لكن في النهاية وافقت وطلبت منه أن يشتري لي سيارة جديدة وأيضا تعذر، وبدأت الخلافات بيننا وكلها خلافات مادية حتى أصبحت أرفض أن أقف بجانبه في أي مسألة مادية لأني أخشى أن لا يسددها لي، وهواجسي كلها تقول إن زوجي بات يجمع المال حتى يتزوج من امرأة أخرى لا سيما أن والدي (رحمه الله) كان دائما يشتكي من الظروف المادية وبعدها تزوج على أمي بثانية واشترى لها مسكنا خاصا بها وجعلها ترث نصف ثروته هي وأولادها. نادية من جدة زوجك بشهادتك كان كريما معك على مدى 25 عاما، وحين صرت تملكين المال، بدل أن تكوني كريمة معه صرت أكثر حرصا، واتهمته بالكذب وصرت كانزة للمال، وحين صار بين يديك المال وأنت تعلمين علم اليقين أن هذا المال لن تذهبي به معك لآخرتك، وهو عبارة عن وسيلة يمكن أن تقضي لنا الكثير من الحوائج، مع ذلك آثرت إبقاء هذا المال تحت يدك وعدت تقولين له أعطني ما كنت تعطيني إياه على مدى 25 عاما، ألست معي بأن من مارس الجحود هو أنت وليس زوجك؟ الواضح أنك متحكمة وزدت جبروتا على زوجك بعد أن صرت غنية واستلمت ميراثك، وسؤالي هل تعتقدين أن منع المال عنه سيجعلك أكثر غنى وأكثر أمانا؟ ما هي الصورة التي رسمتها في ذهنه عنك؟ أليس من حقه أن يقول: كنت كريما معك طوال السنوات الثلاثين وحين صار المال بيدك بخلت علي حتى بقرض أعيده لك؟يؤسفني أن أقول لك إنك أخطأت في رفضك إقراضه المال، وأخطأت في التركيز على أنه لا يشكر لك ما تقدمينه له، وأخطأت حين رأيت ما قدمته له ونسيت ما قدمه لك، ونسيت أنه السبب الشرعي لوجود البنات الثلاث والولد، تذكري فقط أنه أب أبنائك الأربعة، وتذكري أنه لم يبخل عليك طوال الأعوام الماضية ، وتذكري أيضا أن الزوجين حين تصل العلاقة بينهما إلى المن فقد وصلا إلى مرحلة أذية بعضهما لأن الله تباركت أسماؤه ربط بين المن والأذى، وتأكدي أن من لا يعطي خير بكثير ممن يعطي ويتبع ما يعطيه بالمن والأذى، لأن الأول حين لا يعطي يخسر الحسنات، في حين أن من يعطي ويتبع عطاءه بالمن والأذى يكسب السيئات، وشتان بين من لا يكسب الحسنات وبين من يكسب السيئات، راجعي نفسك وسوي الأمور بينك وبين زوجك، وتذكري أن المال الذي تملكينه حقك 100 في المائة وليس لزوجك الحق في أخذ قرش واحد منه إلا عن طيب نفس منك، ولكنك بالمقابل لم تعط زوجك ولم تتأكدي من أنه أخذ مالك ولم يرده لك، وحين يفعل ذلك عندها من حقك أن لا تثقي به، أما أن تسحبي الثقة منه لمجرد أنه خفض مصروفك فأمر أقل ما يقال فيه أنك بالغت في الإساءة لزوجك.