عمر عبد ربه من الرجال القلائل المخلصين لدينهم ووطنهم ومليكهم وأمتهم، كان شاعرا متميزا في الشعر الشعبي، وكانت قريحته الشعرية كريمة وسيالة تسعفه في جميع المواقف، وقد استمعنا إليه في كثير من المجالس وهو يلقي شعره غيبا، لأن ذاكرته كانت قوية حتى أخريات حياته، وكان في مجالسه خفيف الظل، سريع البديهة، حاضر النكتة، وفي أعماله الكثير من الرسمية، كان محط إعجاب الجميع، لما يتمتع به من رقة في التعامل وعذوبة الحديث، فهو محدث قدير لا يمل حديثه، وخاصة عند سرد ذكرياته الكثيرة عن مدينة جدة والأدباء الكبار، كانت له مواقف شجاعة ونبيلة وكريمة. كان للفقيد نشاط رياضي كبير في مدينة جدة، وكان يرأس النادي الأهلي فترة طويلة، ومنافساته مع فريق الاتحاد منافسات شريفة، وكانت له جلسة أدبية مساء كل يوم أربعاء، يحضرها الأدباء، وكان أستاذا قديرا له تلاميذ كثر يذكرونه بالخير والامتنان والإخلاص، ومن هؤلاء الذين ذكروه أمامي أكثر من مرة معالي المرحوم عبد الوهاب أحمد عبد الواسع، وقد أثنى عليه كثيرا، كما أنني سمعت هذا الثناء الكبير من كثير من الناس، كالأستاذ عبد الله عمر خياط، الذي قربني إليه وقربه مني من كثرة أحاديثه عنه. وكل من عاش في جدة لا بد أن قرأ شعره وأعجب به لكثرة ما يضمنه من الأمثال المحلية ومن المواقع في مدينة جدة، ولقد كان قاموسا ومعجما يمشي على قدمين، لقد تميز ببلدياته الشعبية ومخزونه التراثي الكبير عن جدة وشخصياتها. عبد الرزاق حمزة