• منذ شهرين تزوجت من شاب ليس بيني وبينه أية قرابة، وأبلغ من العمر 25 عاما، وأمتهن التعليم، من صفاتي أنني عاطفية وطموحة وأكره شيء اسمه الروتين، اعترف أن زواجي تم دون أن أكون مهيأة لحمل لقب عروس، فقد كنت مشغولة بأمور أخرى أهمها دراستي في الخارج بعد أن حصلت على بعثة دراسية. زوجي إنسان طيب جدا معي ويوفر لي كل شيء أريده، ورومانسي جدا، عكسي أنا أحب الواقع، وازدادت مأساتي بعد زواجي، إذ تركت أهلي وتنقلت مع زوجي في العديد من الدول والمدن، مما أرهقني نفسيا وجسديا، وصرت كلما حل الليل أصاب بنوبة بكاء وحزن عميقين، ولا أرتاح إلا حين أتحدث مع أمي، ولا أترك أحدا من أهلي إلا وأتصل به وأسمع صوته، مما أزعج زوجي وانعكس ذلك على نفسيتي حتى أصبحت لا أطيق الجلوس معه ولا النظر إليه، وصرت أشعر بحنين لعزوبيتي ولا أخفيك أني فكرت بالانفصال، لكن زوجي حاول معاملتي بالصبر ولم يقصر معي، ومع ذلك لم تتغير تصرفاتي معه، ولا أريد شيئا في هذه الدنيا إلا أهلي فقط، رغم أنني أتمنى التأقلم مع زوجي وأريد أن أكمل الحياة معه و أريد أن يكون زواجنا سعيدا وناجحا.. لكن كيف؟ مريم جازان الواضح أنك متعلقة بأهلك كثيرا، والواضح أيضا أنك لم تنضجي عاطفيا بما يكفي، وهذا هو السبب الحقيقي لما تعانينه الآن فأنت لا زلت تعيشين في محيطك الأسري ولم تصلي بعد إلى حد النضج المطلوب للتعامل مع زوج ولم تفطمي عاطفيا عن أهلك، والتفكير بالانفصال نتيجة هذا التعلق الشديد بالأهل خطأ فادح، خاصة أن زوجك رجل حباه الله بالكثير من الصفات الطيبة كما تقولين، لذا نصيحتي لك أن تلغي التفكير بالانفصال تماما، وتذكري أن الفرص الجيدة لا تتاح دائما، مع التأكيد أن كثيرا من الفتيات يعانين في بداية الزواج من مشكلة الشوق للأهل، فالزواج بداية حياة فيها من تحمل المسؤولية الكثير، والفتاة التي لم تعتد تحمل مسؤوليات في دار أبيها ستجد صعوبة في بداية الزواج على تحمل مسؤوليات البيت والزوج وما شابه ذلك، لذا نصيحتي لك التفكير بأن والديك لن يدوما لك، وأنك بحاجة لشق طريق حياتك والبحث عما يقربك من زوجك، وطالما أن الله جعل في نفس هذا الرجل كل هذا الحب والعطف والحنان لك وهي نعم ليس من الحكمة إطلاقا التفريط بها، لذا تحملي قليلا بعدك عن أهلك وبمجرد السفر لن تجدي أمامك إلا هو وسيكون هو بالنسبة لك الأب والأم وكل أهلك، ورويدا رويدا ستجدين نفسك بدأت تتأقلمين مع الوضع الجديد، ولكن ضعي هدفا أساسيا أمام ناظريك يكمن في أن هذه الحياة ينبغي أن تستمر، وأن عليك النجاح في هذا المشروع وهو مشروع الزواج، أطلبي من زوجك أن يتحملك ووضحي له أنك تفتقدين أهلك حتى يستطيع بدوره أن يقوم بما يجب عليه القيام به.