تأسرني شخصية الفيصل الثقفة ، وتذهلني مواقفه الخطابية والشعرية الى تؤرشف الحدث وتحفظه فى قالب ادبي رفيع المستوى . كثيرة هي اللحظات التي ارشفتها ابداعات الفيصل فأحالتها الى شاهد عيان على حقبة زمنية او لحظة تاريخية ترصد منجزا حضاريا أو تشجب موقفا ضد الوطن أو تستذكر علما من اعلام هذا البلد . ولعل الشعر عند الفيصل كمنتج رئيس ، هو اكثر ما عرف عنه كنتاج معرفي وابداعي ، الا انه ومن خلال اصداره الأخير كلمات والذي- توشح بالخضار نزعة واحساسا واخراجا- أظهر لنا بعدا آخر في شخصية الفيصل الإبداعية التي جعلت التميز اطارا ومنطلقا وهدفا ونتيجة لكل اعماله الإبداعية . أسرني فى الكتاب فكرته واخراجه وريعه ، وأعادني ( كمواطن سعودي ) الى كثير من المواقف الخطابية التى رسخها الفيصل فى أراشيف التاريخ لتبقى فى وجدان السعودي جيلا بعد جيل حاضرة حية متقدة تجعل الجميع شهود العيان لكل مسافات الولاء الزمنية والحسية لهذا الوطن قيادة وشعبا . أكتب عن هذا الكتاب بمشاعر انسانية فياضة ، كيف لا وهي تعزف على وتري الوطن والمواطنة عاطفة وحبا وولاء ، هذه المشاعر أججتها كلمات الفيصل لتصبح حالة انسانية خاصة تسمو بالسعودي ليفخر بوطنه وقيادته . لقد اختصر الفيصل مفاهيم الفخر والإنتماء لهذا الوطن وتميزه عن غيره من الأوطان حين قال :- واليا تباهوا بالمنازل والأوطان لي ديرة سيد المخاليق منها وهوهنا وكما قال عنه أحد النقاد والأدباء:- (خالد الفيصل فى هذا البيت كسر قاعدة أعذب الشعر أكذبه ) لتصبح العذوبة صنوا للصدق عند الحديث عن الوطن شعرا ونثرا عند الفيصل فى ابداعاته المختلفة . ان كلمات الفيصل – اصداره الأخير – جاء ليجمع صورا كثيرة من مواقف الولاء والطاعة والإخلاص للوطن والقيادة ، وليؤكد للتاريخ والحاضر والمستقبل أن له معينا لا ينضب من الإبداع الشعري والنثري ( الخطابي ) وقبل ذلك المنجز التنموي، كل ذلك يُذكي فينا كمواطنين حب الوطن وطاعة ولي الأمر والسعي الحثيث للرقي به والحفاظ عليه . على احمد عسيري-ابها